رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: تغطية 50% من دول العالم بتقنية «الإنذار المبكر»| حوار

30-4-2024 | 16:02
رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تغطية  من دول العالم بتقنية ;الإنذار المبكر;| حوارد. عبد الله المندوس رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
حوار أجرته: د. نعمة الله عبدالرحمن
الأهرام العربي نقلاً عن

كوب 27 فى شرم الشيخ نتج عنه إنشاء صندوق الخسائر والأضرار.. وكوب 28 فى دبى وجه العالم إلى ضرورة استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة

موضوعات مقترحة

يشهد العالم اضطرابات كثيرة وكبيرة فى حالات الطقس والمناخ فى مناطق عديدة بالعالم سواء كانت فيضانات أم ارتفاعا فى درجات الحرارة أو أعاصير، الأمر الذى جعل الأنظار تلتفت لأهمية التقارير وبيانات الأرصاد الجوية لمتابعة التوقعات والتنبؤات.  وفى لقاء خاص لمجلة "الأهرام العربى" مع الدكتور عبدالله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كشف الدكتور المندوس عن الأسباب التى أدت إلى تلك الاضطرابات المناحية، ومستقبل الكرة الأرضية فى ظل هذا التدهور المناخى المستمر، وتوقعات درجات الحرارة فى السنوات المقبلة، والآليات التى يجب العمل عليها لوقف هذا التدهور.

< يعتبر الدكتور المندوس ثانى عربى يتقلد هذا المنصب بعد المصرى الراحل الدكتور محمد فتحى طه، هل توجد دروس مُستفادة من تلك التجربة العربية؟

الدكتور محمد فتحى طه الرائد الأول لعلم الأرصاد الجوية فى العالم العربى والإفريقى، وقد شارك فى وضع ميثاق إنشاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عام 1947 فى واشنطن بالولايات المتحدة، وتم اختياره عضوًا فى المجلس التنفيذى للمنظمة لأكثر من ربع قرن، وكان قد شغل منصب رئيس للمنظمة لمدة 8 سنوات من عام 1971 حتى عام 1979، وهو قدوة للعرب العاملين فى هذا المجال.

< نحتاج توضيحا لاستعراض الدور العالمى للمنظمة عبر تاريخ تطورها؟

المنظمة تأسست منذ نحو 150 عامًا ومع خمسينيات القرن الماضى أصبحت تتبع منظمة الأمم المتحدة وإحدى أُذرعها، وتتكون من 193 عضوا يمثلون دول العالم، ورئيس المنظمة هو المسئول عن الإستراتيجيات وسير العمل داخل المنظمة وفق منظومة مقوماتها أن تكون رائدة، حيث يسعى رئيس المنظمة إلى تلبية احتياجات دول العالم فى إطار خطط المنظمة التى يعمل فيها أكثر من 300 موظف يمثلون اعضائها فى كافة دول العالم، هذا بجانب ثلاثة نواب للرئيس، و6 رؤساء للأقاليم الموزعة جغرافياً ومناخياً على قارات العالم، ويرتكز دور المنظمة فى عمليات الرصد والتنبؤ للطقس والمناخ والمياه بالإضافة إلى إدخال بعض الدراسات البيئية والعناصر البيئية المرتبطة بتغير المناخ لعمل المنظمة أخيرا.

< اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ خرجت من رحم المنظمة.. بماذا يهدف عقد مؤتمر "كوب" للمناخ كل عام؟
تم عقد أول مؤتمر "كوب" لتغير المناخ عام 1995 فى ريودى جانيرو، وهو أول مؤتمر عالمى انطلق لمناشدة العالم من خطورة وجود ارتفاع فى درجات الحرارة وملاحظة الأسباب المؤدية لذلك، ولهذا بدأت المنظمة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإنشاء "‪UNFCCC‬" وهى المسماة بمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية، وانبثق عنها كوب، وهو شعار أو اختصار لكلمة مؤتمر الأطراف، حيث إن لدى الأمم المتحدة أكثر من كوب فى عدة مجالات مثل كوب للفضاء وكوب للطيران وكوب للتنوع البيولوجى، لكن أهمها كوب تغير المناخ، الذى يركز طوال مراحل عقده على معرفة أسباب تغير المناخ والحد من تأثيراته والتعايش مع نتائجه.

< لماذا يرى العالم أن "كوب 21" الذى عقد فى باريس عام 2015 يمثل نقلة مؤثرة فى العمل المناخى؟
بالفعل يمثل هذا المؤتمر قفزة مهمة فى تاريخ العمل المناخى، حيث اتفق العالم كله خلاله على المحافظة بألا تزيد متوسطات درجات الحرارة على 1.5 درجة مئوية، وهو اتفاق دولى لكنه غير ملزم ويمكن لأى دولة أن تتراجع عن التزاماتها، ويمكن القول إن القفزات فى مؤتمرات كوب تتواتر من مرحلة تلو الأخرى مثل كوب 27 فى شرم الشيخ، الذى نتج عنه إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، وكوب 28 فى دبى الذى وجه العالم إلى ضرورة استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بدلاً من الوقود الأحفورى للسيطرة على خفض درجات الحرارة.

