الوصايا السبع لاقتصاد المنازل

21-5-2024 | 17:06
الأهرام المسائي نقلاً عن

تلقيت مكالمة هاتفية من صحفية تطلب فيها مني، أن أبسط أهم عاداتي اليومية التي من خلالها يمكن توفير النفقات، واسترشدت في ذلك الأمر بأحد المقالات المنشورة عن إحدى الشخصيات العالمية والتي حققت مكاسب كبيرة في عالم الأعمال، ولكن مع ذلك فتلك الشخصية تحرص كل الحرص على عدم التخلي عن عاداتها اليومية الهادفة إلى توفير النفقات والتخفيف من حدة الأعباء الحياتية على الرغم من قدرتها المالية المرتفعة، والحق يقال أن الفكرة أعجبتني، فهي خطوة على طريق تبادل الخبرات الحياتية، وتتفق مع التوجهات العالمية الهادفة إلى ترشيد النفقات، وما يجب أن يكون عليه الفرد من اقتصاد في كافة مظاهر الحياة وعدم المبالغة وبالتالي تتحقق فرص التنمية المنشودة على كافة الأصعدة.

لأبدأ في التفكير عن تساؤل، فهل نحن بحق في حاجة إلى الاقتداء بتجارب الدول المتقدمة في توفير النفقات؟ لأجد أن الإجابة تكمن في التعاليم الرئيسية للدين الاسلامي والتي تستهدف عدم الاسراف، وخير مثال على ذلك نهى الرسول الكريم عن الإسراف حتى ولو بغرض الوضوء بقوله "اقتصد ولو كنت على نهر جار"، وكذلك النهي عن الإسراف في المأكل بقوله "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا اكلنا لا نشبع"، وايد ذلك قول عمر بن الخطاب "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم".

لأبدأ في البحث عن عاداتي التي اتبعها وأتخذها منهج لحياتي، لتتحول إلى سلوك دائم يستهدف عدم الإسراف في نفقات الحياة بصورة عامة كالتالي، السلوك الأول: وجدت إنني على سبيل المثال دائمة البحث عن مصادر الغذاء الأقل تكلفة، فهناك أماكن تبيع بأسعار مبالغ فيها، وهي الإمكان التي أتجنبها وأستبدلها بالأماكن الأقل سعرا لتكون المحصلة هي التوفير في النفقات، كما أبحث عن البدائل الغذائية الاقل تكلفة باستهداف السلع الاقل سعرا، مع الحفاظ على تحقق الهدف وهو القيمة الغذائية.

السلوك الثاني: وجدت إنني أحرص على اتباع سياسة إعادة التدوير والاستخدام للأدوات والمتعلقات في أغراض مختلفة والتي قد تكون مختلفة عن الهدف الرئيسي المخصصة له، فبإعادة التوظيف وجدت أنها توفر نفقات متطلبات أخرى وبالتالي التوفير بشكل عام في نفقات الحياة.

فكل شيء أمتلكه أفكر عدة مرات قبل أن أتخلص منه، بسؤال نفسي هل يمكن أن استخدمه في اي غرض اخر؟ ومن خلال الإجابة ستتحقق فكرة إعادة التدوير بخلق وابتكار استخدامات بديلة.

مثل علب الأدوية أو الأغذية البلاستيكية يمكن استخدامها في زراعة النباتات، وكذلك أواني الطعام الذي يتم شرائه والأكياس البلاستيكية التي يتم إحضار أغراض المنزل فيها فيمكن الاحتفاظ بها وإعادة استخدامها في أغراض منزلية مختلفة.

السلوك الثالث: وجدت أنني دائمة النظر إلى الجانب السلبي للمنتجات التي من المفترض أن يتم شرائها مثل مستحضرات التجميل، لأتبع سياسة الاقتصاد في شرائها قدر الإمكان، والاقتناع بأن عدم الإفراط في استخدامها قد يحمي من آثار سلبية، فمعظمها مصنوع من مواد كيماوية ويمكن أن يكون ضررها أكثر من نفعها واستبدالها بالوصفات والزيوت الطبيعية قد الامكان. وهو الامر الذي يوفر في النفقات ويقي من الأمراض.

السلوك الرابع: وجدت أنني في حالة التواجد بالمطاعم فإنني أحرص على قراءة قائمة الطعام والاسعار جيدا، فقد يكون الطبق الاقل تكلفة هو الأكثر ملائمة لذوقي، وذلك تجنبا لمزيد من النفقات، والسؤال عن حجم الطبق، فقد يصلح طلب واحد لفردين، وبالتالي يتحقق هدفين ألا وهما التوفير في الطعام والتوفير في النفقات في آن واحد.

السلوك الخامس: وجدت أنني من مشجعي تحضير الأطعمة والمشروبات والسناكس قدر الإمكان في المنزل، وبالتالي يمكن توفير الكثير من النفقات خاصة مع وجود الأطفال.

السلوك السادس: وجدت إنني من المحافظين على الاقتصاد في نفقات الملابس وعدم الإسراف في شراء الماركات مرتفعة الاسعار فالغرض هو ان يكون الإنسان حسن المظهر وليس مبالغا فيه.

السلوك السابع: لاحظت إنني من مشجعي الشراء من أصحاب المشروعات الصغيرة كلما تمكنت من ذلك، فهذا يجعلني أكثر ارتياحاً، ويكمل هذا السلوك هو الحرص على النظر إلى الطبقات المحرومة كلما تطلعت إلى شيء أعلى من الإمكانيات المادية المتوفرة، فهذا الأمر كفيل بأن يعيد شعور الرضا والسلام النفسي.

فتلك هي العادات التي احرص على اتباعها في توجيه نفقاتي ومتطلبات اسرتي بشكل عام، والتي تحولت بمرور الوقت إلى سلوك دائم، وهذا ما وجدته يتفق أولاً مع تعاليم ديننا، ولا يخالف السلوك العالمي ثانياً والذي جعل من بعض الشخصيات نموذجاً، ودعانا إلى الاقتداء بهم.                                                               

كلمات البحث