يحدٌث في أمريكا.. "بروكلين" ومحارم والعيوطي (2-2)

20-3-2024 | 16:20

"ذكرياتي مع العيوطي.. مٌقتطفات من أوراق الدكتور ياسين العيوطي" عنوان كتاب للكاتب الصحفي والإعلامي الكبير الأستاذ أحمد محارم، والذي وصلتني نسخة من المسودة للكتاب والتي تقع في 138 صفحة من أوراق أو مٌقتطفات من أوراق الراحل الكبير الدكتور ياسين العيوطي أستاذ القانون الدولي بالجامعات الأمريكية والمدير السياسي السابق بالأمم المتحدة، وأستاذ القانون في كلية سانت فرانسيس ببروكلين ويقول الأستاذ محارم (بدأت رحلة البحث عن الدكتور ياسين العيوطي وعن كيفية التواصل معه وأخذ منا هذا البحث بعضًا من الوقت إلى أن وفقت في التواصل معه تليفونيًا..

أنت معه لا تعرف من أين تبدأ وتنسى ربما ما كنت تود أن تقوله، ربما لأننا لدينا صورة ذهنية عالقة على جدران الذاكرة من أن دبلوماسيًا مرموقًا بهذا القدر ليس من السهل الاقتراب منه أو محاولة التعرف عليه، الحكاية كانت مختلفة تمامًا، فهو لديه القدرة أن يجعلك تقترب منه كثيرًا بلا محاذير أو قيود أو خوف أو خجل، ويقدم لك نفسه على أنه مواطن مصري شرقاوي من محافظة الشرقية المشهور أهلها بالكرم وهو كذلك، ويدخل معك مباشرة فيما تريد أن تعرفه او تبحث عنه قال بأنه يقيم مع أسرته في منطقة لونج آيلاند، وهي من الضواحي المتميزة في مدينة نيويورك، ولكنه بحكم عمله وارتباطه بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجامعات فهو يتواجد أسبوعيًا لمدة خمسة أيام من الإثنين إلى الجمعة في مقر إقامته، وأيضًا مكتبه في مانهاتن بالقرب من مبنى الأمم المتحدة دعاني لزيارته في مقر إقامته في مانهاتن، وكان بصحبتي الزميل والصديق أمجد مكي، جلسنا معًا أمام الدكتور العيوطي، الذي بادرنا بطريقته المعتادة، التي حببت فيه الكثيرين وقال: اشرب الشاي وهات ما عندك..

قٌلنا الذي عندنا بسيط، ولكنه يطمع أو يطمح في أن يعرفك عن قرب ويجيب عن السوال الذي نوجهه إلى أنفسنا، وهو أننا كيف لم نكن نعرفك؟ وبدأنا نستمع ولم نقاطعه بأي ملاحظة أو تعليق؛ لبساطة وسهولة الطريقة التي كان يتحدث بها، أسهب في الشرح عن رحلته إلى أمريكا وكيف بدأت عندما كان شابًا يافعًا في بداية العشرينيات واستمع إلى نصيحة والده عندما ودعه من ميناء الإسكندرية مستقلًا الباخرة في طريقه إلى بلد الأحلام وطن العم سام، والحكاية لم تكن عادية، فلقد سافر وهاجر الكثيرون ولهم حكايات تستحق أن نسمعها وأن نتوقف عندها، ولكن مع العيوطي أنت في وادٍ كبير عميق تود أن تبحر فيه وتصل بسلام، ويعطيك هو هذه المساحة من الارتياح والسلام النفسي، وبعد أن توقف عن الحديث بادرنا بالسؤال وهو ماذا تريد بعد؟ وقلت له بداية نحن سعداء بهذا اللقاء وتمنينا أن نكون قد التقينا بكم من زمن، ومع ذلك فإننا ولو أتينا إليكم مٌتأخرين لكننا سوف نعوض ذلك في أن نتيح الفرصة لكثيرين ممن نعتقد أنهم سيكونون سعداء بالتعرف عليكم، أنت عشت الدبلوماسية من أبوابها العالية في الأمم المتحدة، ونحن من الآن نود أن نكسبكم في الدبلوماسية الشعبية أن تقترب من الجالية المصرية والجاليات العربية حتى يستفيد الناس من كل الخبرات والتجارب التي تراكمت لديكم.. ويقول الأستاذ محارم عن الدكتور العيوطي (في مدينة نيويورررك كانت الفرصة مواتية له أن يحقق أحلامه؛ حيث بدأت رحلته مع السفر والهجرة عندما كان عمره 22 عامًا وودع والده بعد أن شجعه وقال له سوف تنجح في بلاد الغرب، وتصبح من المشاهير، وقد صدقت نبوءة الوالد فمن «القنايات» بمحافظة الشرقية إلى العالمية في مدينة نيويورك، ورحلة طالت أخذها العيوطي بكل أبعادها واجتهد حتى حقق كل طموحاته وصار َعلمًا من أعلام العلم والثقافة وأستاذًا زائرًا في أرقى الجامعات الأمريكية والكليات المشهورة في نيويورك، ومنها (فوردهام) و(سانت جونز) وفي الأسبوع الأخير من يونيو 2023 كانت نهاية الرحلة عن عٌمر  ناهز  الـ 97  عامًا كانت تجربة فريدة من نوعها في العلم، والثقافة  والعطاء، والوطنية وانتقل إلى جوار ربه وأقيم له العزاء بالمركز الإسلامي في وسط منهاتن.. كان للدكتور العيوطي أدوارًا مهمة في الأمم المتحدة وتعددت علاقاته مع أعضاء السلك الدبلوماسي. 

ومع الوقت تكونت لديه خبرات متراكمة جعلت من شخصه مصدرًا ثريًا من المعلومات في العديد من النواحي القانونية والدبلوماسية.. كل التقدير والاحترام للراحل الكبير الدكتور العيوطي، وللكاتب والإعلامي الكبير أحمد محارم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة