18-3-2024 | 16:19

خدعوك عن حقيقة دور مصر المحوري والمركزي في حوض البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، وكأن المتربصين بمصر وجمهوريتها الجديدة لا يقرأون لا التاريخ ولا الحاضر ولا المستقبل، أو أنهم لم يسمعوا عن يوم حافل جعلت فيه أوروبا قبلتها مصر، بل زاد قادة أوروبا على ذلك ووصفوا بالصوت والصورة، القمة المصرية - الأوروبية التي عقدت بقصر الاتحادية بـ"التاريخية"، وهو أمر له مردوده القوي، وهو قبل ذلك تتويج لعشر سنوات مضت من العمل السياسي المصري الشاق، تحت لواء جمهورية جديدة تبني وطنًا عظيمًا وكبيرًا له كلمته المسموعة، وتأثيره الذي لا يخطئه أحد.

ويقول التاريخ إن العلاقات بين مصر والدول الأوروبية، التي شاركت في القمة، لها طابع خاص، ويؤكد الحاضر والمستقبل أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في أن يوطد هذه العلاقات من أرضية قوية، وأن يفتح مجالات جديدة للتعاون في الطاقة والربط الكهربائي، والمضي قدمًا في إقامة شراكة ضخمة وكبيرة في الزراعة والإنتاج الغذائي ونقل التكنولوجيا المتطورة؛ لتعظيم الاستفادة والعائد من المشروعات القومية الكبرى التي يجري تنفيذها على أرض مصر في السنوات الأخيرة، خاصةً على صعيد استصلاح الأراضي، وإضافة أراضٍ زراعية، وصولًا لمرحلة الشراكة الإستراتيجية والشاملة، وهي مرحلة رفيعة في العلاقات بين الدول.

ولم يغب دور مصر على المستوى الدولي، وشهدت به أوروبا، خاصة ما يتعلق بتنظيم الهجرة الشرعية، وفقًا للرؤية المصرية التي تقوم على ضرورة مكافحة الأسباب الجذرية للهجرة، ودعم التنمية.

وحضر بقوة في القمة المصرية - الأوروبية، الملف الفلسطيني، وأعلنها الرئيس السيسي خلال اللقاءات الثنائية وفي المؤتمر الصحفي صريحة، بأن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها أو أي مكان خارج فلسطين، ولن تسمح بذلك، وطالب بضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة، ووقف المجاعة، وضرورة الوصول إلى وقف إطلاق النار، وأهمية الحفاظ على السلام ودعمه وتعزيزه، ورفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح الفلسطينية؛ حتى لا تتضاعف الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون، فضلًا عن آثار تلك العملية على تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلًا، وتؤكد دومًا رفضها الكامل لأي محاولات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني قسريًا من أرضه المحتلة منذ عام 1967، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

وشكلت المصالح المصرية، جزءًا مهمًا من القمة المصرية - الأوروبية، واقترنت بحزمة مالية لدعم الاقتصاد، تصل إلى 7.4 مليار يورو، وتم الاتفاق مع رئيسة المفوضية الأوروبية على عقد مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري.

قادة أوروبا لم يخفوا تقديرهم للدور الكبير الذي تلعبه مصر، ولا الثقل السياسي لها، وأكدوا أن مصر شريك أساسي للاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب، وشددوا على أن أمن واستقرار مصر يمثل أهمية كبرى للاتحاد الأوروبي، بسبب الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، والدور الكبير الذي يقوم به الرئيس السيسي في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وأن مصر ركيزة أساسية لضمان استقرار وأمن المنطقة، كما أن لها دورًا مهمًا وفعّالًا في التعامل مع عدة أزمات من ليبيا إلى السودان وفلسطين والبحر الأحمر.

مكاسب كبيرة حققتها مصر من القمة، وسيظهر مردودها سريعًا في الاستثمارات، وخلق المزيد من فرص العمل، وهو أمر سيساعد على تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز اقتصاد مصر، وسيخلق فرص عمل، خاصة بعد أن تناولت اللقاءات الثنائية مع قادة أوروبا التعاون في مجالات توطين الصناعة، ونقل التكنولوجيا والتدريب والطاقة.

هذه هي مصر، وهذا هو رئيسها، وهذا هو دورها في المنطقة والعالم، وهذا هو الواقع الذي لا يعترف به المتربصون والصائدون في الماء العكر.

كلمات البحث