شكرًا للرئيس عبدالفتاح السيسي والجمهورية الجديدة على هذا الاستاد الذى حمل اسم استاد مصر فى العاصمة الإدارية.. صرح عظيم وكيان عملاق يضيف للرياضة المصرية ويعظم مكانتها بين دول العالم.. تحفة رياضية معمارية لاستاد جديد أصبح من أهم وأجمل ستة استادات فى العالم اليوم.. وينفرد لنفسه بموقع داخل مدينة أوليمبية عالمية لا تقل إبهارًا عن الحدث الذى شاهدناه جميعًا خلال افتتاح وختام البطولة الودية الدولية الرباعية التى استضافتها مصر بمشاركة منتخبات كرواتيا ونيوزيلندا وتونس، وهى البطولة التى كانت فى طريقها للإلغاء بسبب تراجع الشركة المنظمة وانسحابها من التنظيم على ملاعب الإمارات ولولا تدخل الشركة المتحدة للرياضة وإنقاذها الموقف بعرض استضافة البطولة على ملعب العاصمة الجديدة ما كنّا لنشاهد استاد مصر فى هذا التوقيت وقبل افتتاحه الرسمى بمباراة عالمية.
رغم أن المتعة فى الرياضة وفى كرة القدم تحديدًا تأتى من عدد اللاعبين الموهوبين فى كل مباراة والأهداف التى يحرزها كل فريق.. لكن يبقى لكى تستمتع بكل هذا من الضرورة وجود مكان يليق داخل ملعب جميل وأنيق يمنحك المتعة فى المشاهدة ويحقق لك الرفاهية على مدار التسعين دقيقة مدة بقائك داخل الملعب للمتابعة والمشاهدة.. وفى مصر رغم كل ما نملكه من عدد كبير وعظيم من الملاعب فإن ظهور استاد مصر بكل هذه الروعة والجمال جاء ليكون هو درة التاج والجائزة الكبرى والعنوان الحقيقى للنهضة الإنشائية فى مجال الرياضة التى شهدتها مصر على مدار عشر سنوات وفقًا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي فى تطوير منظومة الرياضة ودعمها والاهتمام بها لتحقيق أهدافها فى استضافة البطولات وتشجيع وجذب الاستثمارات فى مجال تدعمه بنية تحتية هائلة تمت على مدار السنوات الماضية باستراتيجية للرياضة المصرية وضعت لتمكنها من استضافة كبرى البطولات الدولية وتنظيم الأحداث والفعاليات المهمة ووضع مصر وملاعبها على خريطة السياحة الرياضية سواء فى كرة القدم أو باقى اللعبات الأخرى خاصة أن هذا النوع من الاستثمار أصبح هدفًا مهمًا لكثير من الدول لدعم الاقتصاد وفتح آفاق جديدة لتنوع الموارد.
استاد مصر الجديدة الذى أصبح من بين معالم الرياضة فى مصر ومنحها مكانة متميزة بين الكبار وعزّز من موقفها فى استضافة كبرى البطولات العالمية وعلى رأسها البطولة الأوليمبية بما يملكه من إمكانات تكنولوجية هائلة تتفوق على كثير من الملاعب حول العالم إضافة إلى تصميمه المعمارى على الطراز الفرعونى الذى يمنحه تميزًا فريدًا ورائعًا لا مثيل له فى العالم وسعته الجماهيرية الكبيرة التى وضعته فى منافسة مع عدد قليل من الملاعب التى تتنافس للحصول على شرف تنظيم البطولات مثلما يحدث الآن بين إسبانيا والمغرب حول استضافة مباراتى الافتتاح ونهائى كأس العالم 2030 الذى أسندت الفيفا تنظيمه لثلاث دول إسبانيا والمغرب والبرتغال، والأخيرة تم استبعادها من استضافة النهائى وانحصر الصراع بين بلدين فقط وكل منهما يسعى لاستضافة النهائى الذى يحظى بأكبر حضور جماهيرى ومتابعة من الإعلام ويستند كل منهما فى طلبه إلى سعة الملعب فإسبانيا تملك ملعبها المطوّر سانتياجو برنابيو معقل ريال مدريد ويتسع لأكثر من 80 ألف مشجع بينما تشرع المغرب فى الانتهاء من بناء ملعب الدار البيضاء والذى يتسع لأكثر من 93 ألف مشجع.
خسارة منتخب مصر أمام منتخب كرواتيا ثالث العالم فى نهائى البطولة الودية جاءت طبيعية للكثير من الأسباب على رأسها الأخطاء الدفاعية التى يعانى منها المنتخب منذ أيام فيتوريا خاصة التمركز الدفاعى الذى يعد أحد آفات الكرة المصرية منذ سنين طويلة سواء فى الأندية أو المنتخب وتحتاج إلى شغل كثير من جهاز المنتخب بقيادة حسام حسن الذى تولى المسئولية من أيام.. عكس المنتخب الكرواتى المستقر فنيًا وإداريًا تحت قيادة داليتش.. البطولة الدولية جاءت مفيدة جدًا لمنتخب مصر وتجربة قوية واختبارًا حقيقيًا لقدرات عدد كبير من اللاعبين أعتقد أنه ستتم إعادة النظر من جانب الجهاز الفنى فى ضمهم مرة أخرى.