وصف نتنياهو نفسه بالمؤسس الثالث لإسرائيل، ولا يدرك أنه معول في انهيار الكيان الصهيوني، برغم أن طول بقائه على كرسي رئاسة الوزراء استطاع في تحقيق مكاسب عديدة لدولة الاحتلال، وفي نفس الوقت أغرق دولته في صراع مفتوح على كل الأصعدة مع الشعب الفلسطيني، حتى ظن أن المسجد الأقصى والضفة الغربية انتزعهما فعليًا.
وجاء طوفان الأقصى ليصوب أنظار العالم وخاصة مجموعات غفيرة من الشعوب الغربية تجاه القضية الفلسطينية، التي نجح في طمسها عنهم لعدة عقود، وزين لتلك الشعوب أن الصهاينة فئة تبحث عن الأمان وسط شعوب عربية تريد الفتك بهم، ويعيشون مع شعب فلسطيني أعزل يرفض العيش معها في سلام.
وجاء شخص من طائفة نتنياهو ليكسر تابوت عظمته، ويفضح مساوئ تضخم ذاته، وهو البروفيسور "شاؤول كيمحي" الرئيس السابق لقسم علم النفس بجامعة تل أبيب، وانهال عليه بسيل من النقد اللاذع، وأعلن أنه رجل غير جدير بالثقة.
ووجهة البروفيسور النظر إلى أهم صفة فيه وهي تمركزه حول ذاته، ويعرب عنها بأنه يرى نفسه أكثر قدرة عن الآخرين في كثير من الأمور، وينطبق عليه مشهد الرائع أحمد توفيق في فيلم شيء من الخوف عندما يقول: "أنا بلوة سودة" وقوله: "أنا ستين عتريس في بعض"، وهذا التشبيه بالطبع لم يذكره أستاذ علم النفس في دراسته.
ويسرد كيمحي في شرح صفة تمركزه حول ذاته أن نتنياهو يستغل الآخرين كالأمريكيين في تحقيق طموحه الشخصي، ثم يتلاعب بالمقربين له ويتصرف بأنانية مفرطة دون الرجوع إليهم، ويعرج إلى سمة أخرى، ويصفه بالمخادع المصر على عدم الوفاء بوعوده.
ويضيف إليها شخصية المرتاب الشكاك، ويفصح عنها بأنه إنسان دائم الشك فيمن حوله، ويظن أنهم يدبرون له المكائد، ويخلع البروفيسور شاؤول على نتنياهو صفة الذكاء، ويضعها في دراسته تحت بند الأداء المعرفي، ويرجعها إلى تمتعه بذاكرة ممتازة وقدرة قوية على التحليل والتمييز البصري.
ويختتم كيمحي أستاذ علم النفس بجامعة تل أبيب تقييمه لنتنياهو بقوله: "إنه شخصية نرجسية تحمل في طياتها جنون العظمة، ويربط مصير إسرائيل بمصيره الشخصي، ويخون الأمانة اعتقادًا منه أنه يأخذ المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافه النبيلة.
[email protected]