اكتشف العم كمال عبدالحميد سليمان البنداري "ريس حفائر آثار بأبيدوس" آثارًا لأشجار الجميز يعود تاريخها لآلاف الأعوام، كما اكتشف أشجار الرمان في مقبرة مينا موحد القطرين بمقابر أبيدوس بسوهاج، بدورها تحاور "بوابة الأهرام" العم كمال في منزله بقرية الظافرية بقفط جنوب قنا، ليحكى عن حياته وعن أشجار الجميز في قريته، وعن الأشجار التى اكتشفها بصفته ريس حفائر آثار مُحنك.
جميزة الحاج علي بقرية الظافرية قفط
عمل كمال عبد الحميد، مدير مدرسة الشهيد عبد الحليم دنقل الإعدادية بقفط بقنا مع والده في حفائر الآثار منذ أن كان عمره 18عامًا، وصمم على مواصلة عمله كريس حفائر، حتى بعد أن تخرج فى عام 1986م، ليواصل العمل في المهنة التي تعلمها من أجداده، حيث عمل في حفائر أبيدوس بسوهاج التي تشغل العالم باكتشافاتها الأثرية ، مؤكدا على أن أبيدوس لم تفصح بعد عن كنوزها، وتحتاج لتلسيط الضوء عليها بصفتها كانت الأرض المقدسة لدى المصري القديم التى يحج لها .
جميزة الحاج علي بقرية الظافرية قفط
يتحدث كمال عبدالحميد البنداري عن ذكرياته مع حفائر الآثار، مؤكدًا أنه عمل مع والده الراحل الريس عبدالحميد البنداري صاحب الاكتشافات الأثرية التي تم ذكرها في المراجع الأجنبية في ألفنتين في أسوان، حيث ساهم والده في إزاحة صخرة الفيل بآلات بسيطة حيث الديكوفيل والحبال، رغم تأثير الصخرة على والده التى تسببت في إصابته بانزلاق غضروفي حاد عانى منه في أواخر حياته، وغيرها من المناطق الأثرية بكافة محافظات مصر، مؤكدا على أن المصري القديم رغم أنه كان يجلب أشجارًا مستوردة من البلدان المجاورة، إلا إنه كان يعشق أشجاره المحلية ويستخدمها وبالأخص الجميز التى ارتبطت عنده بالآلهة حتحور، آلهة الحب والجمال والموسيقى، ويضيف العم كمال أن في قريته الظافرية تتواجد شجرة عتيقة لها 300 سنة وهى شجرة الحاج علي.
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
وأوضح عبدالحميد، أنه منذ نهايات القرن التاسع عشر ويعمل عائلات مركز قفط بقنا في مجال الحفائر الأثرية، حيث عمل الأجداد مع الأثري فلندرز بتري الذي أوصى كافة البعثات الأثرية بالاستعانة بأفراد من قفط لحنكتهم ودقتهم المتناهية في مجال الحفائر. وقد كانت قفط من المدن القديمة الفرعونية فقد كانت مقرًا لعبادة إله التناسل.
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
وأكد أنه يحتفظ بشهادة لجده سليمان البندار الذي عمل عام 1943م كريس حفائر، أما والده فقد شربه المهنة التي لها أسس وقواعد، فالتعامل مع الآثار يحتاج إلى حنكة ودراية، وكذلك هو، فقد نقل المهنة لابنه الذي يعمل في مجال الحفائر حيث إن كل أب يورث المهنة لأولاده كميراث لهم.
ويرى البنداري أنه كان محظوظًا حين عمل مع البعثة الألمانية برئاسة جنتر براير الذي كان متخصصًا في آثار ما قبل التاريخ، والذي أثبت أن الحضارة المصرية القديمة هي أقدم حضارة في العالم، وأقدم من الحضارة السومرية العراقية بمدة 300 سنة.
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
وقال كمال:"المهنة تحتاج العشق أولًا ثم الفراسة في التدقيق بالأثر، وكيفية التعامل معه، حيث استعان به جنتر براير في عدد من الاكتشافات".
وعن حفائر أبيدوس التي عمل بها لمدة تقارب الـ30 سنة، يؤكد كمال عبدالحميد أنه في البداية عمل مع والده خاصة في حفريات تخص الملك نارمر مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى، حيث قام بالحفر في المكان الذي يثبت قيام الملك المصري نارمر بصيد أسدين، حيث اكتشف الرمان الذي تم وضعه بالمتحف، مؤكدا على أن الرمان كما يجزم الأثريون جلبه تحتمس الثالث من بلاد الشام ، ولكن لأن أبيدوس كانت مكان الحج فقد كان يحمله من يأتي لها، مضيفا أنه بعدها عمل مستقلًا كريس حفائر مع البعثة الألمانية في حفريات للملك جر، حيث تم اكتشف بعض العطور وغيرها من النباتات مثل القمح والحمص وغيرها.
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
كانت أبيدوس قديمًا مقصدًا لكل من يعتنق الديانة المصرية، ويضيف كمال عبد الحميد أنه ومن خلال حفريات أبيدوس التي شارك فيها اكتشف مجموعة من الفخاريات من دول العالم حيث الفخار الفلسطيني والعراقي والسوري، فكل من يأتي لأبيدوس كان يحمل جرار الفخار التي تخصه لأنها كانت في اعتقادهم مقصد الحج للآلهة المصرية، بالإضافة لمجموعة من التماثيل، مطالبا بتدريس الحضارة المصرية وكيفية التعامل مع الآثار، والحديث الدائم عن أبيدوس.
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس
العم كمال وحفائر البعثة الألمانية في أبيدوس