كان يوم الأربعاء الماضى عرسًا عربيًا على أرض مصر، التفتت فيه الدول العربية كلها لمصر وعاصمتها الإدارية الجديدة، عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يفتتح البطولة العربية العسكرية للفروسية، التى نظمتها مصر وبمشاركة إحدى عشرة دولة عربية على ملاعب مدينة مصر للألعاب الأوليمبية.. وهى النسخة الأولى لانطلاق البطولة التى اختار الاتحاد العربى للرياضة العسكرية مصر لاستضافتها.. الأمر الذى جعل من يوم الافتتاح حدثًا تاريخيًا عظيمًا فى تاريخ رياضة الفروسية العربية، التى هى الأصل فى تلك الرياضة فارسٌ وجواد.
موضوعات مقترحة
ويبقى لهذا اليوم الكثير من المعانى والدلالات، أولها أن الافتتاح جاء مواكبًا مع احتفالات مصر بأعياد تحرير سيناء، تلك الذكرى العزيزة على قلوب كل المصريين التى استردت فيها مصر أرض سيناء كاملة، ورفع العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء، فى مشهد من بين مشاهد كثيرة فى الصراع المصرى الإسرائيلي انتهت لمصلحة السياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل عام 1982. والأمر الثانى قدر مصر وجيشها بين كل الجيوش العربية، والمكانة التى يحظى بها فى الماضى والحاضر بين أشقائه العرب فى المنطقة، وهو الأمر الذى جسّدته المشاركة الفعّالة للفرق فى البطولة.. ولتثبت مصر قدرتها على تنظيم مثل هذا الحدث الرياضى المهم على ملاعب مدينة مصر للألعاب الرياضية، تلك المدينة التى باتت حدثًا يحظى بالاهتمام عربيًا وعالميًا، سواء من حيث الإمكانات الهائلة للمدينة، التى تضاهى نظيرتها فى العالم.. أو للسرعة التى أنهى فيها بنائو مصر ورجالها العظام أعمال التشييد والبناء فى مدى زمنى وُصف بالقياسى عالميًا لضخامة حجم الأعمال.
"خمس سنوات" استغرقتها الدولة المصرية لبناء مدينة رياضية عالمية، تخطف الأنظار على مساحة شاسعة بلغت 92 ألف فدان بتصميمات إنشائية على الطراز الأوروبى، وذات طابع فرعونى مصرى لكثير من منشآتها وملاعبها، لتصبح هى درة التاج، والعاصمة الرياضية، وقبلة كل الرياضيين فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط والعالم، بما تملكه من ملاعب متنوعة فى كل الرياضات منها المفتوحة وأخرى مغطاة، وصالات لمختلف الألعاب متعددة الأغراض، وثلاثة استادات على أعلى مستوى أكبرها استاد مصر الذى بهر العالم خلال البطولة الرباعية الودية الدولية لكرة القدم التى استضافتها مصر بمشاركة نيوزيلندا وكرواتيا وتونس.
إلى جانب الملاعب والاستادات تضم مدينة مصر للألعاب الرياضية أندية اجتماعية وفنادق وحمامات سباحة ومستشفى عالميًا للطب الرياضى، يضم أجهزة طبية ومعدات ومعامل طبية للقياسات، يقوم عليها أطقم طبية فى جميع التخصصات.. وناديًا للفروسية هو الأفضل والأكبر فى الشرق الأوسط، والذى أقيمت على ملاعبه فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية فبهر المشاركين، وكان حديث كل المهتمين بتلك الرياضة فى عربيًا وعالميًا طوال فترة إقامة البطولة بما يملكه من إمكانات ضخمة وهائلة تحتاج إليها رياضة الفروسية، حيث يسع النادى إلى 190 مكانًا لإيواء الخيول وأرضًا مخصصة لقفز الموانع، بالإضافة إلى محطة الزهراء الجديدة للخيول العربية الملحقة بالمدينة الرياضية، والتى أقيمت على مساحة 1520 فدانًا، وتشمل 950 مكانًا لإيواء الخيول وفندقًا سكنيًا لرواد وملاك الخيول مؤسسًا على أحدث طراز فى العالم.
الرئيس عبدالفتاح السيسي فى كلمته لافتتاح البطولة كان حريصًا على تهنئة مصر وشعبها والأشقاء العرب بما أصبحت تملكه مصر الآن من منشآت رياضية تليق بمكانتها وشعبها، لتصبح لديها مدينة أوليمبية عالمية تمكّنها من استضافة جميع البطولات والمسابقات الدولية والعربية طبقًا لمعايير الاتحادات الدولية.. ووجّه فخامة الرئيس فى كلمته الشكر لكل القائمين على إنشاء وتصميم المدينة الرياضية الأوليمبية حتى أصبحت واجهة لمصر وللرياضة المصرية والعربية.
التنظيم المتميز من القوات المسلحة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي للبطولة العربية العسكرية الأولى للفروسية عكس قدرة مصر على تنظيم جميع البطولات واستضافة مختلف الأحداث الرياضية، ومدى الاهتمام الذى تحظى به الرياضة المصرية من القيادة السياسية لأول مرة فى تاريخها، وكيف أن البنية التحتية للرياضة فى مصر جاءت لتمنح الكفاءات المصرية الفرصة لتأكيد الثقة، التى سبق أن نالتها من العالم فى تنظيم بطولات كأس العالم فى مختلف اللعبات وقت جائحة كورونا، التى أوقفت عجلة الرياضة عن الدوران فى أوروبا ودول العالم، فكانت مصر بمنشآتها وبنيتها التحتية الرياضية وخبرات رجالها وأولادها حاضرة وجاهزة لاستضافة الحدث وضرب المثل فى التنظيم والقدرة على توفير الحماية والتعامل مع الفيروس، فأصبحت مصر هى المرجع وبيت الخبرة فى إدارة الأزمات وتنظيم البطولات.