الدم الأمريكي والغربي ودماء غزة

7-4-2024 | 13:12

أعلن رئيس الوزراء البريطاني أنه شعر بالفزع لقتل الصهاينة 7 عمال إغاثة أجانب في غزة؛ منهم ثلاثة بريطانيون، ولم يعلن "أبدًا" أنه شعر بأي درجة من درجات الانزعاج ولو "قليلًا" لدماء أكثر من 33 ألف غزاوي منهم أطفال ونساء ورجال وشباب وشيوخ، وجرح وإصابة عشرات الآف منهم في حالة خطرة ولا يوجد مستشفيات لعلاجهم ولا دواء؛ بل واصل بحماس "يزيد" ولا ينقص لدعم الصهاينة و إمدادهم بالأسلحة لإراقة المزيد "والمزيد" من الدماء، التي يرى أنه "لا" قيمة لها ولا تستحق حتى "ادعاء" التباكي عليها.

وكيف لا يفعل؟ وقد سبقه غيره من العنصريين من زعماء الغرب وأمريكا الذين سكبوا الدموع الغزيرة على دماء أوكرانيا، وقال بعضهم: "هل أصبحنا الشرق الأوسط؟! في استنكار لاستمرار الحرب واستهانة "واضحة" بدماء فلسطين والعرب.

نجد عند كل اتهام "يقذف" به الصهاينة على المقاومة الفلسطينية؛ أن أمريكا والغرب يسارعان بتصديقه ودعمه "وتبنيه" بقوة وشراسة في وسائل الإعلام، أما عند أي "وقائع" يراها العالم كله على الفضائيات تدين الصهاينة بجرائم حرب؛ فنرى أمريكا والغرب "ينتفضان" بغضب ويسارعان إلى التشكيك أو النفي أو إحالة الأمر إلى تحقيق "مزعوم" لوأد الأمر ورميه في النسيان ولو بعد حين..

قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لا دليل على أن إسرائيل قصفت موظفي الإغاثة السبعة عمدا!!"، وأضاف: "إسرائيل نفذت ضربات دقيقة ضد قادة حماس في غزة ولكنهم أيضا نفذوا ضربات غير دقيقة في قافلة عمال الإغاثة!!".

نتذكر قول المفكر الفلسطيني النبيل إدوارد سعيد: "من أكثر المناورات الفكرية خسة التحدث بعجرفة عن انتهاكات في مجتمع الغير، وتبرير الممارسات ذاتها في مجتمع المرء نفسه".

تتجاهل أمريكا والغرب ما أعلنه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: "الأسرى والمعتقلون في قطاع غزة لدى الجيش الإسرائيلي يتعرضون إلى جرائم مفزعة من تعذيب وقتل عمد وإعدام تعسفي خارج نطاق القانون والقضاء".

يعلم الجميع في العالم أجمع أن مقابل كل وجبة طعام أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على غزة -كمساعدات مزعومة- فقد أعطت الصهاينة أطنانًا من المتفجرات وأسلحة لاستخدامها في هدم البيوت على رؤوس ساكنيها وملاحقة من نجا منهم باستهدافهم لقتلهم أثناء محاولاتهم للبحث عن مكان آمن؛ وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة: "لا مكان آمن في غزة"؛ ورأينا إطلاق الصهاينة النار من مروحية على أهالي غزة وهم ينتظرون المساعدات.

تساءلت رشيدة طليب عضو الكونجرس الأمريكي وهي من أصل فلسطيني: "لماذا صراخ الأطفال الفلسطينيين يبدو مختلفًا بالنسبة إليكم؟..

والإجابة معروفة لأن هناك ملايين من ضحايا الغرب وأمريكا في العالم على عشرات الأعوام، ولأنهم استعماريون "ولا" يشبعون من سفك الدماء ولا من نهب الثروات ويكرهون مقاومتنا لهم، ويتجاهلون "عمدًا" كل المذابح المتواصلة في غزة.

وصف الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود ما يحدث في غزة بالأمر غير المسبوق، وطالب بوقف العدوان الصهيوني على غزة، ووصفت نائبة إيرلندية الرئيس الأمريكي بايدن "بالجزار" واتهمته بمشاركة الصهاينة في إبادة غزة وقتل سكانها، وتساءل الطبيب الأمريكي مادس جيلبرت: "هل كان العالم سيقف مكتوف الأيدي لو حدث في مستشفى بتل أبيب ما حدث في مجمع الشفاء؟".

وقالت أمريكية: "لم نعد في بلد حر"؛ ووثقت تعرضها للتحقيق بسبب منشورات كتبتها على الفيسبوك عن غزة!!

أما عضو الكونجرس الأمريكي تيم والبيرج؛ فاستنكر إغاثة غزة بالمساعدات الإنسانية بدلا من ضربها بالقنابل النووية على غرار ناجازاكي وهيروشيما وقال: "اقضوا عليها بسرعة"، ودعا كوشنر صهر ترامب إسرائيل إلى إفراغ غزة من السكان وتطهير المنطقة!! ورأينا جنودًا فرنسيين في فيديو يتوعدون بأنهم ذاهبون "لذبح" أهل غزة!!.

وشاهدنا هرتسوج رئيس إسرائيل وهو يعلن في زهو وانتصار في مؤتمر صحفي عثوره على كتاب بعنوان "نهاية اليهود"، وزعم أنه تأليف محمود الزهار القيادي في حماس، وأن الكتاب يتفاخر بما فعله النازيون مع اليهود ويدعو لتكراره؛ وكانت المفاجأة أن الكتاب ليس للزهار بل لمؤلف غير فلسطيني وموجود في المكتبة الصهيونية، ومتوافر للقراءة وليس في بيوت غزة فقط، كما ادعى هرتسوج، كما أن وثيقة حماس تؤكد أن الصراع ليس مع اليهود، ولكن مع الصهيونية والحركة ترفض الاضطهاد بناء على الدين أو العرق.

تؤكد القراءة الواعية أن صوت المصالح السياسية والاقتصادية يعلو "وحده" لدى أمريكا والغرب فوق أي صوت؛ وإلا فلماذا لم نسمع أي تعليق من أي مسئول أمريكي أو أوروبي يعترض أو حتى يرفض ما قاله وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير: "البصق على المسيحيين تقليد يهودي قديم يجب ممارسته"، ولن نتساءل كيف يمكن أن يكون رد الفعل لو صدر هذا التصريح "المقزز" من شخصية غير صهيونية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة