Close ad

هل يحتاج منتخب مصر إلى جوهري جديد؟

12-5-2024 | 13:07
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

لا أحد يستطيع أن يُنكر على العظيم محمود الجوهرى إنجازاته مع منتخب مصر من نتائج وبطولات.. ولا يوجد لاعب أو مدرب أو إدارى عاصره ولم يتعلم من مدرسته التدريبية.. التى تخرّج منها أجيال وكوادر أثرت الحياة الكروية فى مصر والمنطقة العربية.. لكن لو كان المدير الفنى الراحل مازال يعيش بيننا حتى الآن لغيّر أسلوبه وفكره بما يتماشى والكرة الحديثة وعصر الاحتراف ولوائح الفيفا.. التى لاتسمح للاعبين بالانضمام لمنتخبات بلادهم خلال الأجندة الدولية أو قبل البطولات المجمعة إلا بعدد محدود من الأيام.. اقتصرت بعدد 72 ساعة لأى لاعب دولى قبل موعد أى مباراة لمنتخب بلاده إذا كان من القارة ذاتها.. بينما تزيد إلى 96 ساعة قبل أى مباراة دولية لمنتخب يملك لاعبين محترفين فى نادٍ خارج القارة التى ينتمى إليها.. هكذا وضع الفيفا قوانينه دون تفرقة بين نادٍ وآخر أوروبيًا كان أو أفريقيًا أو حتى آسيويًا لا وجود لاستثناءات لأى من اللاعبين سواء المحليون أو المحترفون.. فالكل بالنسبة للاتحاد الدولى سواء.. وتبقى العلاقات بين الأندية والاتحادات وبعضها حاكمة لتقديم بعض التنازلات.

حسام حسن المدير الفنى لمنتخب مصر تتلمذ فى مدرسة الراحل محمود الجوهرى لاعبًا ومدربًا.. وورث عنه الغيرة فى تحقيق الفوز ودراسة الخصوم وتحفيظ اللاعبين أدوارهم قبل كل مباراة والالتزام بواجباتهم داخل الملعب.. لكن إصرار حسام حسن على إقامة المعسكرات الطويلة قبل المباريات سيواجه بصدام ورفض من الأندية واللاعبين.. خاصة المحترفين الذين تتمسك أنديتهم بفترات الأجندة الدولية وعدد الساعات المنصوص عليها فى لوائح الفيفا.. الجهة المنظمة للمسابقات بغض النظر عن وجهة نظر الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية ورؤيتها لفترات الإعداد.. لذلك يجد هؤلاء اللاعبون صعوبة فى ترك أنديتهم التى تشارك فى أكثر من بطولة طوال العام.. وتربطهم جداول ومواعيد وبرامج إعداد بدنى وتجهيز بخلاف حرص الأندية على منحهم فترات الراحة بين المواسم بما يضمن تجنبهم للإصابات والإرهاق.

النادى الأهلى من بين الأندية التى اعترضت وبشدة على وجهة نظر حسام حسن فى وضع مواعيد المعسكرات.. وأعلنوا رفضهم سياسة فترات الإعداد الطويلة قبل مباريات التصفيات حرصًا على حصول لاعبيهم على فترات راحة مناسبة.. خاصة أن الفريق يشارك فى عدد كبير من البطولات المحلية والأفريقية والدولية -كأس العالم للأندية- بخلاف المباريات الودية التى يملك النادى عددًا كبيرًا من العروض لإقامتها وتمثل أحد مصادر الدخل بالعملة الصعبة لخزينة النادى.

الأهلى الذى شارك لاعبوه فى 42 مباراة منذ شهر أغسطس الماضى وحتى مباراة النهائى الأفريقى القادم.. بواقع 15 مباراة فى الدورى و3 مباريات كأس عالم للأندية و14 مباراة فى دورى الأبطال الأفريقى.. و4 مباريات فى الدورى الأفريقى و2 فى السوبر المصرى ومباراة فى السوبر الأفريقى و3 مباريات فى كأس مصر.

الأهلى فى صدامه مع الجهاز الفنى للمنتخب لا يطالب بالتمييز أو الانفراد بقرار خاص للاعبيه عند مطالبته بفترات راحة لهم بين النهائى الأفريقى وتجمع المنتخب قبل مباراة بوركينافاسو فى تصفيات كأس العالم.. لكن من حق كولر المدير الفنى للفريق أن يخاف على لاعبيه ويدافع عن مستقبل الفريق ومشاركاته.. وهو الأمر الذى لا يعنى إطلاقًا رفض الأهلى انضمام لاعبيه للمنتخب الوطنى أو التعالى عليه سواء هو أو أى فريق مصرى آخر.

لكن على الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة حسام حسن أن يعى قدر الارتباطات لكل فريق بعيدًا عن باقى الفرق الأخرى.. التى ربما لا تملك نفس الظروف التى فيها فريق الأهلى من حيث عدد المشاركات فى البطولات المحلية والأفريقية والدولية والودية التى تسهم فى تكوين شخصية الفريق وعالميته.

الأمر ليس دفاعًا عن النادى الأهلى بقدر ما هو حرص على سلامة اللاعبين وحصولهم على الراحة المناسبة.. خاصة أن تلاحم المواسم يمثل كارثة للاعب المصرى من إجهاد ومزيد من الإصابات.. ويكفى الكم الكبير من حالات القطع فى الرباط الصليبى التى حدثت هذا الموسم سواء فى الأهلى أو الزمالك وغالبيتهم من الدوليين الذين يعتمد عليهم المنتخب.. وأعتقد أنه كان من المهم لاتحاد الكرة عقد لقاء تنسيقى ينظمه بين حسام حسن والأجهزة الفنية للأندية.. لشرح سياسة المنتخب ورؤيته ليس فقط لفترات الإعداد ولكن لطرق اللعب واختيار وتوظيف العناصر المرشحة للانضمام للمنتخب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة