منحنا الله سبحانه وتعالى العديد من النعم التي لا تحصى ولا تعد، فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى في اجمل صورة، وقد وهب الرحمن لعباد الرحمن ملكات.
ولحكمة لا يعلمها إلا الله هناك أشخاص بيننا لهم إعاقات مختلفة؛ فمنهم إعاقات مرئية وأخرى غير مرئية.
فالإعاقة بشكل عام هي التي تعوق الأفراد من التفاعل الاجتماعي، فهناك الإعاقة المرئية التي نراها، التي تتمثل في الإعاقة البصرية والسمعية والحركية، فهي تحرك في البشر كل الجوانب الإنسانية والرحمة والتعاطف.
أما الإعاقة غير المرئية Invisible Disabilities التي بدأت تنتشر بشكل كبير في شتى أنحاء العالم، فقد أصبح ملايين البشر يتعايشون مع إعاقاتهم التي تعرضهم إلى أزمات اجتماعية وتنمر وتهميش.
الإعاقة غير المرئية هي قصور بدني وحسي وعقلي وإدراكي وجدانيًا لا تظهر على الشخص، ومنها أمراض المناعة والأمراض النفسية والأمراض العقلية.
ومشكلات الإدراك التي تصيب الأطفال العاجزين عن التعلم، الذين أطلقوا عليهم يعانون "صعوبات التعلم" وحالات "الديسليكسيا"، وقد ركز التعريف الطبي على الأسباب العضوية التي تتمثل في الخلل العصبي، أو تلف الدماغ، وصعوبة في المعالجة السمعية والبصرية تعوقه عن تفسير وفهم المعلومات،
وكذلك الاضطرابات السلوكية التوحد وطيف التوحد، فمشكلتهم في التواصل الاجتماعي والنمطية (اضطراب جسدي ونفسي) ومشكلات في الهضم والنوم بالإضافة إلى الصرع.
وكذلك اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، الذي يؤثر على التحصيل الدراسي وضبط الاندفاعية وعدم قدرته على التكيف مع البيئة.
ومن الإعاقات غير المرئية الاضطرابات النفسية الاكتئاب الشعور بالحزن واليأس وفقدان الشغف، وعدم النوم، والهوس الذي يتمثل في تسارع الأفكار وزيادة النشاط والتقلبات المزاجية التي تؤثر على التفكير والسلوك، وإذا اجتمع الهوس مع الاكتئاب يصبح ثنائي القطب الذي يجمع بين نوبة الهوس ونوبه الاكتئاب.
ومن الإعاقة غير المرئية الاضطراب الحركي النمائي (DCP)، وأمراض المناعة منها (التصلب المتعدد) ومتلازمة التعب المزمن والصرع والفصام والعديد من الأمراض النفسية التي تصيب العديد من البشر، ولكن لا يراها الآخرون.
هل تعلم سيدي القارئ أن أصحاب الإعاقات غير المرئية هم يعانون في صمت ويتألمون داخليًا، ولكن لا يستطيعون أن يفصحوا عما بداخلهم، يحتاجون إلى من يستطيع أن يحتويهم ويدعمهم، وأولهم الأسرة التي تستطيع الدعم النفسي من خلال الوعي بمعرفة طبيعة المرض الذي يعاني منه الطفل داخل الأسرة؛ وذلك بتقبل إعاقاتهم والدعم من المدرسه عن طريق المعلم الذي لابد أن يتمتع بالرحمة والصبر في التعامل معهم، وتطوير الخطط التعليمية التي تتناسب مع قدراتهم؛ لتحقيق الأهداف والغايات لنجاح الطالب أكاديميًا واجتماعيًا.
والدعم النفسي لأصحاب الإعاقات غير المرئية يكون عن طريق دعمهم نفسيًا بتقبل الإعاقة داخليًا والتعامل مع الواقع؛ لتقليل الأثر النفسي الداخلي الذي يعوقهم عن التعامل.
وأخيرًا الإعلام بتقديم الإرشادات للتعامل معهم، وتجنب العبارات غير المقبولة التي تؤذيهم نفسيًا.
سيدي القارئ، نحمد الله على فضله ونعمه.. ولئن شكرتم لأزيدنكم
* استشاري علم النفس والإرشاد الأسري والتربية الخاصة