يدخل أستون فيلا الإنجليزي المتألق إلى الدور نصف النهائي في مسابقة قارية للمرة الأولى منذ 42 عامًا، عندما يواجه اولمبياكوس اليوناني في لقاء الذهاب من مسابقة كونفرنس ليج، معوّلاً على خبرة خوض المنازلات القارية الكبرى لمدربه الاسباني أوناي إيمري.
موضوعات مقترحة
سبق لإيمري أن أحرز لقب مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليج) أربع مرات خلال فتراته في إشبيلية وفياريال الاسبانيين، ويبحث الآن عن لقبه الأول في المسابقة القارية الثالثة على السلم القاري، ليكمل نقلته النوعية للمارد النائم.
المفارقة هنا، أنّ أستون فيلا كان على أعتاب منطقة الهبوط في الدوري الانجليزي بحصوله على 12 نقطة فقط من المباريات الـ 12 الأولى، عندما استلم إيمري قيادة الفريق خلفًا لستيفن جيرارد للمرة الأولى في نوفمبر 2022.
ورغم ظروف النادي آنذاك، نجح إيمري في قيادة الفريق إلى مشاركته القارية الأولى منذ العام 2010، بعد احتلال المركز السابع في البرميرليج.
وقال الاسكتلندي جون ماكجين قائد الفريق "إنه لا يفوّت أي تفصيل. إنه مهووس بكرة القدم ويريدنا أن نكون مهووسين بكرة القدم".
وأضاف "لقد غيّر هذا المكان بشكل كامل، ومن دواعي سروري العمل تحت قيادته".
يعيش النادي وجماهيره أفضل أيامهم في فيلا بارك، إذ يدنو فريق مدينة برمنجهام من مشاركته الأولى في دوري أبطال أوروبا منذ أن تبدّلت تسميته من كأس أندية أوروبا.
يحتل فيلا المركز الرابع في الدوري الانكليزي بفارق سبع نقاط عن توتنهام الخامس، ويملك الأخير خمس مباريات لمحاولة فرض آمر واقع مخالف.
بعد تتويجه بطلا لأوروبا عام 1982، عانى فيلا للتواجد بين الكبار منذ ان دافع عن لقبه قبل 41 عاما.
ومع ذلك، لا يزال إيمري يشير إلى صور فوز النادي بالكأس المرموقة على جدران ملعب التدريب، كمصدر إلهام في سعيه لتأسيس عصر جديد من النجاحات.
وقال إيمري في بداية مغامرة فيلا الأوروبية هذا الموسم "كل يوم عندما أذهب إلى ملعب التدريب ترى بوضوح كأس أوروبا 82 (صورة). من الجيد أن يكون لدي تلك الذاكرة".
وتابع "هذا هو تاريخ أستون فيلا وهو أمر مذهل. بالطبع نريد أن نكتب تاريخًا جديدًا الآن، ونفعل ذلك بطريقتنا ونأمل أن نتمكن من القيام بشيء مهم هنا".
ذكرى خالدة
كان الفوز على أياكس امستردام الهولندي 4-0 في الدور السادس عشر أمراً لن ينساه جمهور فيلا لعقود طويلة.
كما ستبقى صورة الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز وهو يتألق للدفاع عن مرمى فريقه خلال ركلات الترجيح الحاسمة أمام ليل الفرنسي في الدور ربع النهائي ضمن هذه الذاكرة الخالدة، لاسيما في حال تابع الفريق "رحلة سندريلا" نحو اللقب.
لكن لا شك أن الفريق يحمل على أكتافه وزر خوض 51 مباراة هذا الموسم في مختلف المسابقات، فبدا عامل الإرهاق جليا خلال التعادل أمام تشلسي 2-2 في الدوري السبت بعدما كان فيلا متقدما بالفعل 2-0.
تبقى آمال أستون فيلا كبيرة جدا لتجاوز عقبة أولمبياكوس الذي لا يقدّم أفضل مواسمه محلياً، حيث يحتل المركز الرابع في الدوري اليوناني.
وفي دفعة معنوية مطلوبة، قام استون فيلا بتجديد عقد إيمري حتى العام 2027.
وقال المدرب البالغ من العمر 52 عامًا "نحن نستمتع بطريقتنا مع جماهير فيلا، ومالكي النادي، والإدارة، وهذه المجموعة الرائعة من اللاعبين الذين نشعر بالفخر بهم".
انجازات إيمري مع فيلا هي مرآة لنجاحات أخرى حققها في السابق على المستوى الأوروبي وحتى المحلي. فنجح في تجاوز الأوضاع المالية المتردية لفالنسيا ويقوده لاحتلال المركز الثالث لثلاثة مواسم متتالية في الدوري الاسباني.
كما فاز بلقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية مع إشبيلية (بين 2014 و2016)، وتُوّج مع فياريال بلقبه الكبير الأول على الإطلاق من خلال الفوز على مانشستر يونايتد الانجليزي في نهائي المسابقة ذاتها عام 2021.
كان المرور بتجارب صعبة مليئة بالتوقعات العالية في باريس سان جرمان الفرنسي وأرسنال الانجليزي سمة بارزة في مسيرة المدرب. لكنّ مقاربته التي تدقق بأي تفصيل كانت محل ترحيب في تشكيلة أستون فيلا الباحث بشدّة عن مكان له بين كبار القارة.
فيورنتينا لفكّ العقدة
من جهته، يبحث فيورنتينا الايطالي عن تعويض خيبة الموسم الماضي عندما خسر نهائي المسابقة على يد وست هام الانجليزي، وتبدو فرصه قائمة بقوة لبلوغ النهائي مرة أخرى بمواجهة كلوب بروج البلجيكي.
وقال فينتشنتسو إيتاليانو، مدرب فيورنتينا "لقد دخلنا المرحلة الحاسمة من الموسم وكل شيء سيتقرر هنا. وللمرة الثانية في موسمين، نصل إلى الدور نصف النهائي. اللاعبون سعداء للغاية".
وخسر فيورنتينا العديد من المواجهات النهائية في المسابقات القارية (على غرار نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1989-90 وصولا إلى مسابقة كونفرنس الموسم الماضي)، لكنه يعوّل على فتح صفحة جديدة والذهاب بعيدا لإحراز لقبه القاري الأول منذ 1961 عندما أحرز لقب كأس الكؤوس الأوروبية (ألغيت لاحقا عام 1999).
أما كلوب بروج فيمرّ بفترة جيدة تحت قيادة المدرب نيكي هاين الذي تولى قيادته في مارس وينافس معه بقوة على لقب الدوري البلجيكي.