مع التطور الكبير السريع في تكنولوجيا الاتصالات؛ بدأت تظهر في الأفق ملامح جديدة لعادات غريبة؛ لم نكن نألفها سابقًا؛ مثل تصوير أنفسنا ومن نحب بواسطة التليفون المحمول؛ الذي بات يتمتع بتقنيات مبهرة؛ تجعله لصيقًا دائمًا بأيدينا.
ثم بدأت منصات جديدة تهل علينا؛ من خلالها يظهر أٌناس في حٌلل غريبة يبدون من مظاهر حياتهم ما لا يسر؛ وتجاوز الأمر الحدود وبتنا نشاهد تفاصيل خاصة؛ لا يصح مشاهدتها على الإطلاق؛ لاسيما أنها لا يجوز أن تخرج من غرف النوم بالأساس.
كل ذلك وأكثر بات من الأمور المعتادة؛ لأن وراء ذلك تحقيق أرباح مالية كبيرة؛ وأمسى الأمر متعلقًا بالماديات؛ دون وجود ضابط لعلاقته بالعادات والتقاليد المجتمعية.
ومن حين لآخر، نشاهد ونتابع وقائع التحقيق مع أحدهم بسبب التحريض على الفجور؛ حدث مع بعض الفتيات دون الضرورة للإشارة إليهم. وهذا دليل على متابعة الأجهزة المعنية تلك الأحوال؛ بما يعني أننا مشمولون برعاية قانونية تحمي المجتمع من الوقوع في براثن الخروج الآمن من بوتقة القيم التي نشأنا عليها.
أما ما لا يمكن الحياد عنه؛ فهو دور الأسرة في الحفاظ على أبنائها؛ فلا خلاف على أهمية وجود دخل مالي يعين على الحياة؛ ولكن الدخل المالي الذي يأتي بهذه الكيفية؛ جاء رخيصًا؛ وسيذهب سريعًا؛ بل بالعكس؛ سيكون سببًا في تدني قيمة النفس؛ وكذلك صورة الشخص الذهنية مدى طويل.
أمسى من اللازم والضرورى؛ أن تتخذ الأٌسر المصرية كل التدابير المهمة للحفاظ على حرمة حياتها الخاصة؛ وحمايتها من التعرض لها؛ كما بات من الأساسيات تعليم أبنائنا كيفية الحفاظ على خصوصيتهم؛ باعتبار ذلك هو الأولوية القصوى.
وبات على المجتمع البحث عن سبل فاعلة؛ من خلالها يمكن التأكيد على احترام خصوصية الناس؛ مع عدم الاقتراب من مجرد خدشها؛ من خلال سن القوانين الرادعة؛ التي تكون عنصرًا حاسمًا في مواجهة من تسول له نفسه عدم احترام حرمة الحياة الخاصة؛ أو حتى التلصص على حرمات الناس.
أما نحن المتابعين لكل المنصات؛ فعلينا دور مهم؛ لتلقين من يبث علينا أشياء لم نعتد مشاهدتها؛ أشياء تخدش الحياء العام؛ من خلال مقاطعتها؛ حتى يعي أنه بتلك الطريقة يحقق خسائر لا ناقة له بها؛ ليس فقط مادية؛ ولكنها خسائر نفسية ومعنوية؛ تجعل الناس تنظر له نظرة دونية؛ لأنه سمح لنفسه بالظهور بتلك الطريقة المهينة.
نحن من نصنع النجوم؛ ونجعلهم نجومًا؛ فإذا أردنا وقف تلك الظاهرة العجيبة؛ التي تسمح للمغرضين ببث تلك المشاهد الغريبة لحياتهم الخاصة؛ تحت مسميات الحرية وما شابه؛ يجب أن نواجهها بتعرية تلك القيم المسفة؛ التي تٌدني النفوس؛ وتذهب بها لقاع المجتمع.
إن للحياة الخاصة زهوها؛ وروعتها؛ وخصوصيتها؛ التي تجعلها متميزة؛ ولنا الخيار؛ ما بين المتاح السهل؛ فمن المؤكد أنه رخيص عديم القيمة؛ وبين الصعب غير المتاح؛ والذي يبرز ويدافع عن نفيس؛ تأكيدًا على أنه غالي القيمة؛ صعب المنال؛ فأيهم تختار؟ وأيهم تسعى إليه؟
[email protected]