نحن وهم.. والناشئون

7-4-2024 | 16:59
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

أجمعت صحف العالم على أن مباراة البرازيل وإسبانيا الودية ضمن الأجندة الدولية التى جمعت لأول مرة البرازيلى الواعد إندريك لاعب ريال مدريد والإسباني لامين يامال لاعب برشلونة مقدمة لظهور رونالدو وميسى المستقبل.. وللمفارقة الثنائى سيحتفل بعيدي ميلادهما فى يوليو المقبل.. حيث سيبلغ إندريك 18 عامًا ويامال 17 عامًا.. الأول أحرز هدفين فى أربع مباريات دولية وكتب لنفسه تاريخًا جديدًا حيث أصبح أصغر لاعب يسجل هدفين فى مباراتين متتاليتين أمام إسبانيا وإنجلترا محققًا نفس إنجاز الأسطورة بيليه منذ ما يقرب من السبعين عامًا.. 

أما الثانى «يامال» صاحب الـ16 عامًا فأسهم فى صناعة أربعة أهداف فى 6 مباريات جعلته هدفًا للاتحاد الإسباني ومنتخباته.. فمنتخب الشباب يريد إشراكه فى الأوليمبياد القادمة بباريس والمنتخب الأول يريد مشاركته فى بطولة أوروبا.. هذا الصراع فرض نوعًا من الخوف على موهبة اللاعب ومدى إرهاقها من خلال المشاركة فى البطولتين فى مدى زمنى قصير.. موهبة إندريك ويامال فرضت علامات الاستفهام التى سبق أن تعجب منها  كيروش المدير الفنى الأسبق لمنتخب مصر.. عندما تحدث عن الفهم الخاطئ لمفهوم الناشئين فى مصر وكيف يقوم مسئولو الكرة بتصنيف لاعبين تخطت أعمارهم العشرين باعتبارهم من الناشئين.. وهو العمر الذى يعتبر فيه اللاعب ناضجًا كرويًا ومشاركته مع المنتخب الأول أو فريق الكبار بناديه أمر عادى وطبيعى.

ظهور إندريك ويامال بهذا المستوى وهما ناشئان والصراع حول مشاركتهما مع منتخبات الكبار فى إسبانيا والبرازيل وسعادة مسئولى فريقى برشلونة وريال مدريد بالتعاقد معهما جعلنى أقف أمام بعض النقاط سواء بالنسبة لمنتخب مصر أو لناديي الأهلى والزمالك باعتبارهما قطبى الكرة المصرية والأكثر حظًا فى امتلاك قطاع ناشئين يصرف سنويًا ملايين الجنيهات دون جدوى تذكر..

الأمر الأول.. لا أجد مبررًا واحدًا لحسام حسن المدير الفنى الجديد لمنتخب مصر حول ضم اللاعب محمد الشامى البالغ من العمر ثلاثين عامًا لصفوف المنتخب فى أول تجمع له بعد توليه المسئولية ولا أعرف الجدوى من انضمامه مع العلم أنه لم يكن من لاعبى المنتخبات فى مراحل سنية سابقة!! وحتى لو كان.. ما هى الجدوى التى ستعود على المنتخب من وجود لاعب فى هذا العمر فى ظل تصريحات حسام حسن وحديثه عن النزول بالأعمار فى منتخب مصر خاصة أننا مقبلون على المشاركة فى كأس العالم 2026 بعد خوض رحلة التصفيات؟ ونفس الأمر حول أسباب متابعة جهاز المنتخب لعبدالله السعيد لاعب الزمالك وهو على مشارف الأربعين حتى وإن تألق..

أضف إلى ذلك أن هناك لاعبين داخل المنتخب فى أعمار سنية تتخطى الخامسة والعشرين وآخرين يقتربون من الثلاثين لمنتخب عانى فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة أثناء تولى فيتوريا المسئولية من متوسط الأعمار المرتفع الذى بلغ بين 24 عامًا وحتى الـ35 عامًا محققًا أعلى متوسط أعمار للمنتخبات المشاركة فى البطولة وكان 28.9 بينما منتخب مثل بوركينافاسو الذى سيلعب معه المنتخب فى شهر يونيو المقبل ضمن تصفيات كأس العالم متوسط أعمار لاعبيه 25 عامًا وباقى منتخبات القارة متوسط أعمار لاعبيها 26 عامًا.. 

والغريب أن أصغر لاعب فى صفوف المنتخب فى خلال البطولة الودية الأخيرة كأس العاصمة كأول احتكاك رسمى بعد تولى حسام حسن المسئولية كان أصغر لاعب فى صفوف المنتخب هو كوكا لاعب فريق الأهلى ويبلغ عمره 22 عامًا.. الأمر الثانى.. والمثير للدهشة متعلق بقطاعات الناشئين بالأندية التى يتقاضى فيها المدربون والإداريون وباقى فرق العمل الملايين دون جدوى تذكر ونادرًا ما يخرج لنا لاعب يلفت الانتباه من تلك القطاعات.. بل بالعكس ترتكب تلك القطاعات جرائم بترك لاعبيها سواء بالبيع أو الرحيل المجانى وعندما يتألق مع ناد آخر يعاد شراؤه بمبالغ فلكية نتيجة لضعف التقييم لمواهب اللاعبين والأغرب فى تلك القطاعات بعدما أعلن اتحاد الكرة عن فتح الباب أمام الأندية لشراء لاعبين أجانب تحت السن ليكونوا إضافة للأندية فنيًا وتسويقيًا لم نجد لاعبًا يلفت الأنظار تم شراؤه من داخل القارة الأفريقية بل وجاءت غالبية الصفقات دون المستوى وربما يخسر فيهم الأهلى والزمالك وباقى الأندية وهو الأمر الذى يدل على ضعف المستوى لمدربى تلك القطاعات بتلك الأندية وفقدهم نوعية الكشاف صاحب الرؤية فى الاختيار والتقييم.

ظهور إندريك ويامال فى صفوف منتخبات إسبانيا والبرازيل ربما يفتح الباب إلى إعادة النظر فى قطاعات الناشئين وتحرك المسئولين فى اتحاد الكرة لرؤية جديدة فى بطولات الناشئين بدلاً من كثرة الإدلاء بأحاديث تحدث فتنة بين اللاعبين وأجهزة المنتخبات!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: