ما زلنا نتابع ونشاهد ونقرأ مجريات الأمور للحرب الدائرة بقطاع غزة والعمليات العسكرية الموسعة التي تنفذها إسرائيل وقابلتها إدانة مصرية حاسمة صارمة بشأن التحركات الأخيرة، وسيطرة إسرائيل على معبر رفح، وهو تصعيد خطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون على معبر رفح شريان الحياة الرئيسي في الوقت الحالي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، ونحن كمصريين نقف خلف قيادتنا السياسية ونفوضها في اتخاذ ما يلزم من إجراءات ومواقف تحافظ على أمن المصريين ومصر القومي.
ورغم ما تم من استفزاز إسرائيلي وتحركات غير سوية، إلا أن القاهرة ما زالت تواصل سعيها الحثيث من أجل الوصول إلى هدنة حرصًا على استقرار الوضع الإنساني داخل غزة، وما زالت تحتوي وتستقبل كافة الأطراف من أجل الوصول إلى حلول تمنع نزيف الدماء وتنهي الأزمات غير الإنسانية لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
تصرفات القيادة المصرية حتى الآن هي جزء من سياستها الخارجية، وتعاملها الحكيم الذي أقرته منذ عشر سنوات مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام الأمور للقاهرة تمكنت البلاد من الحفاظ على وحدة قرارها، وتماسك مؤسسات الدولة سواءً في الداخل أو ما يمثلها في الخارج، وأن قوة المفاوض المصري في الوقت الحالي ما هي إلا تراكم من التأسيس والبناء على مدار سنوات من الدبلوماسية المصرية كللتها الإرادة والقرار الحر من القيادة المصرية بالنجاح خلال السنوات العشر الأخيرة، ما مكنها من فرض هيبة قوية لمصر وحدد أهداف بوصلتها في التعامل مع الملفات الخارجية، بما يحفظ أمن مصر القومي في ظل أحداث صعبة وقاسية قست على كافة الدول الكبرى والصغرى.
منذ يومه الأول وضع سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي محددات السياسة الخارجية لمصر، وبناها على أساس تدشين علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، في إطار قائم على الندية، وتحقيق المصالح المشتركة، وتوظيف العلاقات الطيبة مع الدول؛ لخدمة التنمية في مصر، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، انطلاقًا من مبادئ السياسة الخارجية المصرية، القائمة على دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول.
* العميد السابق لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة