5 أخطاء شائعة عند محاولة إدارة القلق

13-5-2024 | 12:13
 أخطاء شائعة عند محاولة إدارة القلقالقلق
أحمد فاوي

القلق تجربة عاطفية يمكن أن نواجهها جميعًا في مرحلة ما من حياتنا. إنها استجابة طبيعية للجسم لمواقف الخطر أو التوتر، ولكن عندما يصبح ساحقاً أو مستمرا، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا الجسدية والعقلية. ولحسن الحظ، هناك استراتيجيات لإدارة القلق والحد منه، ولكن من المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه ليست كل أساليب مقاومة القلق فعّالة بنفس القدر.

موضوعات مقترحة

في هذا السياق نشر موقع  psicologiaymente  مقالاً تحدث عن كيفية مواجهة الشعور بالقلق ، وكيفية معالجته.


الأخطاء الشائعة عند محاولة إدارة القلق

غالبًا ما تنشأ هذه الأخطاء من مفاهيم أو محاولة معالجة القلق بشكل غير مناسب. ومن خلال فهم هذه المخاطر، سنكون مجهزين بشكل أفضل لتجنبها وإيجاد أساليب أكثر فاعلية للتعامل مع الأوقات التي نشعر فيها بالقلق وإدارتها.

وسنبدأ بمراجعة 5 أخطاء عند مواجهة ومعالجة القلق

1تجنب المواقف التي تولد القلق

أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا عند محاولة التحكم في القلق هو تجنب المواقف التي تثيره. من المفهوم أننا نريد الابتعاد عما يجعلنا غير مرتاحين، لكن التجنب المطول لا يؤدي إلا إلى تعزيز القلق ويحد من قدرتنا على التعامل معه بفعالية.

عندما نتجنب المواقف التي تسبب لنا القلق، فإننا نرسل رسالة إلى دماغنا مفادها أن تلك المواقف خطيرة ويجب تجنبها. وهذا يعزز الاستجابة للقلق ويجعلنا أكثر عرضة  لخطر القلق في المستقبل .

فبدلاً من تجنب المواقف التي تسبب القلق بشكل كامل، من الأفضل مواجهتها تدريجياً. يُعرف هذا بالتعرض المتدرج. ومن خلال تعريض أنفسنا بطريقة تدريجية ومنضبطة لما يسبب لنا القلق، يمكننا اكتساب الثقة وتقليل استجابتنا للقلق.

إذا كنت تشعر بالقلق بشأن التحدث أمام الجمهور، على سبيل المثال، فبدلاً من تجنب  هذا الموقف ، يمكنك البدء في التدرب أمام الأشخاص الذين تثق بهم ثم زيادة عدد الأشخاص تدريجيًا. بهذه الطريقة، سوف تتحدى مخاوفك وتعلم عقلك أنه لا يوجد خطر حقيقي.


2الإفراط في انتقاد الذات

خطأ شائع آخر عند محاولة إدارة القلق هو الوقوع في فخ  القد المفرط للذات  وعدم وصولها للكمال .

يعتقد الكثير من الناس خطأً أن الطريقة الوحيدة للسيطرة على قلقهم هي التأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام.إلا أن هذا الأسلوب لا يؤدي إلا إلى زيادة الضغط والتوتر، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة القلق. يمكن أن تقودنا الرغبة في الكمال إلى وضع أهداف غير واقعية، والمماطلة خوفًا من عدم تحقيق الكمال ، والإفراط في انتقاد الذات عندما لا نلبي توقعاتنا.

من المهم أن نتذكر أننا جميعًا بشر وأن ارتكاب الأخطاء ومواجهة التحديات جزء من تعلمنا، فيجب  قبول عيوبنا  وهو أمر ضروري لإدارة القلق بشكل فعال. حاول أن تضع أهدافًا واقعية وقابلة للتحقيق. تقبل أنه ستكون هناك أوقات لا تسير فيها الأمور بالطريقة التي توقعتها، ولا بأس بذلك. تعلم كيفية تقييم الجهود المبذولة بدلاً من التركيز فقط على النتائج النهائية.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نكون رحماء ولطيفين مع أنفسنا، مع إدراك أننا جميعًا نواجه تحديات وأننا نستحق أن نعتني بأنفسنا ونعامل أنفسنا بلطف في تلك الأوقات.

3اللجوء إلى أنواع مختلفة من الإدمان

قد يكون التعامل مع القلق أمرًا صعبًا، وفي بعض الأحيان يلجأ الأشخاص إلى سلوكيات معينة  كوسيلة للتعامل مع القلق. وقد يشمل ذلك الإفراط في المخدرات، والأكل القهري، والإرهاق الذهني والبدني ، وغيرها.


على الرغم من أن هذه الاستراتيجيات يمكن أن توفر راحة مؤقتة، إلا أنها يمكن أن تؤدي على المدى الطويل إلى تفاقم القلق، بالإضافة إلى توليد  تبعات صحية ونفسية غير مرضية . يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى تعطيل التوازن الكيميائي للدماغ وزيادة أعراض القلق.

من المهم أن نفهم أن سلوكيات تعاطي المخدرات وتجنبها لا تحل السبب الكامن وراء القلق. بل إنها تصبح وسيلة للهروب مؤقتًا من المشاكل، ولكن دون معالجتها بشكل فعال.

بدلاً من الاعتماد على  هذه  الأدوات أو السلوكيات ، من الضروري البحث عن استراتيجيات صحية وفعالة لإدارة القلق. قد يشمل ذلك تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل ، وممارسة التمارين البدنية بانتظام، والبحث عن الدعم الاجتماعي والعاطفي، واعتماد عادات نوم صحية.

 

4العزلة الاجتماعية

من الشائع أن ننسحب من الآخرين ونعزل أنفسنا عندما نشعر بالقلق  ومع ذلك، فإن العزلة الاجتماعية ونقص الدعم العاطفي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم القلق ويجعل من الصعب التعامل معه بشكل صحيح.

ويلعب الدعم الاجتماعي والعاطفي دورًا حاسمًا في صحتنا العقلية. إن وجود أشخاص موثوقين يمكنك اللجوء إليهم في أوقات القلق يمكن أن يوفر الدعم التام ومعالجة مشكلة القلق، لا سيما  عند مشاركة همومنا ومخاوفنا مع شخص نثق به يمكن أن يخفف العبء العاطفي ويمنحنا شعورًا بالراحة.

الخلاصة  أنه إذا وجدت نفسك  تعيش في دوامة  القلق، فلا تتردد في التواصل مع الآخرين  للحصول على الدعم . تحدث إلى الأصدقاء المقربين أو العائلة ، وهو الإجراء الأكثر فعالية غالبًا.


5تجاهل الرعاية الذاتية وإهمال الصحة النفسية

الخطأ الشائع الأخير عند محاولة إدارة القلق هو تجاهل الرعاية الذاتية وإهمال صحتنا العقلية. في لحظات القلق، من السهل التركيز كثيرًا على همومنا ومسؤولياتنا لدرجة أننا نهمل صحتنا العاطفية والجسدية ونتجنب مواجهة هذه المشكلات التي تعطل تجربة حياتنا اليومية.

الرعاية الذاتية ضرورية للحفاظ على التوازن العاطفي والتعامل مع القلق بشكل فعال. وهذا يعني الاهتمام باحتياجاتنا الجسدية والعاطفية والعقلية. من خلال إهمال الرعاية الذاتية، يمكن أن نشعر بالإرهاق، والأعباء الزائدة،  ونصبح أقل قدرة على التعامل مع القلق.

ومن المهم تخصيص وقت للأنشطة التي تمنحنا المتعة والاسترخاء . قد يشمل ذلك ممارسة الرياضة أو القراءة أو الاستماع للموسيقى أو أي نشاط آخر يسمح لنا بالانفصال وإعادة شحن طاقتنا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة