تصدر مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" الدرامي المصري قوائم الأكثر مشاهدة في رمضان، حيث يستعرض قضايا اجتماعية عميقة تشغل الشارع المصري.
موضوعات مقترحة
ويقدم المسلسل رؤية مختلفة حول الظروف الاقتصادية الصعبة والانفصام الاجتماعي التي تعيشها شرائح المجتمع المصري، ويسلط الضوء على رغبة الفتيات في الشهرة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتهن.
بدأت بالمحاكمة الشهيرة لفتيات تيك توك في مصر في عام 2022، والتي أثارت جدلاً واسعًا في المجتمع.
وقد أثرت هذه القضية على المخرجة ياسمين أحمد كامل و تهدف المخرجة من خلال هذا المسلسل إلى استعراض الأسباب الاجتماعية العميقة التي تدفع الفتيات إلى السعي وراء الشهرة والانتشار على منصات التواصل الاجتماعي.
قدمت المؤلفة سمر طاهر تفاصيل حياة شريحة مجتمعية تعاني من ظروف اقتصادية صعبة وانفصام اجتماعي، حيث يجد كل فرد في هذه الشريحة نفسه يعيش نسختين من الحياة، إحداهما تعرضه للعلن والأخرى تختفي خلف الستار خوفًا وحياءً.
يسلط مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" الضوء على قصص حقيقية لشرائح مجتمعية في مصر تعاني من الفقر والتهميش الاجتماعي. يعكس المسلسل الواقع المؤلم الذي يواجهه الكثيرون في المجتمع ويحاول نقل رسالة قوية حول الحاجة إلى توفير فرص أفضل وتحسين الأوضاع المعيشية للجميع.
وفي هذا السياق، قال الدكتور ياسر الفقي أستاذ علم الاجتماع، إن مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" إسهامًا مهمًا في مجال الدراما المصرية، حيث يسلط الضوء على الجوانب الاجتماعية الحساسة ويعكس تحديات المجتمع الحديث. بواسطة استخدام الفن كوسيلة للتوعية والتحريك الاجتماعي، يسعى المسلسل إلى توجيه الانتباه إلى القضايا الاجتماعية العالقة وتشجيع المشاهدين على التفكير بشكل أعمق والمساهمة في تحقيق التغيير، مستكملا أن المسلسل يستكشف عدة جوانب اجتماعية تؤثر على حياة الفتيات ويسلط الضوء على تحدياتهن وآمالهن.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
وأضاف الدكتور ياسر الفقي، أن منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك لها تأثير كبير على الناس، وخاصة على الشباب والأطفال. ومن بين المخاطر التي تواجه المجتمع بسبب البث على هذه المنصات لهدف كسب المال، التعرض للمحتوى غير مناسب، والذي قد يتضمن مشاهد عنف، وتحريض للكراهية، ومحتوى جنسي، وغيرها من المواد غير الملائمة. قد يتأثر الشباب والأطفال بشكل سلبي وتتأثر قيمهم وسلوكهم بسبب التعرض المبكر لهذه المحتوى، مستكملا أنه يمكن أن يؤثر السعي الشديد وراء الشهرة والمال على الصحة النفسية للأشخاص، خاصة الشباب. يمكن أن يشعروا بالقلق والتوتر بسبب ضغوط الأداء والمقارنة المستمرة بين أنفسهم وبين الآخرين، مما يزيد من خطر الاكتئاب واضطرابات القلق.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن الاستخدام المستمر لمنصات التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي، حيث ينفصل الأشخاص عن التفاعل الحقيقي مع العالم المحيط بهم وينغمسون في العالم الافتراضي. يمكن أن يؤثر هذا على العلاقات الاجتماعية والتواصل الحقيقي في المجتمع.
وأستطرد أستاذ علم الاجتماع، أن المسلسل يسلط الضوء على الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العديد من الأفراد في المجتمع. يعكس تأثير هذه الظروف على الفتيات وكيف يمكن أن تدفعهن إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو الانجراف في طرق غير صحيحة، أثناء استخدام هذه المنصات للترويج لأنفسهن والسعي وراء الشهرة والانتشار، ورغبتهن في تحقيق النجاح وتحسين حياتهن. يستعرض كيف يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لتحقيق الأحلام، ولكنها في الوقت نفسه تواجههن بتحديات وصعوبات تعكر صفو تلك الرحلة.
وشدد أستاذ علم الاجتماع علي ضرورة التوعية الاجتماعية ودور الأهل في الرقابة علي المحتوى الذي يقدمه أولادهم ومشاركة المجتمع في التغير الايجابي والتفكير بشكل أعمق والتحرك نحو إيجاد حلول لمشاكل البطالة.