وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ

4-4-2024 | 14:39

العنوان هو الآية الأولى من سورة المطففين؛ وهي سورة تبين بوضوح عقاب الله سبحانه وتعالى للمطففين؛ وهم من يغشون في الميزان ولا يعطون الناس حقهم الكامل؛ فيسرقون أنصبة الناس؛ قد يعتقد هؤلاء أن ذلك عمل فيه نصاحة؛ ولكن الحقيقة الكاملة أنه عمل يدخل النار.

أتعجب من شخص يخاف أن يدخل جوفه أى قدر من الماء  وهو يتوضأ؛ وهو رافض لأن يعطى أخته نصيبها من الميراث؛ لأن "عقيدته المغلوطة" تقول إن البنت لا تأخذ حقها من الميراث؛ لأنه سيذهب لزوجها وأبنائه؛ على اعتبار أن الأبناء ليس لهم فيها؛ كأنما دورها انتهى عند إنجابهم فقط.

فكر عقيم يغضب الله؛ ولكنه ما زال سائدًا حتى الآن في بعض البقاع في مصر؛ وكأن الدين مقسم لأجزاء عليك أن تختار أى جزء منه يحوز إعجابك؛ ومن ثم تترك الباقي. هكذا بكل سهولة.

الأمر ليس فقط في أنصبة المرأة في الميراث؛ ولكنه يمتد لكل ما له علاقة بالميزان؛ فرب العزة يقول "وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" سورة الرحمن الآية 9؛ هذه الآية أمر إلهي قاطع وحاسم. باحترام حقوق الآخرين وألا يغش الناس بعضهم البعض؛ وأن يقيموا الحق.

أمثلة هدر حقوق الناس متنوعة؛ منها المدير الذي لا يكون عادلا في تقييم موظفيه؛ فيعطى لكل منهم تقديرًا مغلفًا بالأهواء والأغراض لا يراعي فيه الله.

إذا ركنت سيارتك بشكل يمنع غيرك من أن يأخذ نفس الحق؛ فقد بخست الناس أشياءهم؛ لأنك بتلك الكيفية حرمت إنسانًا من التمتع بحق مشروع له؛ ولا تعلم عاقبة ما منعته منه.

أن تسير بالطريق تأخذ أكثر من حارة؛ فتكون سببًا في تعطيل المرور عن عمد؛ وأنت بتلك الطريقة تأخذ ما لا تستحقه، كما تأخذ حق غيرك.

أن تكون حرفيًا تعمل في مهنة ما؛ وعندما تأخذ عملا؛ لا تنهيه على الوجه الأكمل؛ بحيث مع مرور وقت قليل تظهر في العمل عيوب؛ تستدعي التدخل الفوري لعلاجه؛ فهذا يبخس الناس أشياءهم.

أن تكون هناك مساحة مشتركة بينك وبين جيرانك في محل سكنك؛ وتضع يدك عليها وتمنع غيرك من الاستمتاع بها؛ فهذا هدر لحقوق الناس وتغول على مستحقاتهم.

أن نرى عددًا من الشركات التى تبيع أنواعًا لا حصر لها من المنتجات تقوم كل فترة وأخرى بتخفيض الوزن دون أن يدرى المستهلكون شيئًا، وأضف لذلك رفع السعر على التوازي؛ فهؤلاء ينطبق عليهم قول الله عز وجل "ويل للمطففين"، ولا أعلم كيف تجرأوا على سرقة الناس هكذا بكل بساطة.

بات على الناس قياس الأمور بمنظور ثابت؛ معروف ومعلوم للجميع؛ يقسم بين الناس بالقسطاس؛ فالميزان عندنا هو رمز للعدالة؛ لأنه يعدل بين الناس.

هكذا الميزان إذا جار على أحد لصالح أحد وقع في محرمات الله؛ ودخل في دائرة الهلاك؛ التى حددها الله للمطففين.

ما يمكن أن يكسبه أحدهم في الدنيا من أخذ حقوق الناس ببخس أشيائهم؛ وتطفيف الميزان؛ حتى يأتي يوم القيامة ويلقى الهلاك المبين الذي وعد الله به المطففين.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: