حراك طلابي بجامعات أمريكا يغير اتجاهات تصويت الانتخابات الرئاسية.. والديمقراطيون مرعوبون من سيناريو فيتنام

1-5-2024 | 12:46
حراك طلابي بجامعات أمريكا يغير اتجاهات تصويت الانتخابات الرئاسية والديمقراطيون مرعوبون من سيناريو فيتنام  جامعة كولومبيا
بوابة الأهرام

تواصلت موجة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية الداعية لوقف الحرب في غزة، رغم اعتقال الشرطة للمزيد من المحتجين في حرم الجامعات.

موضوعات مقترحة

كما سُجلت مناوشات بين المحتجين الداعمين لإسرائيل وآخرين داعمين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا حيث أقام الطلاب الأسبوع الماضي مخيمًا للاعتصام.

ويعارض المحتجون الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة ويطالبون بوقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس، فضلا عن مطالبة الجامعات بوقف الاستثمار في الشركات الإسرائيلية التي تتعامل مع الجيش وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية للدولة العبرية.

وفي السياق طلبت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق من شرطة نيويورك، فضّ الاعتصام الذي نفّذه طلاب مؤيّدون للفلسطينيين واحتلّوا خلاله أحد مباني الجامعة، والإبقاء على انتشار أمني داخل الحرم الجامعي "حتى 17 أمايو على الأقلّ".

وقالت رئيسة الجامعة في رسالتها إنّها تطلب من الشرطة "المساعدة في تطهير" مواقع الاحتجاج داخل الجامعة و"الاحتفاظ بوجود أمني في الحرم الجامعي حتى 17 مايو 2024 على الأقلّ للحفاظ على النظام وضمان عدم إعادة إنشاء أيّ مخيّم" احتجاجي.

ومع اتساع حجم المخيم المؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس خلال الأيام الأخيرة، أصبح المحتجون المناهضون أكثر صخبا ووضوحا في الحرم الجامعي، رغم أن الجانبين ظلا مسالمين .

في السياق، اعتبرت ماري أوساكو، نائبة رئيس جامعة كاليفورنيا للاتصالات الإستراتيجية، بأن ذلك تغير عندما اخترق بعض المتظاهرين حاجزا أقامته الجامعة للفصل بين الطرفين وتبادل الطرفان الهتافات والشتائم، وفي بعض الحالات تبادلوا اللكمات.

واستمرت المناوشات لبعض الوقت لكن شرطة الحرم الجامعي المسلحة بالهراوات قامت في نهاية المطاف بالفصل بين الطرفين المتشاحنين.

وقالت أوساكو في بيان: "جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس لها تاريخ طويل في كونها مكانا للاحتجاج السلمي، ونحن نشعر بالحزن إزاء أعمال العنف التي اندلعت".

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، امتدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي اندلعت بعد الاعتقال الجماعي لأكثر من 100 شخص في جامعة كولومبيا قبل أكثر من أسبوع.

ومذاك، اعتقل مئات من المتظاهرين من كاليفورنيا وتكساس إلى أتلانتا وبوسطن أثناء قيامهم بمحاكاة المخيمات التي استخدمها طلاب جامعة كولومبيا للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في غزة.

وقال المسؤولون، بما في ذلك المسؤولون في جامعة كولومبيا، إن الاحتجاجات، باعتبارها غير مصرح بها، تنتهك قواعد الجامعة، وتعطل التعلم وتعزز المضايقات ومعاداة السامية.

واعترف قادة الطلاب بوقوع حوادث متفرقة من معاداة السامية والمضايقات، لكنهم ألقوا باللوم على غرباء قالوا إنهم يسعون إلى اختطاف حركتهم.

وقال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن الهدوء ساد حرم الجامعة السبت. لكن جامعات أخرى شهدت حملات قمع للاحتجاجات.

وألقي القبض على أكثر من 200 شخص في بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة واشنطن في سانت لويس. ومن بين المعتقلين في جامعة واشنطن المرشحة الرئاسية عن حزب الخضر جيل ستاين. وقالت ستاين في بيان: "إنهم يرسلون قوات الأمن ويثيرون أعمال شغب في مظاهرة سلمية. لذا فإن هذا أمر مخجل". وقالت جامعة واشنطن في بيان إن المعتقلين سيواجهون اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير.

وحسب مراقبين فإن الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية أصبحت ورقة يمكن استخدامها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر القادم، ويؤكد ذلك دخول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرشح لخوض انتخابات نوفمبر عن الحزب الجمهوري، و على وقع التظاهرات الطلابية التي عمت عشرات الجامعات الأميركية المرموقة خلال الأيام الماضية، ولا تزال، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب هذا الحراك الطلابي.

وقال:  إن الطلاب الذين يتظاهرون في الجامعات ينفون وقوع هجوم السابع من أكتوبر، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.

ولفتت الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة انتباه الرئيس جو بايدن.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة (إيه.بي.سي نيوز)  إن الرئيس يعلم أن هناك مشاعر قوية للغاية بشأن الحرب في غزة. مضيفا: "إنه يفهم ذلك ويحترمه، ومثلما قال مرات عديدة، نحن بالتأكيد نحترم حق الاحتجاج السلمي. يجب أن يتمتع الناس بالقدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علنا، ولكن يجب أن يكونالأمر سلميا". وأضاف كيربي أن الرئيس يستنكر معاداة السامية وخطاب الكراهية.

وتهدد الاحتجاجات الطلابية المشتعلة بمختلف الجامعات الأمريكية منذ أسابيع دعمًا لغزة، حظوظ الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أشهر- وفقا لتقديرات المتابعين- 

ويبدو أن الاحتجاجات الطلابية وضعت حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن في "موقف صعب" بينما يحاول التوازن بين مساندة إسرائيل من ناحية، وإنهاء الحرب في قطاع غزة من ناحية أخرى.

وتجري الآن مقارنات مع الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام عام 1968، الدور الذي لعبته في خسارة الديمقراطيين منصب الرئاسة، مع تصاعد الاحتمالات لخسارة بايدن بسبب عدم اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب في غزة.

وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، ألغت الإدارة حفل التخرج الرئيسي بعد أن ألغت خطابًا كانت ستلقيه طالبة مسلمة قالت إن الكراهية المعادية للفلسطينيين أسكتتها.

وقالت رئيسة بلدية لوس أنجلس كارين باس الأحد إنها تعتقد بأن إلغاء حفل التخرج قرار "كان عليهم اتخاذه". وأضافت في برنامج: "حالة الاتحاد" على شبكة (سي.إن.إن) "كانوا يتوقعون وصول نحو 65 ألف شخص إلى الحرم الجامعي، ولم يشعروا أن الأمر سيكون آمنًا".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة