ما حدث مع سيدة التجمع منذ أيام قليلة؛ كارثي بكل المعايير؛ فعندما بدأت مصر في تنفيذ تطبيقات الأنظمة الذكية للسيارات؛ كانت هناك ضوابط صارمة؛ لتأمين مستخدمى تلك التطبيقات؛ حتى يشعر الركاب من الجنسين بعنصر الأمان؛ وهو المقصد الرئيسي.
كان في البداية تطبيق واحد؛ ثم توسعت الأمور حتى تعددت التطبيقات؛ حتى بدأ الناس يسمعون عن حكايات تدمى القلوب؛ فتاة تموت بسبب أحد سائقي تلك التطبيقات وأخرى تعرضت لموقف هو الأصعب في حياة أى سيدة.
نحن الآن على أعتاب موقف جديد؛ فما المانع من التكرار؟
هذا هو سؤال الساعة، أما الإجابة؛ فهى في ما يلي:
هناك عشرات الآلاف من السائقين يعملون بتلك التطبيقات الذكية للسيارات؛ منهم الجيد و السيئ على السواء، والمفترض في الشركة المسئولة عن تشغيلهم أن تكون مسئولة مسئولية كاملة تمامًا عنهم وعن سلوكهم؛ وكذلك عن الرحلة منذ لحظة انطلاقها حتى نهايتها؛ بشكل تام.
الحقيقة؛ لابد الآن من معرفة هل يتم عمل كشف صحي كامل على هؤلاء السائقين؛ وكذلك كشف أمني للتأكيد من أهليتهم للعمل وفق ضوابط القانون المصري.
أخذ الاهتمام بالسيارة محل العمل الجانب الأكبر؛ وتم التنازل في المقابل عن الاهتمام بالشخص الذي يقود السيارة وهو الأمين على حياة من معه.
الآن؛ وقبل تكرار تلك الكارثة؛ لابد من إعلان كافة الشركات العاملة في مجال التطبيقات الذكية للسيارات؛ أنها مسئولة مسئولية كاملة عن أمان الركاب و كذلك عن سلامتهم؛ وسلامة مع معهم من محتويات طوال مدة الرحلة.
وأيضا تلك الشركات مسئولة عن متابعة الرحلة متابعة تامة؛ منذ لحظة قيامها حتى لحظة نهايتها؛ على أن يكون هناك تواصل ثلاثي بين الشركة والراكب والسائق لحظة بلحظة؛ حتى يمكن التدخل الفوري لحظة حدوث خطأ ما؛ مما يعجل ببتر أي أزمة قبل حدوثها؛ أو العلاج الفوري لو لزم الأمر.
أمر آخر لا يقل أهمية؛ يتعلق بسن القوانين التى ترهب أي جانِ على أنثى بأى شكل من الأشكال؛ ولو كانت العقوبة هى الإعدام؛ حتى يكون القانون رادعًا حاسمًا لأي من تسول له نفسه محاولة التعدي على أي أنثى.
مرت الأزمة الأخيرة؛ وخلفت وراءها أزمة اجتماعية خطيرة؛ من المؤكد أن من يعمل بشركات التطبيقات الذكية للسيارات؛ عدد كبير جدًا؛ مسئولين عن أسر؛ وتلك الشركات عنصر مهم جدًا في المجتمع المصري وكذلك في سلامة بنائه الاقتصادي؛ لكن أمان من يتعامل مع تلك التطبيقات هو الأكثر أهمية بكل تأكيد، فعنصر توافر الأمان هو الأساس لنجاحاتهم؛ ومن ثم استقرار للعاملين لديهم والعكس صحيح تمامًا.
ما حدث مع سيدة التجمع؛ والفتاة التى توفاها الله؛ جرس إنذار شديد جدًا؛ فقد وصل دويه للمجتمع المصري بكل عناصره وفئاته؛ ولابد من التعامل معه بالأهمية اللازمة؛ وإلا فلننتظر حدوث كوارث أخرى؛ ما دام لم يتم التحرك لضبط الأمور بالحسم الكامل.
قبل أن يتكرر أمر محزن وكارثي مثلما حدث؛ ونبدأ في البكاء على فقد عزيز أو غالٍ؛ على الدولة إحكام السيطرة الكاملة على تلك الشركات؛ حتى يمكن الاطمئنان على أسرنا التي تستعمل تلك التطبيقات؛ وألا يعمل أي تطبيق لا يوفر الأمان الكامل؛ وعليها بث الأمن والأمان في نفوس الناس؛ فأمن الناس وأمانهم مسئولية ليست هينة؛ وأبناؤنا هم الأولوية الأولى والأهم بلا أدنى شك.
،،،، والله من وراء القصد.
[email protected]