(إنتصار)..الموهبة !

5-5-2024 | 11:39

فجأة تحولت الأنظار فى شهر رمضان الماضي إلى ممثلة بعينها، وطرحت حينها علامات استفهام كثيرة حول طبيعة أدائها، وبخاصة فى نوعية من الأدوار المعقدة، فبرغم أن تصنيفات البعض لها منذ بدايتها أنها (كوميديانة)، إلا أنها كسرت تلك التصنيفات التى ظلت لسنوات مرتبطة بها وقد يكون السبب هو المسرح كون أن الأعمال المسرحية التي قدمتها كانت كوميدية.

أتحدث هنا عن "حمدية" الشهيرة بالفنانة "إنتصار"، فقد تصادف أن كنا معًا في العاصمة العراقية بغداد، بدعوة من مهرجان "بابل للثقافات والفنون العالمية" من الدكتور الشاعر علي الشلاه، ولم تظهر إنتصار فى مكان إلا ونادها الجمهور باسم الشخصية التي أبدعت فيها خلال شهر رمضان الماضي في مسلسل" أعلى نسبة مشاهدة"، مع أنها قدمت خلال الشهر الكريم عملين مهمين أيضًا مسلسل" المعلم" مع مصطفى شعبان، و"أشغال شقة" كضيفة شرف، لكن الفنانة إنتصار أصبحت عند المخرجين عاملًا مؤثرًا يمكنهم استغلال موهبتها لرفع نسبة نجاح أعمالهم، كما حدث فى "أعلى نسبة مشاهدة"؛ حيث شخصية الأم "حمدية" أعادتنا لنبحث عن معنى الموهبة.. والفرق بين الموهوب والمحترف، وهل كل موهوب هو محترف؟ أو يمكن للممثل أن تجتمع فيه الموهبة والاحتراف؟ كنا وما زلنا نقول إن أحمد زكى وسعاد حسني، رحمة الله عليهما، ومنى زكي امتلكوا تلك الصفات.

الممثل تذوب معه الموهبة والاحتراف، وبخاصة عندما يكون قد تمرس ومثل كثيرًا، وإنتصار قدمت ما يزيد على مائتي وعشرين عملًا فنيًا، ويمكنها بعمل واحد مثل "بنت اسمها ذات"، أو "أولاد العم" أو حتى بداياتها في "التفاحة" أو ظهورها كضيفة شرف في عمل ما مؤخرًا مثل "المعلم" أن تقول لنا كل شيء في شخصية واحدة، منها نبحث فى مفهوم الموهبة ونجيب كما قال باحثون بأنها "سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف، وأن الموهوب هو الفرد الذي يملك استعدادًا فطريًا وتصقله البيئة الملائمة".

كان النجم كمال الشناوي كلما حاورته يستوقفني عند عبارة "فنان" فيقول "لا تقل لأي ممثل إنه فنان، قل فقط.. ممثل، ولكن عندما تتحدث عن نور الشريف أو أحمد زكي أو عادل إمام أو صلاح السعدني أو سعيد صالح أو نجومنا القدامى قل "فنانين".

ويشرح هو رحمه الله السبب فى رأيه؛ بأن الفنان وصل إلى مرحلة من النضج تجعله متفردًا في أدائه يقدم ما لا يستطيع غيره أن يقدمه، لا تتشابه أدواره مع الآخرين، وهذا أيضًا ينطبق على "إنتصار"، فلا يمكن أن يقارن دور لها في مسلسل مثل " راجل وست ستات" مع ممثلة أخرى، أو أن يتجاوزها ناقد وهو يتحدث عن فيلم "أولاد العم"، أو أن يمر على مشاهد مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" دون أن تستوقفه مشاهدها الصادمة وهى تكتشف حقيقة ابنتها، فتسقط مغشيًا عليها، هناك ممثل ينسى أنه ممثل، ويتحول إلى جزء من حالة يتابعها الناس كأنها واقع.

هنا ينتصر الفنان للموهبة، لأنه لا يقيس مجهوده بمقابل، ولا كم سيصفق له الجمهور، بل كيف سيستمتع هو بما قدم من أداء يخرج بعدها عائدًا إلى بيته وهو راضٍ عن نفسه!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة