أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَومٌ وَلَيلَةٌ
يَكُرّانِ مِن سَبتٍ جَديدٍ إِلى سَبتِ
فَقُل لِجَديدِ الثَوبِ لابُدَّ مِن بِلىً
وَقُل لِاِجتِماعِ الشَملِ لا بُدَّ مِن شَتِ.
(الإمام على بن أبى طالب)
هى الحياة سنتها التطوير والتغيير وهذه صفة من الصفات اللازمة للحياة، فالثبات هو والموت سواء، وحتى فى أصعب اللحظات وما أصعب من لحظة قيام الساعة.. فروى الإمام أحمد وغيره عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها".. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفهم من هذا الحديث أنه حتى فى أشد اللحظات وأصعبها، وهى قيام الساعة وبيدك زرعة، فإن استطعت أن لا تقوم إلا وتزرعها فازرعها..
وبنفس المنطق وفى أشد اللحظات التى تمر بها مصر على مختلف اتجاهاتها الإستراتيجية.. نجد منهج السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي هو العمل والمزيد من العمل، فى كل موقع وكل بقعة من أرض مصر سوف تجد مشروعاً جديداً يُقام أو آخر قائماً بالفعل، وشاهدناه فى أيام الجمع وهو يوم الإجازة، وهو يقوم بتفقد المشروعات التى تتم فى محاور القاهرة الكبرى والعاصة الجديدة، نشهد تطويراً وتحديثاً فى كل المجالات: على مستوى التعليم شاهدنا كَمَّ الجامعات الأهلية والخاصة.. بل والدولية التى أقيمت على أرض مصر، لتقدم لمصر والعالم ثورة حقيقية فى مجال التعليم الجامعى، وأيضاً الأمر نفسه ينطبق على مختلف مراحل التعليم وإدخال النظم التكنولوجية المتطورة والحديثة، سواء فى المناهج أو على مستوى الأدوات، وفى المجال الزراعى أيضاً هو نفس الأمر..
فالمتابعة الدقيقة لمختلف المشروعات الزراعية تجد أنها تُقام على أحدث النظم التكنولوجية والهندسية فى مشروعات الصوب الزراعية، تجد أحدث نظم الرى الحديث المرتبطة بحسـاسات لقياس نسب الرطوبة فى محيط الصوبة وفى التربة، لتحدد احتياج النبات للرى من عدمه، ونفس الأمر تجده فى مشروع مستقبل مصر الزراعى، أو فى مشروع الدلتا الجديدة، أو توشكى وأيضاً مشروعات الاستزراع السمكى..
وعلى نفس المستوى المتطور تكنولوجياً شاهدنا ونشاهد المدن الجديدة من العاصمة الجديدة أو العلمين الجديدة والمنصورة وغيرها من مدن الجيل الرابع على المستويات من التخطيط والتكنولوجيا الراقية والمتطورة، وعلى المستوى الصحى ومشروعات الرعاية الصحية والتأمين الطبى، والمشروع الأكبر وهو مشروع "حياة كريمة" لتطوير كامل القرى المصرية وتوابعها، حتى تلحق القرية المصرية بركاب التطوير والتغيير، والتى طالما عاشت القرية وأهلها محرومين من أبسط الخدمات والاحتياجات من مياه شرب، أو مشروعات صرف صحى وغيرها، فيقدم هذا المشروع العملاق الخدمات لأهالينا فى الريف المصرى، ولمسنا هنا على صفحات الأهرام التعاونى والزراعى استعجال أهالى القرى المصرية حتى يلحقوا بركاب هذا المشروع العملاق..
مصر تتقدم إلى المستقبل بخطى ثابتة وواضحة فى مختلف المجالات.. وذلك بفضل رؤية وتخطيط وتنفيذ ومتابعة حثيثة، يقوم بها السيد الرئيس تعطى مثالاً وقدوة لكل مسئول فى كل موقع عن كيف يكون العمل..
وها نحن فى الأهرام التعاونى والزراعى فى شكل وأيضاً مضمون جديد كلياً.. بدأ من هذا العدد فى رؤية للهيئة الوطنية للصحافة بقيادة الأستاذ عبدالصادق الشوربجى، ليكون لدينا مطبوعة شهرية متخصصة ومتطورة شكلاً ومضموناً، تخدم القارئ والمهتم بالقطاع الزراعى والتعاونى، وتقدم التحقيقات والمتابعات والتقارير التى اعتاد عليها قارئ الأهرام التعاونى والزراعى.. من دقة وتميز..
وفى نفس الوقت نجرى الاستعداد لإطلاق موقع إلكترونى على شبكة الإنترت، يقدم أيضاً خدماته للقطاع التعاونى والزراعى، لنلحق بركب التطور التكنولجى وأيضاً تطبيق إلكترونى سيتم إطلاقه ليكون على التليفون المحمول لكل مهتم ومتابع للقطاع التعاونى والزراعى.. وذلك بدعم ومساندة كاملة من مؤسسة الأهرام العريقة بقيادة الدكتور محمد فايز..
نستكمل ما بدأته المجلة الزراعية فى نوفمبر 1958، وما بدأته جريدة التعاون فى يوليو 1959، والتى أسسهما الرائد الصحفى المرحوم محمد صبيح؛ لتستكمل هذه الرسالة الأهرام التعاونى والزراعى بأدوات العصر.. ورقى وإلكترونى..
ونحن مازلنا على العهد وعلى الوعد لقارئنا أن نكون صوتاً للقارئ ننقل احتياجاته ومطالبه المشروعة، وأيضاً صوتاً للدولة، نوضح مشروعاتها وخططها للمستقبل..
وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.
حَفِظَ اللهُ مِصْرَ وَحَفِظَ شَعْبَهَا وَجَيْشَهَا وَقَائِدَهَا..