علماء بجامعة هارفارد يقومون بتحوير الخلايا الجينية إلى خلايا بنكرياسية
موضوعات مقترحة
هانى نعيم: الكلام عن الأدوية الحديثة قيد البحث ولا تزال فى بدايتها
أكثر من 500 مليون مصاب بمرض السكر وتوقعات بأن يتضاعف هذا العدد فى السنوات المقبلة
أحمد السبعاوى: هناك نوعان من الأدوية نقدمهما للمرضى
كشف علماء بجامعة هارفارد عن علاج جديد لمرض السكر يعتمد على الخلايا الجذعية، يفتح نافذة كبيرة من الأمل لمرضى السكر من النوع الأول. حيث نجح العلماء فى تحوير الخلايا الجينية إلى خلايا بنكرياسية وبعدد كبير جدا فى التجارب على الحيوان، وأكدوا أن التجارب على الإنسان ستكون ناجحة أيضاً. وقد نشر العلماء نتائج هذه الدراسة فى المجلة الطبية «الخلية».
يعتبر داء السكرى أو مرض السكر من الأمراض الشائعة بين البشر، التى نجدها فى أقرب المحيطين بنا.. ويوجد أكثر من 500 مليون مصاب بمرض السكر فى جميع أنحاء العالم، منهم 120 مليونا فى دول العالم الثالث، ومن المتوقع أن يتضاعف خلال السنوات القليلة المقبلة، وعلى الرغم من تعدد أساليب العلاج، لكن لا توجد حتى الآن أى وسيلة علاجية تستأصل هذا المرض من جذوره،
وأخيراً أعلنت جامعة هارفارد على لسان الباحث الرئيسى الدكتور ميلتون الذى كرس حياته لإيجاد علاج جذرى لمرض السكرى، بسبب إصابة طفليه بمرض السكرى من النوع الأول، نجاح تحوير الخلايا الجنينية إلى خلايا بنكرياسية وبعدد كبير جدا فى الحيوان، وذكر أن التجارب على الإنسان ستكون ناجحة أيضاً. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة فى المجلة الطبية الشهيرة (الخلية) التى لاقت استحسان الجهات الداعمة لهذه البحوث، خصوصا منظمة مرض سكر الأطفال.
تمت تجربة هذه الحقن على 8 أشخاص مصابين بالمرض، وبالفعل جاءت النتائج مشجعة، ومن ثم تجرى اختبارات حاليًا بشكل أكبر للتأكد من مدى أمان وفعالية تلك الحقن، وعن أهمية ومدى صدى تلك الأبحاث على الواقع يقول د. هانى نعيم، أستاذ الغدد الصماء وأمراض السكر، وأن مرض السكرى حالة مزمنة تحدث عندما يعجز الجسم عن إنتاج الأنسولين بكميات كافية أو لا يستخدمه بصورة فاعلة.. ويعتبر الأنسولين هرمونا يفرزه البنكرياس ويسمح للجلوكوز بدخول خلايا الجسم حيث يتحول إلى طاقة ضرورية للعضلات والأنسجة للقيام بوظائفها. ونتيجة لذلك، لا يمتص جسم مريض السكرى الجلوكوز على نحو ملائم، مما يضر بالأنسجة مع مرور الوقت، وهذا بدوره يؤدى إلى مضعفات صحية تهدد حياة المريض.
ويضيف د. هانى نعيم قائلا: يعتبر الكلام عن الأدوية الحديثة التى نسمع عنها هو قيد أبحاث فالحديث عنه لا نهاية له، فهو كلام بحثى، فلا يوجد علاج نهائى لمرض السكر فهو موضوع معقد جدا، فنحن نعلم أن النوع الأول من السكر، هو الأصعب لأنه يهاجم الخلايا المنتجة للأنسولين، فنحن بعد كل إجراء الكثير من الأبحاث فى الكثير من دول العالم لم نتوصل إلى علاج نهائى لداء السكرى من النوع الأول.. فنحن نعطى المريض أدوية تركز على التحكم فى كمية السكر فى الدم باستخدام الأنسولين والنظام الغذائى واتباع نمط حياة صحى لمنع حدوث مضاعفات. ولا نعرف حتى الآن السبب الدقيق للإصابة بداء السكرى من النوع الأول، فهو عادة ما يدمر جهاز المناعة بالجسم الذى يكافح الفيروسات والبكتيريا الضارة بصورة طبيعية والخلايا المنتجة للأنسولين هى الخلايا الأصيلة فى البنكرياس، وهناك أسباب وراثية ، وأخرى بسبب التعرض للفيروسات والعوامل البيئية الأخرى.