< ما الرؤية العلمية لتوقعات درجات الحرارة فى السنوات المقبلة؟
يُقصد بدرجات الحرارة أنها درجة حرارة الهواء القريب من سطح الأرض، لأن الاحتباس الحرارى الناتج عن تغير المناخ يسبب ارتفاعا فى درجات الحرارة التى تسببها الغازات الدفيئة، لذلك العمل المناخى العالمى يعتمد على تنفيذ مشروعات تُقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة مثل الميثان وثانى أكسيد الكربون وثانى أكسيد النيتروجين والعديد من الغازات الأشد خطورة من الكربون، لكن الاهتمام يتجه نحو الكربون، حيث يوجد تزايد فى استخداماته لنحو يصل 150% لعصر ما قبل الصناعة، فنجد أنشطة الإنسان والنبات تنتج كربون، بنسب أعلى من الغازات الأخرى، بما يُسهم فى زيادة حرارة الكرة الأرضية، وبالتالى ذوبان الجليد فى المناطق القطبية، ويتبع ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر بما يمثل خطورة على السواحل، خصوصا البلدان الجزرية، هذا بجانب حالات الطقس المتطرفة مثل الأعاصير والسحب الركامية الممطرة الشديدة، وحالياً لم تصل الزيادة فى متوسطات درجات الحرارة لنحو 1.5 درجة مئوية، بل قدرتها الأبحاث الأخيرة لنحو 1.2 درجة مئوية زيادة عن متوسطاتها، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.4 درجة مئوية زيادة فى خلال السنوات الخمس المقبلة.

< الإنذار المبكر والتنبؤ.. مبادرتان للمنظمة لتقليل خسائر آثار التغيرات المناخية ... فما الآليات لتحقيق النتائج المرجوة؟
أطلقت المنظمة مبادرتين لتدعيم دول العالم فى مواجهة تأثيرات تغير المناخ من خلال خططها الوطنية وإستراتيجياتها الأولى مبادرة الإنذار المبكر، ويتم تنفيذها من خلال عدة محاور تتمثل فى محور تحليل المخاطر ثم محور الرصد والتنبؤ، وهما محوران تنفذهما المنظمة، أما محور توزيع ونشر المعلومات فهو يتم من خلال مكتب الأمم المتحدة للاتصالات، وأخيرًا محور التنفيذ ويتم بواسطة التنسيق بين منظمتى الهلال والصليب الأحمر، وقد رصدت الأمم المتحدة نحو 3.1 مليار دولار لتنفيذ تلك المبادرة بهدف خلق نظام تحذيرى للبشرية، وقد تم تغطية نحو 50% من دول العالم بتقنية الإنذار المبكر؛ ونسعى من خلال نشر محطات الرصد بالاعتماد عليها فى إجراءات التنبؤ وهى المبادرة الثانية للتنبؤ بالتغيرات المناخية بمقياس عالى الدقة لمسافة تصل لنحو واحد كيلومتر، حيث إنها حالياً تؤخذ التنبؤات المناخية على نحو 50 كيلومترا بين كل نقطة وأخرى، ونركز من خلال التقارب فى عمليات الرصد والتنبؤ للوصول لنسب أدق لذوبان الجليد وارتفاع منسوب سطح البحر بشكل عال الدقة، وهى مبادرة تتم بالتعاون مع الأمم المتحدة، حيث أصبحت لدى المنظمة تنبؤات مناخية لكل دول العالم.

< ما أدوات قياسات الطقس والمناخ المستخدمة من قبل المنظمة؟
تمتلك المنظمة قياسات متعددة لتحقيق التنبؤات المناخية، حيث لديها 348 من الأقمار الصناعية وسفن قياسات التغيرات للمحيطات والمياه والعديد من أجهزة الرادار، فضلاً عن مراكز تدريب منتشرة فى كل دول العالم، بجانب 11 محطة رصد تشمل الكرة الأرضية، وقد اُختيرت 30 دولة من الدول النامية التى تواجه كوارث المناخ لتحليل البيانات المناخية لديهم من أجل تحديد كيفية التعامل مع الكوارث، وتنفيذ منظومة الإنذار المبكر، والأولوية للدول الأقل نمواً ثم الدول متوسطة النمو وهذا سوف يتطلب فترة ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات.

< تواجه كثير من الدول العربية أضرارًا بسبب تغير المناخ.. ما الخطوات التى تتخذها المنظمة لمساعدة تلك الدول؟
تسعى المنظمة فى المرحلة القادمة إلى إحداث نفع للدول المتضررة من تغير المناخ، خصوصا منطقة الشرق الأوسط من خلال الرصد والتنبؤ المناخى، مع تفعيل نمط تكاملى بين الدول العربية لتحقيق المساندة، والإعلام شريك لنا فى تلك المرحلة لنشر مجهودات المنظمة لدول العالم، وإحداث تفاعل دولى لإبراز النتائج وتحقيق الاستفادة من تقنيات الإنذار المبكر والتنبؤ، ورفع وعى الشعوب لأهمية ترشيد استهلاكنا لمكونات الطبيعة للحفاظ على البيئة وإمكانية مواجهة تأثيرات تغير المناخ.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: