المَرءُ إِن كانَ عاقِلاً وَرِعاً
أَشغَلَهُ عَن عُيوبِ غَيرِهِ وَرَعُه
كَما العَليلُ السَقيمُ أَشغَلَهُ
عَن وَجَعِ الناسِ كُلِّهِم وَجَعُه
"الإمام الشافعي"
في ختام شهر رمضان الكريم كان مشهدًا رائعًا أن نشهد رموز الوطن بكافة تنوعاتهم على مائدة إفطار الأسرة المصرية.. والأسرة المصرية كأى أسرة تقبل بين جنباتها التنوع وتقبل بين جنباتها الاختلاف، طالما هذا التنوع والاختلاف في إطار من الأخلاق الرفيعة والأدب، وطالما أن هذا الاختلاف يكون في الوسائل، ولكن هدفنا واحد وهو الحفاظ على دولتنا مصر، والحفاظ على أراضيها والعمل على ضمان مستقبل أفضل لوطننا ولأولادنا..
مشهد إفطار الأسرة المصرية بما تضمنه من كافة طوائف المجتمع مشهد يعبر عن حقيقة توجه القيادة السياسية للوطن برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي عبر عنه بكل وضوح في كلمته عقب الإفطار.. فقال السيد الرئيس.. أود في بداية حديثي أن أعبر عن عظيم امتناني بهذا الحضور الكريم وسعادتي البالغة، بأن أتواجد في وسط الأسرة المصرية التي أعتز بها وبالانتماء إليها تلك الأسرة التي تجمعنا في وطننا الغالى مصر وتعبر عن أمتنا العظيمة الأمة المصرية العريقة التي بدأت التاريخ وصنعت الحضارة وبقيت رمزًا للخير والسلام والقوة، وإننى أغتنم هذه الفرصة الطيبة كى أجدد معكم الوعد في مستهل فترة رئاسية جديدة بعد أن جددتم الثقة والعهد بيننا في استحقاق انتخابي، شهد العالم بنزاهته، ومظهره المشرف.
مشيرًا إلى أن الميثاق والعهد بيننا قائم على الصدق والتجرد في النوايا والعمل بتفان والاجتهاد لأقصى قدر ممكن نبتغي وجه الله سبحانه وتعالى، ونسعى لأن تكون مصر في صدارة الأمم لا نلتفت لمن يسعى لتشويه الحقائق ولا لمتربصى إراقة الدماء والقتل وعلى الرغم من جسامة التحديات التي واجهناها على مدار عقد من الزمان إلا أن إرادة المصريين علت عما سواها ونفذت إرادتهم وأحلامهم المشروعة فى بناء دولة ديمقراطية أساسها العلم والعمل وتسعى نحو السلام والتنمية وفى سبيل تحقيق ذلك دفعت أمتنا ضريبة الدم وقدمت التضحيات الغالية مضيفًا.. بينما كنا نواجه الإرهاب وغدره، بصدور رجالنا في الجيش والشرطة كانت سواعد أبناء مصر تشق الصخر كي يعلو البنيان فى كل ربوع الوطن وتوحدت القلوب تحت ظل راية مصر ولم تفرق بين رجل وامرأة أو مسلم ومسيحى أو عامل وفلاح وخلصت النوايا من أجل تحقيق النصر المبين في معركتي البقاء والبناء.
وأكد السيد الرئيس.. الشعب المصرى هو البطل والمعلم الذى تحمل الصعاب وواجه التحديات لذا، فإننى أوجه كل تقدير وامتنان لكل أم مصرية، وزوجة وابنة قدمت الأب والأخ والزوج والابن شهيدًا كي تهب لنا الأمان والوطن وتحية اعتزاز لرجال القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية، الذين وهبوا لمصر الأمن والأمان وتحية لكل علماء مصر ومعلميها وعمالها وفلاحيها ومثقفيها وإعلاميها كل فى موقعه كان بطلا من أبطال هذا العقد الفريد من عمر الوطن.
وتطرق السيد الرئيس إلى برنامج عمل المرحلة القادمة وخارطة طريق المستقبل وحددها في أربع نقاط رئيسية فقال أعاهد الله بأن أستمر في السعى والاجتهاد من أجل رفعة وعزة مصر وتوفير الحياة الكريمة لشعبها والحفاظ على أمنها القومى واستقلالها وريادتها الإقليمية ودورها الدولى مؤكدًا لكم على ما يلي:
أولا - الاستمرار فى تنفيذ إجراءات لإصلاح المسار الاقتصادى قائمة على توطين الصناعة والتوسع فى الرقعة الزراعية وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم القطاع الخاص مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة للطبقات الأولى بالرعاية.
ثانيا - دعم حالة الانفتاح والإصلاح السياسي التي بدأت منذ إطلاق دعوتى للحوار الوطنى فى أبريل ۲۰۲۲ والتي دعمت مخرجاتها الأولى ووجهت الحكومة ومؤسسات الدولة برعايتها وتنفيذها مع الاستمرار فى دعم الشباب وتمكين المرأة على كافة الأصعدة: السياسية والاقتصادية والمجتمعية.
ثالثا - وضع قضية بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات العمل الوطنى وفى الصدارة منها: توفير الحياة الكريمة اللازمة له وسبل جودة الحياة بشكل عام من خلال توفير بيئة التعليم الجيد والخدمات الصحية اللائقة والسكن الكريم.
رابعا - الاستمرار فى سياسات الاتزان الإستراتيجي التي تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية والتي تحددها محددات وطنية واضحة في مقدمتها مراعاة أبعاد الأمن القومى المصرى والسعى لإقرار السلام الشامل القائم على العدل ودعم مؤسسات الدول الوطنية واحترام إرادة الشعوب واختتم السيد الرئيس كلمته الهامة قائلا إن قصة أمتنا على مدار عشر سنوات مضت ستكتب بحروف المجد والفخر في سجلنا الوطنى وتظل أحلام المصريين في وطن يليق بتضحياتهم وتاريخهم هى البوصلة التى توجهها إلى السبيل نحو تحقيق الهدف المنشود وستبقى مصر عزيزة أبية وطنًا عظيمًا، يتسع لكل المصريين فمصر الوطن الذى يسكن فينا قبل أن نسكن فيه ومن أجله نردد معًا وبالله العظيم تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.
هي كلمة هامة وضعت الخطوط العريضة لمرحلة العمل القادمة ومحددة للتحديات التى تواجه الدولة المصرية، كما أشاد سيادته بمخرجات الحوار الوطنى وطالب بضرورة استمرار حلقات الحوار الوطني خاصة حول التحديات التي تواجه مصر فى الآونة الأخيرة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها