القومي للمسرح وحرفية إدارة المهرجانات

18-5-2024 | 14:00

إدارة المهرجانات مهمة ليست سهلة، وبخاصة عندما تسند إدارة مهرجان إلى أحد أبناء المهنة، يضع في اعتباراته دائمًا أنه مراقب من الجميع، وأنه يغامر بتجربته الخاصة كممثل أو مخرج أو كاتب، من أجل مهمة عامة، شعرت بتلك المخاوف وأنا أتابع الفنان محمد رياض فى الدورة السادسة عشرة للمهرجان القومي للمسرح العام الماضي، تلك الدورة التي حملت اسم النجم عادل إمام.

وفى تقييمات نقدية وإعلامية وجماهيرية، جاءت الدورة السادسة عشرة من تاريخ دورات المهرجان الذي انطلق في عام 2006، وبتكريمات لعظماء الفن آنذاك، فؤاد المهندس، وحمدى غيث، وعبدالمنعم مدبولي، وحسين الشربيني، وصفت الدورة الماضية وهي الأولى للفنان محمد رياض بأنها فارقة في تاريخ دورات المهرجان، كونها أحيت روح المنافسة بين أكثر من 37 عرضًا مسرحيًا، لفرق الهواة، وأكاديمية الفنون، والبيت الفنى للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والشباب والرياضة، وصندوق التنمية الثقافية وغيرها، وطرحت موضوعات مهمة عن التوثيق والسيرة، والتراجم والكتابة التأريخية، وندوات عن الكتاب الراحلون، وأكثر من عشرة موضوعات أثرت مناقشاتها الحراك الثقافي.

تأتي الدورة السابعة عشرة التى تقام فى يوليو المقبل لتحمل اسم واحدة من أهم نجمات المسرح العربي وهي سيدة المسرح سميحة أيوب، والتي حضرت الدورة الماضية، ومن خلال برامج وتكريمات وطريقة إدارة المهرجان يمكن التأكيد على أن إدارة مهرجانات لها تاريخ مثل القومى للمسرح طرحت فكرًا جديدًا وشابًا لمهرجانات كانت تقام بشكل تقليدي وكأنها مجرد تظاهرات تمر مرور الكرام، ولا أنكر أننا نواجه تلك المشكلة "التقليدية" فى إدارة بعض المهرجانات فى مصر، وهو ما دفعني هنا للإشارة إلى طريقة إدارة الفنان محمد رياض للمهرجان القومى للمسرح، وكيف خرج به من التقليدية إلى منطقة أخرى، فهو لم يحتكر القرارات، بل يستعين بلجنة عليا تفكر وتناقش قبل إقامة المهرجان بفترات كافية.

يهتم بإبراز شخصيات أثرت في مسيرة المسرح العربي؛ منها مسابقة للتأليف المسرحي للدورة الـ17، قال إنه يطرح تلك المسابقة لإيمانه الشديد بأهمية الكتابة والتأليف المسرحي في تنمية الحراك الثقافي، وتشجيعًا للمؤلفين على كتابة وطرح نصوص مسرحية جديدة، وتم فتح باب التقديم في المسابقة الجمعة 17 مايو وتستمر حتى الأربعاء 5 يونيو.

المهرجان القومي للمسرح المصري يهدف إلى تأصيل ملامح المسرح المصري المعبر عن شخصية مصر ونشر الرسالة التنويرية لبناء الإنسان المصري، وكذلك تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس الخلاق وتحفيز الفرق المسرحية على تطوير عروضها فكريا وأدائيًا وتقنيًا من أجل المشاركة في صناعة مستقبل أفضل للوطن.

تلك هي رسالة المهرجان التي تزيل دائما بياناته، وتأكدت للجميع من خلال دورته الماضية، منظومة متكاملة تعمل من أجل نهضة المسرح المصري، منظومة تم تكوين أفرادها من كتاب وفنانين وإعلاميين.

فمع الفنان القدير محمد رياض رئيس المهرجان، الفنان القدير ياسر صادق "مديرًا للمهرجان"، وعضوية كل من: الناقدة عبلة الرويني، الفنان نضال الشافعي، الكاتب وليد يوسف، الدكتور مدحت العدل، المخرج إسلام إمام، الناقدة علا الشافعي. 

وستة أعضاء آخرين بمناصبهم، وهم المخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والدكتور وليد قانوش رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب وأ.عمرو البسيوني رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة والفنان القدير إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح، ومنسق عام المهرجان أ. ماجدة عبد العليم، وتتولى تلك اللجنة رسم السياسة العامة ووضع خطط العمل للمهرجان قبل انطلاقه، وقد بدأت بالفعل جلسات مكثفة للخروج بالدورة السابعة عشرة بشكل مبهر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة