لا تزال الجهود المبذولة من الدولة المصرية والجهات المعنية القائمة على المفاوضات للوصول إلى هدنة ووضع إنساني أفضل في قطاع غزة قائمة، وتدعم مصر موقفها بعدم حدوث عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة والحفاظ على سلامة المدنيين، وحرصها على إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط، ومنع مزيدٍ من نزف الدماء للفلسطينيين، والعمل على إنهاء المأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وإتمام استبدال الرهائن والسجناء.
وعلى الرغم من مرور 7 أشهر على الاعتداء على غزة، إلا أنه أيضًا موقف مصر الثابت ودورها في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتنسيق مع الدول المقدمة للمساعدات واستقبالها وإدخالها إلى القطاع لم يتوقف، وذلك منذ اليوم الأول للحرب، وتحملت مصر حتى الآن ما يقرب من 70% من المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة.
ما سبق كان موقف مصر الثابت فعلًا وقولًا، وأكد عليه مرة جديدة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال قمة المنامة، والتي احتضنتها دولة البحرين الشقيقة، وأن مصر ترفض تصفية قضية الشعب الفلسطيني، ومحاولات تهجيره عن أرضه.
تصريحات سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة لخصت موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية؛ سواء على مدار أشهر الحرب الماضية أو منذ عشرات السنوات؛ حيث أكد الرئيس أن الحرب الإسرائيلية ضد غزة تضعنا أمام خيارين إما السلام والاستقرار والأمل أو الفوضى والدمار، وستظل حقوق أطفال فلسطين سيفًا مُسَلَطًّا على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة وفق آليات القانون الدولي، والحرب على غزة عنوان للإمعان في القتل والانتقام وحصار شعب وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه وتهجيرهم قسريًا.
الرئيس قال أيضًا إننا لا نجد إرادة سياسية دولية حقيقية ترغب في إنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين، وإن إسرائيل مستمرة في التهرب من مسئولياتها، وتراوغ لتجنب جهود وقف إطلاق النار، ونرفض عملية إسرائيل العسكرية في رفح ومحاولاتها استخدام الجانب الفلسطيني من المعبر لإحكام حصار غزة؛ بل ووصف الرئيس السيسي بالواهم من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن، كما وصفه بالمخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدي نفعًا أو تحقق مكسبًا.
كلمة الرئيس خلال القمة من وجهة نظري هي الأفضل؛ لأنها وضعت النقط على الحروف، كما نقول نحن المصريين، ونقصد تشخيصًا وعلاجًا للأزمة، فمصر أضاءت شعلة السلام في المنطقة عندما كان الظلام حالكًا، وتحملت أثمانًا غالية وأعباءً ثقيلة، وثقة شعوب العالم في عدالة النظام الدولي تتعرض لاختبار لا مثيل له، وسيؤثر ذلك سلبًا على السلم والأمن والاستقرار، ولنضع أيدينا معًا لننقذ المستقبل قبل فوات الأوان، ونوقف الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين، الفلسطينيون يستحقون دولة مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن الأجيال المقبلة فلسطينية أو إسرائيلية تستحق منطقة يسودها العدل والسلام والأمن، بعيدًا عن آلام الماضي، وشكرًا وتحية للرئيس عبدالفتاح السيسي.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة