أسامة سرايا يكتب للأهرام العربي: بعد أن تسكت المدافع

9-5-2024 | 11:59

ستدخل غزة تاريخنا العربي من باب واسع، لم تتوقعه ولم نتوقعه، ولم ننتظره على الإطلاق. فسوف تسكت المدافع والطائرات والصواريخ من هنا وهناك، وسوف يعود الجنود إلى قواعدهم، لكن مسار العسكرية لن يتوقف، سوف يكون كامنًا، فينتظر خطأ هنا أو هناك.

مسار السياسة سوف يتقدم، وستكون هناك تحولات خطيرة في الشرق الأوسط، ولعلنا هنا نشير إلى الدور الذي لعبته مصر وقطر، وساعدتهما الولايات المتحدة في حصر هذه الحرب البشعة، وها نحن نرى تمامها يقترب ويكشف هذه الحرب، أن الحروب لا منتصر فيها، وكل الداخلين والمشتركين، بل وكل المشجعين خاسرون، لكننا لا نستطيع أن ننكر أن الدم الفلسطيني غال جدًا وسنظل ندين إراقة دماء الأطفال أكثر من أربعة عشر ألفًا من الأطفال، رحلوا من أجل فلسطين، من أجل أن تعيش غزة وفلسطين، ولا تسقط في أيدي الاحتلال من جديد، دماء الأطفال وقود صارخ لانتصار حرك العالم وأوقف العدوان؛ حيث انتصر للفلسطينيين.

هذا الإقليم ملكنا، فيا أهل فلسطين، خلدوا دماء الشهداء خلدوا دماء الأطفال على جداريات وحول المدن الغزاوية والمخيمات، لكى تعيش فلسطين ولا تسقط سرديتها وحقها مرة أخرى تحت الاحتلال أو الحمق والرعونة، وتحت أطماع دول كبرى أو دول إقليمية. فلسطين للفلسطينيين فقط، ومصر التى لم تتوقف منذ لحظة انطلاق النيران، باحثة بجدية عن وقفها تعرف ذلك بعمق وتعمل على حمايته وتكريسه وإغاثة غزة. وحماية صمودها وأهلها الأبطال في كل موقع كانوا فيه. 

كانت الرسالة الأوضح أن الحرب الراهنة أو منع تهجير الفلسطينيين وحمايتهم على أرضهم، هي مقدمة لقيام الدولة الفلسطينية العتيدة التى حلمنا بها وسنحققها بإذن الله.

ستسكت المدافع وينتصر الحق ويعلو، ويعرف الجميع أنه لا بديل عن قيام فلسطين، وأن أرضها لأهلها، ويراهن أن دولة فلسطين قادمة ولن يوقفها أحد.

حمام الدم الفلسطيني سيظل في مخيلتنا ويدفعنا إلى معالجة مشاكل منطقة الشرق الأوسط، لا يجب تركها في أيدي دعاة الحروب والعودة إلى الماضي.

حرب غزة كانت قاسية وستظل في الضمير الإنساني لا تنسى، وحياة الناس هناك تستحق أن ندافع عنها، وأن نجابه كل من يدفع إلى المستحيلات وإلى الحروب اللانهائية، والجميع أصبح يعرف الآن الباحثين عن الحل، والمندفعين نحو الصراعات والحروب يجب الانتباه إلى حل، صراعات سوريا وعدم تركها نهبًا للجماعات والمتطرفين، وأن ننظر إلى لبنان نظرة جدية، حتى لا تكون مسرحاً جديدًا للحروب، ومعالجة مشكلة اليمن والبحر الأحمر.

معالجات أوضاع الشرق الأوسط أو اليوم التالى ما بعد غزة، كلها صعبة، وتحمل فى طياتها عودة إلى الحروب والمشاكل الكثيرة، لكنها في حاجة إلى تقارب دولى مع أوروبا وأمريكا والصين وروسيا، وإيران وتركيا، حتى لا يتكرر صراع جديد درامى فى هذه المنطقة الحساسة من العالم، المؤثرة في كل مجريات الحياة المعاصرة، بل في كل ركن، ودليلنا سيظل أن أوروبا وأمريكا اهتزت جامعاتها لحرب غزة، وسقوط الفلسطينيين، وهذه رسالة للعالم أجمع إلى أهمية معالجة كل الأسباب التى صنعت كوارث ما بعد الحرب العالمية الثانية ولم تنته.

حرب غزة كانت نموذجا وستظل أخطر القضايا الكامنة التي تظل بلا حل.

حرب غزة ستظل نموذجًا عندما تعطي اليمين المتطرف أو الأسود كما حدث في إسرائيل، الحكم في بلاده أو المنطقة التي تعيش فيها.

حرب غزة درس الدروس مثلما قضية فلسطين قضية القضايا في عالمنا المعاصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: