"دارك ويب ".. أسرار الغرف الحمراء بعد جريمة شبرا الخيمة

28-4-2024 | 20:43
 دارك ويب   أسرار الغرف الحمراء بعد جريمة شبرا الخيمةالإنترنت المظلم
إيمان البدري

أثارت واقعة قتل طفل مصري ونزع أحشائه في ضاحية شبرا الخيمة القريبة من القاهرة، الحديث عن " شبكة الإنترنت المظلمة" بعد الحادث المروع الذي هزّ مدينة شبرا الخيمة، وبعدها أخذ الجميع يتساءل أعن كيفية الحماية من مخاطر الإنترنت المظلم والتواصل الخطير في العالم الرقمي، حيث إن التحقيقات الأولية مع المتهمين في مقتل طفل شبرا تشير إلى ارتكاب الجريمة بغرض تسويق هذه المشاهد من خلال شبكة الإنترنت المظلمة، حيث إن المصري المقيم في إحدى الدول العربية أثبتت التحقيقات تجميعه فيديوهات ومقاطع فيديو مماثلة بهدف التربح من نشرها.

موضوعات مقترحة

ووفقا للخبراء، أن البحرية الأمريكية هي التي اخترعت الإنترنت، وأن وزارة الدفاع الأمريكية أنفقت العديد من الأموال على شبكة الدارك ويب بعد اختراع الإنترنت، كما أن هذه الشبكة المظلمة تعد مكانًا للتواصل المجهول والأنشطة غير القانونية، ويساعدهم في ذلك أن ألعاب  الإنترنت القاتلة تضع  الطفل في حالة تجعله غير مسيطر على عقله وانفعالاته حتى تصل به إلى كارثة وإجرام مما يجعلنا أن ننتبه لصمت الطفل وجلوسه بالساعات خلف شاشة  الموبايل ولا تعلم الأسرة ماذا يفعل أبناؤها خلف هذه الشاشة.                        

ما هو" الانترنت المظلم "  الدارك ويب"

 يقول المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، أن البحرية الأمريكية هي أساس اختراع الإنترنت في الأساس،  وفي منتصف التسعينات وتحديدا في منتصف 1990  بدأت فكرة الإنترنت المظلم، وقد بدأت تعمل عليها وزارة الدفاع الأمريكية ، وكان الهدف منه هو حماية البيانات الشخصيات الهامة  الموجودة في جهات حساسة وحيوية  في الدولة الأمريكية حتى لا يتمكن أحد من التجسس على بياناتهم ومعلوماتهم .

المهندس وليد حجاج

" ولكن مع بداية عام 2000  ومع بداية ما يسمى " بـ الفري نت"  تم عمل رسالة علمية بحثية  يتم فيها طرح تخزين المعلومات بشكل يتم توزيعه ولا مركزي مع إمكانية استعادة هذه المعلومات بأسهل الطرق، ومن هنا ظهرت فكرة التواصل المجهول لأن فكرة الانترنت المظلم يكاد يكون جميع الأشخاص فيه مرتدين مسكات على سبيل المثال  ولا أحد يعرف الأخر ولا يستطيع  تحديد هوية أحد  وليس أن يكون شخصا ملثما، ولكنه شخص غير معروف بياناته وغير معلوم الدولة التي يدخل يتكلم منها  أي مجهول الهوية بلغة الكمبيوتر.

ويواصل المهندس وليد حجاج قائلا،  حتى ظهر في 2002 " التور tor  " وهو الاسم الذي يطلق على الأنترنت المظلم  أو شبكة الراوتر البصلة أو الإنترنت المظلم  أو التور ، أو باللغة العامية معروف بالراوتر  وهي الشبكة التي تعتمد على فكرة البصلة،  وهي عبارة عن طبقات  على بعضها البعض مكونة من  الطبقات الأمنية فتستطيع أن تحمي  هوية الشخص ، فمن يطلب أموال من شخص أو أي تصرفات أو أكشن يفعله أو أي فعل  لا يتم معرفة من الذي يطلب منه هذه الأوامر ومن هو الذي سينفذ،  حيث يتم التعامل بالعملات الرقمية من خلال هذا الأنترنت المظلم حتى وصلنا إلى عام 2008 حتى تم نزول ابلكيشن " تور tor " بشكل رسمي وهو الذي  يعتبر متصفح  مثل جوجل كروم وفاير فوكس  لأن الإنترنت المظلم لا يستطيع أحد أن يصل له من خلال جوجل كروم والفاير فوكس أو المتصفحات العادية.

اختراق الإنترنت المظلم بطرق تحايل للشباب

كما يؤكد المهندس وليد حجاج ، على  طمأنة  المواطنين في مصر أن أبلكيشن" تور tor" أو الانترنت المظلم مغلق في مصر بالطرق الشرعية،  ولا يستطيع أحد أن يحمله أو يقوم بإنزاله  من داخل  الدولة المصرية ولكن الشباب الصغير يكون لهم طرق تحايلية تسببت في هذه الحادثة البشعة

" أما  عن فكرة الإنترنت المظلم التي وصل لها الطفل المحرض المقيم في أحد الدول العربية مع الشاب القاتل  المقيم في مصر، كان التواصل  يتم بينهم  من خلال  الإنترنت المظلم،  ولكن كان يتم بالطرق التقليدية  لأنه لو كان يتم التواصل بينهم بالطرق  الطبيعية من الإنترنت المظلم في هذا كان سيصعب الوصول إلى الجناة  لهذه الجريمة  لأن الأفراد على الانترنت أنفسهم  لا يعلمون بعضهم البعض من الأساس.

الفيديوهات الصادمة تروج  وتباع  عبر الغرف الحمراء.

ولكن يبقى السؤال لماذا  وكيف طلب المحرض من القاتل قتل الطفل وتقطيعه؟ ، هنا يجيب  ببساطة أنه يوجد على الإنترنت ما يسمى  الغرف الحمراء يباع  ويروج من خلالها الفيديوهات الصادمة حيث يدخل إلى هذه الغرف الحمراء  أشخاص مريضة يكونوا مصابين بمرض  السادية ومثل أي مرض نفسي، وفي نفس الوقت يمتلكوا أموال كثيرة جدا يدخلوا بها مزادات ويقومون بشراء تيكت  بها  لكي يشاهدوا مثل هذه الجرائم ، وذلك شبيه بالدخول الى المنصات لمشاهدة  منصات الاون لاين لمشاهدة الأفلام  أو عندما  نقطع تيكت سينما على سبيل المثال، "

 ولكن في الغرف الحمراء يوجد  بها أثرياء ثراء مبالغ فيه  ولديهم أمراض نفسية تدفعهم ليشاهدوا فيديوهات التعذيب ويستمتعوا بها، كما أن أنواع كثيرة من الغرفة الحمراء تحمل للأسف أفكار مختلفة  ومتعددة بمكاسب مختلف فمن يشاهد اللايف  غير من يشاهد فيديو  تم تسجيله، هذا بخلاف سعر الصور التي تؤخذ من الفيديوهات وتباع لأشخاص آخرين  بخلاف  نوع آخر مختلف من هؤلاء الأشخاص  ممن يدفع أموال أكثر فيتمكن من أن يأمر الشخص من خلال محادثات صوتية  عن طريق الانترنت المظلم لكي يأمره القيام بأفعال معينة في الضحية.

كيف تحمي الأسرة أبناءها

ويشير المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات، حتى لا يثير الذعر بين الأهالي نوجه كيف يتم حماية الأبناء والأطفال والجميع ، حيث يؤكد أن مثل هذه الأمور تحدث منذ  سنوات،  ولكن الخطورة التي نحن  فيها الآن أن بالفعل الأمر وصل إلى مصر أو أصبح منتشر في مصر،  لذلك نحمي أبنائنا كالأتي  أولا  عدم الاستهانة لألعاب الاون لاين لأن بها استماع ومحادثات ومشاهدات،  كما أن فكرة الهوس على جمع المال الذي يجعل الأشخاص  تخرج على التوك توك تتصرف تصرفات مشينة وهي نفسها التي تجعل الناس تفعل هذه الأفعال من خلال انه سيحصل على مبالغ مادية ضخمة .

"  لذلك يجب أن نحمي الأبناء من خلال التوعية من خلال برامج التلفزيون و الصحافة وبرامج التوك شو،  وقد نتمكن من غلق برنامج معينة على الموبايل ولكن  يحدث ذلك عند سن محدد للأطفال ولكن بعد هذا السن  لا يمكن السيطرة رغم أن  الان الأعمار الصغيرة نفسها تستطيع وتتمكن الدخول على كثير من البرامج رغم حداثة أعمارهم،  يستطيعوا اختراق كل شيء يتم إغلاقه بطرقهم  لذلك لابد من وجود متابعة  ورقابة مع التوعية في المدارس والجامعات  ومن المنزل .

جدير بالذكر، عقب المهندس وليد حجاج قائلا ،  أنه بعد انبعاث رائحة كريهة من قتيل شبرا الخيمة بعد رحلة بحث عنه، أعترف القاتل باعترافات صادمة،  قائلا أنه كان يتواصل مع طفل يقيم في الكويت عمره يصل إلى 16 عاما فقط ويتحدث معه من خلال  تليفون والده ويجري معه محادثات تليفونية وعبر الفيديو أيضا، وقد طلب الطفل المحرض على الجريمة أن يتم خطف طفل صغير  وأن ينتزع أعضاءه البشرية مع توثيق هذه الجريمة بالفيديوهات  لرفعها على بعض المنصات بهدف الحصول على مشاهدات تحقق أرباح كبيرة،  ومقابل تنفيذ هذا الأمر سيحصل القاتل على مبلغ خمسة مليون جنيها، ولكن بعد تنفيذ الجريمة رفض الطفل المحرض إرسال  المبلغ  المتفق عليه  إلا بعد ارتكاب جريمة أخرى  وبعدها يحصل مقابلها على 10 مليون جنيه دفعة واحدة،  ولكن  تم القبض على القاتل والطفل ووالد الطفل  المحرض على ارتكاب هذه الجريمة والتي تم اكتشاف أجندة معه بأسماء ضحايا جدد كانت سيتم معهم ارتكاب نفس الجريمة.

وكان القتيل يعتمد على استدراج الأطفال بعطايا مادية  لاستدراجهم في الشقة التي كان يستأجرها داخل بضاحية شبرا الخيمة،  ومن المؤسف أن أهل القتيل كانت تثق في القتيل ثقة لا حدود لها، ولكن التحرك الأمني السريع  أنقذهم من  الخطر القادم الذي كاد أن  تتحول  القضية إلى كارثة أخرى يتم تكراره مع  أطفال آخرين.             

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: