يومًا بعد يوم يتأكد للعيان من جمهور الكرة فى مصر صعوبة أن يحدث تطوير فى منظومة الكرة المصرية.. ليس لأننا لا نملك المواهب أو الكفاءات.. بل على العكس تمامًا نحن نملك ما لا يملكه غيرنا من فكر وعقول تحركها روح وقوى الانتماء لاسم وتاريخ الكرة المصرية.. لكن ما يحدث على مسرح الأحداث داخل الوسط الكروى يحبط أى شخص أو مشجع بسيط يحلم بتطوير كرة القدم المصرية.. ووصولها إلى مكانة تساير ما يحدث فى مجال الكرة من حولنا.. فلا يمكن لأحد أن يتخيل خروج رئيس اتحاد الكرة ليعلن بنفسه سرًا من أسرار الاتحاد.. ويتبرع طواعية ودون ضغوط باتهام لاعب دولي بتعاطي المنشطات.. رغم أنه لم تتم إدانته بشكل رسمى ولم يصدر ضده قرار نهائي من لجنة المنشطات.. التى خرج رئيسها ليعلن للإعلام أن اللاعب رمضان صبحى غير مدان.. وأنه بالفعل سحبت منه عينة لم تثبت بعد سلبيتها أو إيجابيتها.. وأن الأمر محل شك كون أن العينة تمت بشكل خاطئ.
أزمات الاتحاد عرض مستمر ومسلسل بلا نهاية.. ففى كل يوم قصة ورواية وتضارب في الآراء والقرارات بشكل غير مسبوق.. فلم يكن من المقبول أو المعقول الخلاف الذى حدث بين رئيس الاتحاد والمدير الفني للاتحاد حول قضية الناشئين.. ويضطر علاء نبيل للرد على رئيس الاتحاد ورفض أسلوبه فى توجيه النقد له عبر وسائل الإعلام.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. فهناك خلاف آخر حدث بين أعضاء الاتحاد أو بعضهم ورئيس رابطة الأندية.. سواء بسبب نيته الترشح فى الانتخابات القادمة وإعلانه ذلك أو غيره من الأسباب.. لكنه لم يكن من اللائق إصدار الأوامر بمقاطعته ومنعه من حضور احتفاليات الاتحاد التي نظمها على الإفطار والسحور الرمضاني.. فى حين تم توجيه الدعوة لكثير من الشخصيات من داخل الوسط الرياضي وخارجه.. لكن الأمر ترك علامات الاستفهام حول مصير العلاقة بين الطرفين ومدى تداعيات الخلافات بينهما على الكرة المصرية وتطويرها.. وكيف يمكن من الأساس أن يصل حجم الخلافات بين اثنين من المفروض أنهما من الكبار بحكم مناصبهما ومسئولياتهما في منظومة الكرة المصرية إلى هذا الحد.
خلال عدة أشهر مضت خسرت فيها الكرة المصرية الكثير بسبب تلك الخلافات التي تعكس كيف تدار الكرة المصرية.. بفكر بعيد تمامًا عن العمل الاحترافي الذي تتشدق به تلك المنظومة وتدعيه فى كل أحاديثها ومؤتمراتها.. فكيف لاتحاد يكون أطرافه هم السبب فى حدوث الخلافات بين نجم كبير بحجم وقيمة محمد صلاح وبين فيتوريا المدير الفنى السابق أيام الإصابة التى حدثت فى بطولة كأس الأمم الأفريقية.. وتطور الأمر لتصدير صورة سيئة عن النجم الأسطورة للجمهور.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. فتطور واستمر ليصل إلى صدام وخلاف جديد لصلاح مع المدير الفني الجديد حسام حسن.. وبدلاً من أن يكون مسئولو الاتحاد هم الطرف الذي يحتوي ويزيل المشكلات ويحلها.. خرج البعض من مسئولي الاتحاد لتسريب معلومات خاطئة وأحاديث خاصة كانت سببًا فى اشتعال فتيل الأزمة واستمرارها بين الطرفين.
ورغم أنه من المعتاد فى اتحادات العالم أن المسئولين يحاولون بشتى السبل العمل على اكتساب ثقة الأندية ولاعبيها من خلال القرارات التى تصدر فى أى أزمة أو عقوبة.. لكننا مع اتحاد الكرة اعتدنا بالونات الاختبار التي يطلقها الاتحاد قبل كل قرار لاستبيان رضا الشارع عن العقوبات.. وكأن الأهم ليس مصلحة الكرة بتطبيق العدالة بل إرضاء الجمهور.. وفي قضية عقوبات نهائي كأس مصر بالرياض ضد شيكابالا ودونجا ترك الاتحاد الأمر وقتًا طويلاً لتبقى العقوبات محل جدل وتكهنات حول مصيرها.. ثم يخرج رئيس الاتحاد للتحدث عن العقوبة ويطلق مبررات أفظع من سبب التأخير.. مؤكدًا أن حكم اللقاء البرازيلي هو السبب لعدم إرساله تقرير المباراة.. رغم أن الجميع داخل المنظومة الكروية يعرف أن مسئول المباراة عن الحكام لا يغادر الملعب دون الحصول تقرير الحكم.. وفى بعض الأحيان يصاحبه لمقر إقامته بأحد الفنادق لكتابة التقرير..
الفيفا واللجنة الأوليمبية الدولية ومسئولوهما يخضعون لمادة في القانون تمنعهم نهائيًا من الإدلاء بأي تصريحات أو إفشاء أسرار عما يتم تداوله داخل تلك الكيانات.. بل ويعاقب بالاستبعاد والشطب أى مسئول يتسبب فى إفشاء الأسرار الخاصة بمجال عمله.. فهل حان الوقت لتطبيق تلك العقوبة فى الكرة المصرية؟!