لا تزال كرة القدم تنتصر لفلسطين

22-5-2024 | 14:19
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

في الوقت الذي كان فيه مسئولو الفيفا يناقشون ويماطلون خلال اجتماعات الجمعية العمومية الرابعة والسبعين بتايلاند، طالب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمعاقبة وتجميد مشاركة إسرائيل فى البطولات الدولية والقارية، بسبب جرائمها الوحشية وغير الإنسانية، التي ارتكبتها ولا تزال ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. 

كانت جماهير الترجي التونسي باستاد رادس في ذهاب دوري الأبطال الإفريقي بين الترجي التونسي والأهلي تهز أرجاء المعمورة، بدخلة رائعة صممتها خصيصًا لعرضها فى المدرجات قبل المباراة.. 

هذه الدخله مسّت بعباراتها ورسوماتها المعبّرة قلوب وضمائر العالم وشدّت الانتباه برسالة للعالم من مدرجات كرة القدم نحو القضية، التي يغض سياسيو العالم وحكوماته الطرف عن حلها، ووضع حد للمذابح التى لا تتوقف من جنود جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.. 

وعلى استاد القاهرة كانت فلسطين كالعادة حاضرة بأعلامها في المدرجات في نهائي البطولة الإفريقية الكونفيدرالية بين الزمالك ونهضة بركان، ومع هدف الفوز كان احتفال أحمد حمدي بعلامة النصر، وإهدائه لشعب فلسطين الذي يضم فريق الزمالك واحدًا من أبنائه هو اللاعب ياسر حمد.

الجمعية العمومية للفيفا، كما كان متوقعًا، أرجأت طلب الاتحاد الفلسطيني لشهر يوليو المقبل، ولم تحسم القرار سواء بالرفض أو الموافقة، رغم أنها سبق وعاقبت دولاً وحكومات، وكذلك اللجنة الأوليمبية الدولية بسبب جرائم حرب أقل بكثير مما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بأبناء وشيوخ غزة لإجبارهم على الرحيل.. 

ملاعب كرة القدم فى فلسطين تهدمت والنجيل الأخضر تحول إلى تراب وركام وبقايا حطام للمدرجات.. فتلاشت الرياضة ومعالمها عن الحياة.. لكن صمت القبور فى ملاعب غزة ودموع الأطفال فى كل مكان أحيا مشاعر التضامن مع القضية فى كل ملاعب الدنيا، فباتت الهتافات والدخلات فى المدرجات سلاحًا أقوى من صوت المدافع وطلقات الرصاص.

قائمة طويلة من ضحايا الرياضة من بين آلاف آخرين قتلتهم رصاصات الغدر وقنابل الإسرائيليين فى غزة، ضمن خطة عنصرية ممنهجة يمارسها جنود الاحتلال وقادتهم ضد الرياضيين والمدنيين، ورغم ذلك حاولوا كما يفعلون دائمًا منع أصوات الفلسطينيين من الوصول إلى الفيفا، مثلما يفعلون مع الأمم المتحدة واللجنة الأوليمبية الدولية، لعدم صدور قرار يدين أعمالهم الوحشية ويوقف مشاركتهم فى المحافل الدولية، غير مدركين أن شعوب العالم باتت تعرفهم وكشفت جرائمهم، وأصبح الرياضيون أكثر ما يشغلهم هو الابتعاد عن منافستهم، ليس خوفًا منهم، ولكن استنكارًا لأفعالهم وجرائمهم التي لطخت أيديهم بالدم.

أكثر ما يشغل المسئولين عن الرياضة فى إسرائيل هو كيفية ممارسة الضغوط لعدم صدور قرار يدينهم، ويجمّد مشاركتهم فى البطولات الدولية والقارية، ربما تصل بهم إلى تهديدات وممارسات ضد المسئولين عن الرياضة في فلسطين وفي الاتحاد الدولي، وحتى إنفانتينو نفسه، ربما يمارسون عليه ضغوطًا لإجباره على عدم مناقشة الطلب وإخضاعه للتصويت خلال الاجتماعات القادمة في شهر يوليو.

أصوات الجماهير في المدرجات لن تتوقف، والدخلات ستستمر؛ لأنها ترعبهم وتزلزل الأرض تحت أقدامهم، فالعرب ليسوا وحدهم.. جماهير الرياضة في كل مكان تهتف وتتعالى أصواتهم تدين الاحتلال وممارساتهم ضد الشعب الفلسطيني والرسائل لن تتوقف وستظل تلاحقهم، طالما أنها توجعهم وتؤلمهم وتضغط على مسئولي الفيفا لتجميد مشاركتهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: