كل الناس تحلم بتربية سليمة لأطفالهم منذ اليوم الأول لمجئ هذا الطفل إلى الحياة إلى النور إلى حضن والديه.. يبذلون الغالى والنفيس لكي ينشأ في بيئة صحية متوازنة لا يشوبها أي شيء ولا ينغص علي حياتهم أي شيء.
موضوعات مقترحة
حتى أن الأب والأم يعدون غرفة الطفل بكل الأشياء الممكنة التي تجلب له السعادة من ألعاب على الأرض وألوان مبهجة على الحائط.. رغم أنه مازال طفلا ولا يفهم كثيرا بعد.
ومع ولادة الطفل الأول، لا يكون للمرأة خبرة كبيرة في كيفية تربية وتغذية هذا الطفل.. وخاصة لو كانت امرأة عاملة.. ومع ضروريات الحياة التي نعيشها في عصرنا الحالي أصبحت نسبة المرأة التي تذهب للعمل كبيرة جدا في المجتمعات العربية.. وهو ما يدفعها إلى أنها تضطر إلى النزول إلى العمل بعد انتهاء إجازتها الخاصة بالحمل والوضع.. وهنا يأتي دورها في توفير أغذية بديلة ومكملة في حالة غيابها فترة كبيرة عن الطفل.. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى تحرص الأم بصورة فطرية على إرضاع طفلها بشكل طبيعي، أي رضاعة طبيعية.. لما فيه كل الخير للرضيع، كذلك كل الخير لصحة المرأة نفسها.. ولكن مع وجود ظروف كثيرة (ليس هنا مجال سردها في هذا المقال) تؤثر على المرأة، فلذلك تلجأ كثيرات من النساء إلى الرضاعة الصناعية وإلى التغذية التكميلية.
لذلك أحاول جاهدا في هذا المقال أن أوفر للمرأة العاملة أو لغيرها من النساء) بعض النصائح المهمة التي قد تحتاجها في حالة تعرضها لسبب أو لأخر يمنعها من الرضاعة الطبيعية لطفلها.. وإلى اللجوء إلى الأغذية التكميلية.
بالنسبة للرضاعة الصناعية للطفل فإنه يحتاج إلى أن يتعلم عدة أشياء منها كيفية الشرب من زجاجة الرضاعة الصناعية، كما يحتاج الطفل إلى طول بال المرأة حتي يأخذ وقتا في التعود عليها، وبصفة عامة يفضل أن يتناول الطفل في شهوره الست الأولى حليبا من ثدي الأم (أي الرضاعة الطبيعية) وإذا كنا مضطرين فإننا نعطيه الحليب الصناعي المدعمFortified Formulas.
ويجب أن نراعي أن يكون الحليب المصنع خالٍ من السكريات العالية..
من ناحية أخرى فإننا يجب أن نعطي للرضيع ما بين 6 إلى 24 شهراً من العمر أغذية تكميلية، والمعنى أنها هي كل الأغذية والسوائل التي تعطى للرضيع عندما يصبح حليب الأم أو البدائل المصنعة لحليب الأم غير كافية بمفردها لتلبية احتياجات الرضيع الغذائية.
وهناك علامات عندما تظهر على الطفل فإنه يكون جاهزا لتناول أول الأطعمة الصلبة إلى جانب حليب الثدي أو حليب الأطفال الصناعي.. أن يكون الرضيع قادر على التحكم برأسه.. قادرا على أن يكون بوضعية الجلوس.. قادرا على التحكم باللسان والفك.. ويمكنه مراقبة البالغين أثناء تناول طعامهم.. وأخيرًا قادرا على إدخال الطعام وابقاءه داخل فمه ومحاولة مضغه.
كل ما مضي يجعلنا نطمئن حين نبدأ في التغذية التكميلية للطفل ولا نخش عليه من أجل حمايته وتعزيز النمو الأمثل، والصحة، والتنمية السلوكية، وهي مهارة جديدة يبدأ في اكتسابها مع تقدمه في السن؛ حيث يتعلم بعض الأطفال قبول الأطعمة الجديدة والبعض الآخر لا.
وهناك توجيهات عامة يجب على الوالدين مراعاتها للطفل وبالطبع خصوصا الأم من أهمها، احترام تفضيلات الطفل، ممنوع إرغامه على إنهاء الوجبة وممنوع إطعامه بالقوة! .. تشجيع الأكل مع بقية أفراد العائلة حول مائدة الطعام.. من المهم السماح للطفل بأن يأكل بواسطة أصابعه العشر (وهي نظيفة ) ملعقة، كوب وطبق.. ومن المهم أيضا تقليص إضافة الملح أو مرقة الدجاج والامتناع عن الاستهلاك المفرط للأغذية الغنية بالصوديوم.. وبالطبع تقليل استهلاك الأغذية الصناعية الجاهزة.
ويجب أن نتجنب الأطعمة والمشروبات الملونة بألوان اصطناعية والمحلاة صناعياً..
كذلك الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة لاحتوائها على كمية ملح لا تناسب هذا العمر.. المكسرات الكاملة (حيث يمكن للأطفال الاختناق منها وبها).. المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
كذلك نتجنب تسخين غذاء الأطفال بواسطة الميكروويف.. لأن التسخين لا يتم بشكل موحد ومتجانس ومن شأنه التسبب بحروق في فم الطفل.
يجب إعطاء فيتماين د منذ الولادة حتى سن سنة لتكملة احتياجات الطفل الضرورية.
وفي كل الأحوال يجب الاستجابة للطفل عند الإشارة إلى الشبع، وقد يكون هذا عن طريق إغلاق فمه بإحكام، أو إدارة رأسه بعيدًا وعدم إجباره على تناول الطعام.
ووفقا لتقديرات وزارة السكان عام 2021 بلغت نسبة الأطفال فى الفئة العمرية ( 0 - 4 سنوات) نحو 13.6%.بما يعادل15 مليون طفل بالنسبة إذا اعتبرنا أن عدد السكان 110 مليون نسمة.
واتباع تلك النصائح سهلة التنفيذ يبعد خطر إصابة الأطفال بالتقزم وضعف النمو ويبعد تعرض أولادنا لأمراض كثيرة وخطيرة.. كذلك يجعل صحتهم أفضل وحياتهم أسهل فإن في كما هو معروف طفل اليوم شاب الغد.. فاللهم احفظ أولادنا جميعًا.
محمود الشيباني
ماجستير صعوبة الحركة والمشي وطب الأطفال
https://www.instagram.com/dr.mahmood7