منذ سنين كثيرة مضت لم تُقم في مصر بطولة ودية دولية بمشاركة منتخبات أوروبية، وكان آخر البطولات التى استضافتها القاهرة هى بطولة وادى النيل عام 2011 بمشاركة أربعة منتخبات إفريقية من دول حوض النيل.. وكانت آخر مباراة ودية للمنتخب مع نظيره من دول أوروبا أمام المنتخب البلجيكى على ملعب استاد جابر الأحمد بالكويت عام ٢٠٢٢ في عهد المدير الفني البرتغالي روي فيتوريا، وانتهت بفوز منتخب مصر بهدفين مقابل هدف، وإحراز مصطفى محمد وتريزيجيه هدفي المباراة..
منتخب مصر تحت قيادة حسام حسن المدير الفني الجديد أتيحت له الفرصة للظهور الأول ضمن حدث يمثل انطلاقة تاريخية.. عندما يشارك في البطولة الودية الرباعية التى ستنظم بمصر وبمشاركة ثلاثة منتخبات هي نيوزيلندا وكرواتيا وتونس، وهي البطولة التي كان من المفترض إقامتها بالإمارات وألغيت بسبب الشركة المنظمة.. التي انسحبت ولم تنفذ بنود تعاقدها لأسباب تتعلق بالتسويق والدعاية، وهو الأمر الذي وضع مسئولي اتحاد الكرة في موقف حرج أمام الجهاز الفني في أول اتفاقاته الودية مع الاتحاد..
الأمر الذي دعا الشركة المتحدة للتدخل لإنقاذ الموقف والبطولة واتخذت قرارًا برعاية البطولة وتنظيمها بالقاهرة.. بعد مخاطبة المنتخبات المشاركة والحصول على موافقتها لتستضيف مصر خلال الأيام المقبلة بطولة دولية ودية ضمن الأجندة الدولية للفيفا.. الذي اعتمد البطولة ومنحها الصفة الرسمية لتملك الكرة المصرية بطولة دولية تقام بشكل سنوي على أرض مصر.. وهي الخطوة التي تأخرت كثيرًا عن الكرة المصرية وتمثل إقامتها نقلة نوعية كبيرة في الفكر والتسويق والاستثمار الرياضي في مصر..
كأس العاصمة الإدارية الجديدة الذي تتنافس المنتخبات الأربعة للحصول عليه يمثل بداية قوية لمنتخب مصر ودفعة معنوية للجهاز الفني.. ولهذا الجيل من اللاعبين الذي يستعد لاستئناف مشوار التصفيات للتأهل إلى كأس العالم بأمريكا 2026 ونهائيات كأس الأمم الأفريقية بالمغرب صيف العام المقبل، وهى البطولة التى تمثل لحسام حسن تحديًا خاصًا لاستعادة اللقب الغائب منذ أربعة عشر عامًا عندما فاز منتخب مصر تحت قيادة حسن شحاتة بالثلاثية التاريخية.
كأس العاصمة الإدارية الجديدة بطولة تعني لكرة القدم المصرية الكثير بغض النظر عن اختلاف البعض حول العائد المادي من البطولة.. التي تكفّلت الشركة المتحدة بتنظيمها وتسويقها واضعة في الاعتبار المردود التسويقي والترويجي لكرة القدم المصرية وللعاصمة الإدارية في المقام الأول.. وهو فكر يمثل تطورًا في الاستثمار الرياضي بوضع مصر ضمن الأجندة الدولية.. خاصة بعد النجاحات الكبيرة التى حققتها المتحدة في تنظيم عدد من البطولات الدولية والعالمية في مختلف الألعاب.
ورغم علامات الاستفهام الكثيرة التي باتت تدور حول اتفاقات وتعاقدات اتحاد الكرة التى أبرمها مع العديد من الأطراف مدربين وخبراء وشركات تنظيم مباريات وبطولات في السنوات الماضية وكان آخرها الاتفاق على المشاركة في البطولة الرباعية بالإمارات مع إحدى الشركات التى بادرت بالانسحاب من تنظيم البطولة لأسباب واهية.. لكن يبقى تنظيم مصر للبطولة يمثل حدثًا كرويًا مهمًا وفكرًا جديدًا علينا استثماره لتحقيق أكبر عائد من خلال الترويج لإمكانية استضافة بطولات جديدة وأحداث رياضية تحقق مردودًا استثماريًا في مجال الرياضة والسياحة الرياضية.. التى باتت ضمن اقتصاديات العالم وتمثل حجر زاوية لتحقيق عوائد وأرباح هائلة في هذا المجال.
كأس العاصمة الإدارية الجديدة بداية جديدة لمجال الاستثمار الرياضي والترويج السياحي تبنته المتحدة ضمن همومها بمستقبل الرياضة المصرية ودفعها للأمام.