ويقول د. هانى نعيم، الخلايا الجذعية هى الخلايا الأم التى تمتلك القدرة على الانقسام والتحول إلى أى نوع من الخلايا فى الجسم البشري. ومن أهم مواصفات هذه الخلايا هى قدرتها على التجديد وصيانة نفسها بنفسها، وكذلك قدرتها على التكاثر والانقسام مع المحافظة فى نفس الوقت على القدرة على التحول إلى أى نوع من خلايا الجسم الأخرى. وكى يتم زرع الخلايا القادرة على إنتاج الإنسولين تحت الجلد لتحل محل وظيفة البنكرياس الذى لا يستطيع إنتاج الهرمون لدى مرضى السكرى، للابد أن نقوم بزراعة البنكرياس ويجب توافر متبرع فوراً خلال 45 دقيقة قبل أن تموت خلايا البنكرياس، ولابد من وجود كارت تبرع لدى المتوفى فى نفس الوقت، وهذا كله أمر صعب.
ويوضح نعيم ، إن أكبر مراكز فى العالم قامت بزراعة 200 بنكرياس فقط خلال عشرين عاماً فقط، وتمت عودة مرض السكرى للمرضى بعد ستة أشهر من الزراعة فقط، فكل ما تقوم به معامل الأبحاث من نشر مثل هذه الأخبار هو نصب على المرضى وأمل كاذب، وهناك عدد من الأشخاص الذين نقوم بعمل الاختبار لهم لا يعلم الطبيب من هم أو ماذا يفعل نحوهم، فهى حالات غير معلومة، لأنها عينات تعتبر عشوائية يدرس عليها العينات فقط ولا يوجد توجيه بعد ذلك، وهذا الكلام يحدث فى أكثر من دولة وعلى فئات عمرية مختلفة وعلى كل الجنسيات، فالنتائج غير محسومة حتى الآن، وبعد أخذ العينات من عدد كبير من الحالات تتم طريقة التحويل لتكون خلايا كاملة، وفى النهاية نواجه مشكلة الأجسام المناعية لدى البعض بعد ذلك.
ففى مرض السكرى من الدرجة الأولى، لا يعمل البنكرياس على إفراز الإنسولين نتيجة لمهاجمة الجسم لخلايا البنكرياس وتدميرها. وفى مرض السكرى من النوع الثاني، يقوم البنكرياس بإفراز الإنسولين، لكن بكميات ضئيلة وغير كافية لحاجة الجسم، أو أن الخلايا لا تستجيب للأنسولين بالشكل الصحيح. فقد بدأت زراعة البنكرياس كعضو كامل فى الستينيات وقد نجح هذا النوع من العمليات لمرضى السكرى الذى يعانون من فشل كلوي. ويحتاج المريض بطبيعة الحال إلى أدوية مهبطة للمناعة بصورة كاملة وأبدية وتكون هذه الأدوية قوية المفعول. وعادة لا يجرى هذا النوع من الزراعة إلا لمرضى الفشل الكلوى المصاحب لمرض السكري، حيث إن وضع مريض السكرى على أدوية مهبطة للمناعة ليس بالأمر السهل وخصوصاً إن كانت هذه الأدوية المناعية ستصرف للمريض مدى الحياة. كما أن حالة مريض السكرى الصحية بعد زراعة البنكرياس وحتمية استخدامه للأدوية المهبطة للمناعة أيضا أمر ليس بالسهل، ولذا لا تتم عملية زراعة البنكرياس كعضو كامل إلا إذا احتاج مريض السكرى إلى كلية، وفى حالة الفشل الكلوى فقط.
وهناك أبحاث فى ميونيخ، تعمل على تنمية على الخلايا المسماة بالخلايا الجزيرية البنكرياسية المزروعة فى المختبر لتستقر أسفل الجلد مباشرة وتسمح للذراع بالقيام بدور البنكرياس، العضو الذى ينتج الأنسولين عادة ولكنه يفشل فى العمل بشكل صحيح فى مرض السكرى من النوع الأول.. وتعديل جيناتها لمنع الجهاز المناعى من رفضها.
وفى الوقت الحالى، يمكن أن يخضع المرضى لعمليات زرع البنكرياس، لكن الجراحة محفوفة بالمخاطر وتتطلب علاجا طويل الأمد لمنع رفض العضو. ويمكن أيضا حقن الخلايا المنتجة للأنسولين فى الكبد بأعداد صغيرة فى المرضى، ولكن غالبا ما تظل هناك حاجة إلى حقن الإنسولين إلى جانب الأدوية المثبطة للمناعة.
ويعتقد البعض أن الخلايا المشتقة من الخلايا الجذعية تمثل ثورة علاجية، ونحن فى المراحل المبكرة للغاية الآن منها، ولكن يمكننا توليد أكبر عدد ممكن من الخلايا وعلاج عدد هائل من المرضى. ويمكن برمجة مجموعات من الخلايا الجزيرية البنكرياسية لإنتاج الأنسولين ثم زرعها جراحيا تحت جلد الساعد مباشرة فى إجراء سريع وسهل، وسيتم إدخال جهاز استشعار صغير لتتبع ما إذا كانت الخلايا تعمل أم لا.
أما عن الفرق بين أعراض السكرى النوع الأول والثانى، فإنها لا تختلف عن بعضها، ولكن فى النوع الأول من السكر تظهر الأعراض بشكل أسرع، على عكس النوع الثاني، الذى تظهر أعراضه بشكل بطيء. على عكس النوع الثانى من السكري، لا يعانى مرضى المرض السكرى النوع الأول من السمنة.
ويقول د. أحمد السبعاوى، أخصائى غدد صماء بالمعهد القومى للأمراض: كثيراً ما نسمع عن أدوية لازلت غير منتجة تعطى أكل كبير لمريض السكر وحلم الاستشفاء من ذلك المرض الذى يعيش طوال حياته معه، فهناك نوعان من الأدوية الحديثة التى صدرت أخيرا نعمل بهما ونصفهما للمرضي، والبعض لا يستطيع شراءها لغلاء ثمنها .. النوع الأول يعمل عن طريق الكلى فهم يمنع إعادة امتصاص السكر بالكلى ، فعندما يذهب الدواء للجسم يتم سحب الصوديوم والسكر من البول، لكن يقوم بحماية عضلة القلب ويقلل نسب حدوث المشاكل على الكلى ويساعدها على العمل بشكل أفضل، ولكن ممكن حدوث التهابات بالجهاز البولى والتناسلى، والنقطة الأخرى هى حدوث اضطرابات بضغط الدم بالبداية، لكن بعد ذلك ينتظم الدواء بشكل طبيعى كما أنه يزيد من إدرار البول، ولابد من تناول المياه والسوائل بشكل كبير، لأنه أيضاً فى البداية يزيد من ارتفاع وظائف الكلى ولكنه ليس هناك عليه موافقة على التعامل مع مرضى السكر من النوع الأول فهو خاص بالنوع الثانى.
والدواء الثانى يعمل على الهرمونات التى يتم إفرازها بالجهاز الهضمى، والتى تساعد فى تقليل الحركة بالجهاز الهضمى ويساعد على الشبع بشكل أكبر، ويقلل من نسب حدوث مشاكل القلب ويساعد على التخسيس، فيجب هنا من استشارة الطبيب.. وهناك من يقومون بتركيب مضخات الأنسولين ويركب هذا الجهاز ليفرز الأنسولين بناء على الأكل الذى يتناوله الشخص وتنظيم حركته على حسب نسبة السكر لدى المريض.
ويشكل السكرى من النوع الثانى نحو ٪90 من حالات مرض السكري. ويعتقد أن السمنة هى السبب الرئيسى للسكرى من النوع الثانى لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثى لهذا المرض. والسكرى من النوع الثانى هو النوع الأكثر شيوعاً ويصيب عادة البالغين، بيد أنه آخذ بالازدياد بين الأطفال والمراهقين. وفى هذا المرض يكون الجسم قادراً على إنتاج الأنسولين، ولكن إما أن يكون بكميات غير كافية أو أن الجسم لا يستجيب لتأثيراته ما يؤدى لتراكم الجلوكوز فى الدم. وتزداد أعداد المصابين بهذا النوع بسرعة فى كل أرجاء العالم، وترتبط هذه الزيادة بالنمو الاقتصادي، والشيخوخة، وازدياد التمدن، والتغيرات فى النظام الغذائي، وانخفاض النشاط البدني، والتغيرات فى أنماط أسلوب الحياة.