رمضان يحتضن الأم

20-3-2024 | 19:32

مارس.. شهر شهد العديد من المناسبات المبهجة التى تلقى على المصريين إحساس انتعاش الحب والسعادة.. احتضن مارس شهر رمضان الكريم الذى يسعى فيه المسلمون إلى رضا الحق سبحانه وتعالى بكل السبل والوسائل التى تقربنا إلى الله.. رمضان شهر الملاذ والفرار إلى الله سعيًا وراء الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. ووسط انشغالنا بطاعة الله عز وجل يأتى معه مزيد من الطاعة.. من كرم الله وفضله علينا أن يحتضن شهر رمضان عيد الأم التى يطمع كل مسلم في كسب رضاها على مدار العام.. 

لكن الله سبحانه وتعالى منحنا الفرصة ليكون نصيبنا من الطاعة نصيبًا مزدوجًا.. طاعة الشهر الكريم ممزوجة مع بر الوالدين الذى يطل علينا مع عيد الأم في 21 من مارس.. ربما يقول قائل وهل الأم تحتاج إلى عيد لكى نحتفي بها ونكرمها ونكون تحت قدميها .. أقول لهم جميعًا كل يوم يمر عليك مع وجود والديك إلى جوارك نعمة كبيرة من نعم الله عليك لن تدركها أو تعرف قيمتها إلا بعد رحيلهما عن الحياة.. 

نصحية لكل من يعيش في صحبة والديه.. برهما وارعهما رعاية مطمئنة غير منقوصة تعامل معهما كما أمرنا الحق عز وجل في قوله سبحانه وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيما)ً الإسراء 23

وتذكر وصايا لقمان الحكيم وهو يعظ ولده والتى جمع له فيها كل وصايا الشريعة في الاعتقاد والعمل وحسن الخلق.. والاعتقاد كان في قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ 
بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).. والتذكرة بالحساب في قوله تعالى: (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).. والأمر في بر الوالدين جاء في قوله تعالى: 
(( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).. ونبه لقمان ولده إلى العبادة في قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ).. وقوله تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَر)، أما في أمور الصبر على ظروف الحياة أمره على تحمل المصاعب التى تواجهه في قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ولم يتوقف لقمان الحكيم عند تلك الوصايا لولده، لكنه منحه أسلوب وطريقة التعامل مع الآخر في قوله تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاس).. (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور).. (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ).. (ٍوَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).. تلك النصائح الكريمة والمفيدة لنا في تربية الأولاد جاءت في سورة لقمان والتى وضعت منهاجًا للتربية السليمة دون الحاجة إلى دراسات علم النفس والتربية الحديثة التي يتشدق بها البعض.. ونسوا أن الإسلام قبل 1445 وضع لنا منهجًا سويًا وسليمًا للتربية لا يعادله أي تربية حديثة.. ذاك المنهج السليم هو الذي زرع في قلوبنا حب الوطن والأسرة وقادنا إلى السعي والعمل بكل جهد إلى رضا الله سبحانه وتعالى.. 

وكل تلك الأمور من الوسائل المهمة التى قادتنا إلى النصر العظيم في العاشر من رمضان وكسر أسطورة العدو الصهيوني ذاك النصر والذي يحتفي به كل المسلمين في كل أنحاء الدنيا.. نحن اليوم نحتفي برمضان الذي يحتضن النصر العظيم ومعه يحتضن احتفالنا بالأم التى ربت وتربى دائمًا رجالًا صدقوا الله لذا هم على موعده بنصر من عند الله.. 

وكل عام ومصر والأمة الإسلامية بخير وحب وسلام.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: