عيد الأم.. كيف كرم الإسلام الأمهات وقدر دورهن الكبير في تربية الأجيال المقبلة؟

20-3-2024 | 14:59
عيد الأم كيف كرم الإسلام الأمهات وقدر دورهن الكبير في تربية الأجيال المقبلة؟صورة أرشيفية
شيماء شعبان

 الأمهات هن ركيزة أساسية في المجتمع، فهنّ المعلمات والمصدر الأول للحنان والرعاية، وفي إطار الإسلام، تتمتع الأمومة بمكانة عظيمة ومحترمة؛ حيث يُعتبر تكريم الأمهات واجبًا دينيًا واجتماعيًا، ينص الإسلام على حقوق الأمهات ويحث على احترامهن ورعايتهن بطرق عديدة. سنستكشف في  السطور التالية، كيف يكرم الإسلام الأمهات ويقدر دورهن الكبير في تربية الأجيال المقبلة؟

موضوعات مقترحة

توعية الأمهات

 وبهذا الصدد، يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، تعتبر توعية الأمهات من الجوانب الأساسية لتكريمهن في الإسلام. فالدين الإسلامي يحث على تعليم الأمهات وتزويدهن بالمعرفة والمهارات اللازمة لتربية أبنائهن بشكل صحيح وإيجابي، ويُشجع على تعلم القرآن والسنة النبوية والقيم الإسلامية، وذلك لتمكين الأمهات من التربية الدينية لأبنائهن، وتعزيز القيم الإيجابية في الأسرة والمجتمع.

حماية الحقوق وتوفير الدعم

وواصل، اعتبر الإسلام حقوق الأمهات من أهم الأولويات، فالأمهات لهن حقوق عديدة، مثل حق الرعاية الصحية والتغذية السليمة والسكن اللائق والتعليم، لذا يجب على المجتمع والدولة توفير الدعم اللازم للأمهات في تحقيق حقوقهن وتلبية احتياجاتهن الأساسية. كما يشجع الإسلام على رعاية الأمهات وتقديم العون لهن، سواء كان ذلك من قبل الأسرة أو المجتمع أو الحكومة.

احترام الأمومة

ولفت كريمة إلى أن الاحترام والتقدير للأمومة يعتبر عنصرًا أساسيًا في تكريم الأمهات في الإسلام؛ حيث يحث الدين المسلمين على التعامل بلطف واحترام مع الأمهات، وعدم إلحاق الأذى بهنّ. ويُعتبر الاحترام للأمومة واجبًا مقدسًا، ويجب على المسلمين التعاطي مع الأمهات بلطف وعناية وتكريم.

المشاركة في القرارات الأسرية

يؤكد أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية أن الإسلام أوضح على ضرورة مشاركة الأمهات في صنع القرارات الأسرية المهمة؛ حيث أن الأمهات لهن الحق في التعبير عن آرائهن والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة وذلك لأن آراء الأمهات ذات قيمة ومهمة في بناء الأسرة السعيدة والمستقرة.

المثال النبوي

ويوضح كريمة بعض الأمثلة النبوية التي تبرز تكريم الأمهات فعلى سبيل المثال، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحترم ويكرم أمهات المؤمنين ويعاملهن بلطف ورحمة. كما أنه كان يوصي المسلمين ببرِّ الأمهات والاحتفاء بهنّ، وذلك يعكس أهمية تكريم الأمهات في الإسلام.

 

تكريم الأمهات جزء أساسي من قيم وتعاليم الإسلام

ونوّه كريمة على أن  تكريم الأمهات هو جزء أساسي من قيم وتعاليم الإسلام؛ حيث أن الدين يحث المسلمين على التقدير والاحترام للأمهات، ويوفّر الدعم اللازم لهنّ لتأدية دورهن الهام في تربية الأجيال القادمة. بتعزيز قيم التوعية والحماية والاحترام والمشاركة، فالإسلام يساهم في بناء مجتمع يحترم ويقدر ويكرم الأمهات ويعزز دورهن الحيوي في بناء المستقبل.

ما هو حكم الاحتفال بـ"عيد الأم"؟

وعن حكم الاحتفال بـ"عيد الأم" والتهنئة، يوضح كريمة أن من مظاهر "تكريم الأم" هو الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود، مضيفًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمةً على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.

 


الدكتور أحمد كريمة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: