أخيرًا تحركت طائرة واحدة من لندن، وألقت بحفنة من الوجبات على جوعى غزة، في حين تهدر الحكومة البريطانية 150 مليون وجبة طعام سنويًا، ولا تعبأ بتحول أجساد أطفال غزة إلى هياكل عظمية، حتى قدرتهم على التعبير عن آلامهم لم تقو على الصراخ، واقتصرت أواجعهم بأنين العصفور، وتتنافس الدول الشقيقة في الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا، وتهدر 22 مليون طن كل عام، وبرغم ذلك بريطانيا تعتلي قمة الأسوأ في حجم النفايات الغذائية.
وخلفية هذا المشهد توضح، أنه بعدما امتلأت بطون حكومات تلك البلدان الأوروبية، تلقي ما تبقى من طعامها في القمامة، الذي يقدر بملايين الأطنان، ثم تعقد اجتماعاتها لبحث سبل دعم إسرائيل بالسلاح والمال، ويكشف موقع فرنسي عن الوجوه الأوروبية البغيضة في دعمها اللامحدود لدولة الكيان الصهيوني المغتصب.
ينشر موقع "ميديا بارت" الفرنسي تقريرًا يشير إلى تسابق دول مثل النمسا والمجر والتشيك فيما بينها لتقديم أفضل دعم لآلة القتل الصهيونية، وينقل الموقع صور وضع الزينة داخل وحول أحد أكبر الملاعب الرياضية بالمجر بألوان العلم الإسرائيلي في شهر فبراير الماضي، ويلفت الموقع النظر إلى تزعم الرئيس المجري فيكتور أوربان الاحتفال، ويصور الموقع رفع يديه من منصته داخل الملعب، ليشكر ضيفه المتحدث الإسرائيلي.
ويقر الموقع الفرنسي أن أوربان الرئيس المجري من المقربين جدًا لنتنياهو، ولا يختلف عنه كثيرًا المستشار النمساوي كارل نيهامر في دعمه المطلق للكيان الصهيوني، بحجة الحرب على الإرهاب، والدول الثلاث النمسا والمجر والتشيك عارضوا في الأمم المتحدة وقف إطلاق النار على غزة، ولا تتحرك أمام إلقاء الأطنان من طعامهم، ولا تلقي بالًا باحتراق أجساد شعب غزة من الجوع والعطش.
وتفضل حكومات الدول الصناعية إنفاق مليارات الدولارات على تخلصها من أطنان بقايا طعامهم، وكبيرهم في واشنطن تتطابق مع سياستهم في هدر الطعام، وتلقي الولايات المتحدة الأمريكية بنحو نصف طعامها في القمامة، ويبلغ قيمته 165 مليار دولار.
وتتضح فلسفة حكومات الدول الصناعية الكبرى أنها تفضل إنفاق مليارات الدولارات من أجل التخلص من ملايين الأطنان من بقايا طعامهم، ولا تقبل إنفاقها على تغليف الفائض من وجباتهم وتوزيعها على الجوعى في أنحاء العالم، خاصة في إفريقيا وآسيا، هذا بالأضافة إلى عدائها الكامن في صدرها تجاه المسلمين والفلسطنيين أصحاب الأرض.
[email protected]