جندي صهيوني يجذب طفلًا من غزة بعنف ويأمره "بغلظة" بنزع ملابسه؛ لأن عليها "صورة" بندقية!! ولا يكتفي بذلك، بل ويصفع الطفل "عمره عشرة أعوام" على وجهه ويلكمه بعنف "وغل" على صدره، وتتقدم "سيدة" لتنتزعه من يد الصهيوني..
لعل هذه إحدى صور النصر التي يبحث عنها نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ومعه كل الحلفاء في أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا وغيرهم..
فلم ينجح الصهاينة على الفوز بأي صورة "قد" تقترب من الزعم بأنها صورة لنصرهم رغم مرور ما يقارب الستة أشهر من العدوان الوحشي على غزة بكل ما فيها من بشر وحجر وشجر..
في الوقت الذي قدمت فيه المقاومة في غزة منذ اليوم الأول للحرب الكثير والكثير من الفيديوهات والصور التي "تؤرخ" لهزيمة قاسية ومؤلمة "ومخزية" للصهاينة لم يشهدوها من قبل؛ ورأينا جنود الصهاينة والمقاومين يسحبونهم من دباباتهم، وشاهدنا الصهاينة وهم يختبئون "كالفئران"، واستمتعنا بصور استسلام بعضهم وبالكثير من الأسلحة التي أخذها منهم المقاومون..
رأينا أيضًا صور وفيديوهات للنصر من جنوب لبنان؛ حيث قام حزب الله بتوجيه الصواريخ الدقيقة إلى الكثير من المستوطنات التي "هرب" منها سكانها منذ انضم حزب الله إلى الحرب في اليوم الثاني دعمًا لغزة؛ وعرف المستوطنون وجع الخروج "القصري" من منازلهم لأول مرة، وأعلن معظمهم أنهم فقدوا الأمان "للأبد" ولن يعودوا ثانية لبيوتهم، وتضاعفت أعداد "النازحين" من الكيان الصهيوني والهاربين للخارج؛ مما يجعلنا نجدد الاحترام ونضاعف الاعتزاز بكل من يتمسك بأرضه رغم تكرار الحروب وهدم بيوتهم في فلسطين ولبنان..
رأينا أيضًا صور وفيديوهات إغراق الحوثيين لبعض السفن الأمريكية والبريطانية، وشاهدنا سفنًا ترفع لافتة "تنفي" وجود أي علاقة لها بالصهاينة، وهو ما لم يحدث من قبل، ورأينا الصواريخ التي قذفها الحوثيون على الكيان الصهيوني في حدث غير مسبوق، كما تابعنا "هجمات" المقاومة العراقية على القواعد الأمريكية في العراق تضامنًا مع غزة..
أما صور الصهاينة التي فشل نتنياهو وعصابته في تقديم أي صورة لنصر "يتسولون" الحصول عليه بصرخات نتنياهو وغالانت وغيرهم بالزعم بالقضاء على المقاومة، بينما "تفضحهم" لغة الجسد التي توضح "الخيبة" والعجز عن تحقيق أي صورة يمكن الإيهام بأنها لنصر ما..
نتذكر الصور "الساذجة" التي نشروها وأثاروا السخرية حتى من قبل من يتعاطفون معهم؛ حينما اقتحموا مجمع الشفاء في غزة لأول مرة وعرضوا بعض أجهزة اللاب توب وقليلًا من الأسلحة وزعموا أن المقاومة كانت تتحصن به؛ وجاء التكذيب من إيهود باراك رئيس وزراء الصهاينة الأسبق الذي أكد أن الصهاينة هم الذين صنعوا مخابئ سابقًا تحت مجمع الشفاء، وأن ما أعلن الصهاينة أنه فتحات لأنفاق المقاومة ليس إلا صورًا لهذه المخابئ!!
لم نر أي صورة لأي عملية صهيونية ناجحة؛ حتى في الفيديو الوحيد الذي عرضوه كان لجنودهم وهم يطلقون النيران "بكثافة" على الجدران ولا يوجد أي رد؛ فعن أي نصر يتحدثون بعد ستة أشهر تقريبًا من الحرب على مدينة صغيرة محاصرة منذ 17 عامًا، وهم الذين يحصلون على أحدث الأسلحة بأفضل التكنولوجيا وتصلهم "الإمدادات" منذ بداية الحرب بأطنان المتفجرات التي قذفوها على رؤوس السكان في غزة..
ومن نجا منهم من الموت تحت الأنقاض حاصرهم الصهاينة وأتباعم بالموت جوعًا وعطشًا ومؤخرًا بالموت غرقَا؛ وهم يسعون "بشرف" لإنقاذ أسرهم من الموت جوعًا بالتقاط المساعدات التي يتم إلقاؤها من البحر والتي يذهب غالبيتها طعامًا للأسماك، ويموت بعض الغزاويين غرقًا في محاولتهم للعودة بها لإطعام أسرهم بعد أن "أنهكهم" رؤيتهم يتضورون جوعًا وبعد أن رأينا "صورهم" وهم يأكلون الحشائش ويصنعون خبزًا من علف المواشي ويطهون الطعام على نار الحطب وكأننا في العصر البدائي..
رأينا أيضًا صورًا وفيديوهات لأطفال خدج يموتون بسبب طرد الصهاينة لهم من المستشفيات واعتدائهم على مرضى السرطان وإخراجهم عنوة من المستشفيات ومنعهم من تلقي العلاج، ولعل هذا "وحده" ما سيجده نتنياهو وزبانيته من صور لنصرهم المزعوم..
ومن فشلهم الذريع نشرهم لصور بعض قادة المقاومة وزعمهم أنهم اغتالوا بعضهم وأسروا الآخرين؛ وتبين أنهم يكذبون، وأن بعض أصحاب الصور مات منذ فترة، والآخر في المنفى والباقي أحياء، ولم يصل إليهم الصهاينة، وبعد "فضحهم" اضطروا لإصدار بيان بأن نشر الصور جاء بعد معلومات غير دقيقة!! وحالت "غطرستهم" دون الاعتراف بفشلهم وكذبهم..
حاولوا "انتزاع" صورة للنصر عندما حاصروا مدير أمن غزة، وهو يقوم بواجبه في توزيع المساعدات القليلة والنادرة على من "يقاومون" الموت جوعًا وحاولوا أسره؛ فقاومهم ببسالة وقتل العديد منهم قبل استشهاده "وحرمهم" من صورة قد "يتبجحون" بها كصورة لنصر..
من صور نصر "فلسطين" توافد عشرات الآف للصلاة في المسجد الأقصى وتحدي التضييقات الصهيونية المتزايدة..
في فيديو بديع رأينا رجلًا غزاويًا يوجه رسالة إلى نتنياهو قال فيها: "فقدت من وزني 30 كيلو بسبب حرب الإبادة والتجويع؛ ورغم الألم ورغم الشهداء لازم نعيش وأولادنا ونساؤنا ورجالنا بأجواء رمضان مثل كل سنة، إحنا لازم نعيش رمضان إذا قالت إسرائيل لا قالت أمريكا لا، لا يهم إحنا شعب الأنبياء بنخافش ح نعيش غصب عن الكل، إحنا حزانا كلنا عندنا شهداء مليانين حزن وماليانين ألم، وإذا جاء العيد ونحن في الحرب ح نعيش العيد وح نفرح فيه، ولنتنياهو وأي من يفكر بأنه سيهزم أهل غزة، نقول له لا إحنا موش اللي بننهزم؛ إحنا أهل الصمود."