موضوعات مقترحة
- خبراء: وجود 80% من الثروة الحيوانية فى يد صغار المزارعين يحد من التوسع فى عملية التلقيح الاصطناعى
- مركزان للتلقيح الاصطناعى بمصر ينتجان 66% من السائل المنوى والباقى يتم استيراده من الخارج
تعد عملية التلقيح الاصطناعى للحيوانات واحدة من أهم وسائل تحسين سلالات الماشية من الأبقار والجاموس، حيث تعرف عملية التلقيح الاصطناعى للحيوانات بأنها تقنية تناسلية تستخدم لتلقيح إناث الحيوانات بسوائل منوية تم جمعها من ذكور ذات صفات جيدة، وذلك بهدف الحصول على سلالات ذات جودة عالية أو لنقل صفات وراثية معينة بهدف رفع الإنتاجية من اللحوم والألبان وغيرها من الأهداف .
وفى هذا الصدد يقول الدكتور إبراهيم نبيه السباعى الخولى طبيب بيطرى أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بشبين الكوم التابع لمركز البحوث الزراعية، أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً بهذا المجال، وذلك من خلال مركزين تابعين لوزارة الزراعة، الأول فى مدينة العامرية والآخر فى سخا بمحافظة كفر الشيخ، ومهمة هذه المراكز هى إنتاج السائل المنوى المستخدم فى عمليات التلقيح الاصطناعى؛ لتحسين السلالات المصرية وذلك عن طريق عمل خلط بين السلالات الأجنبية عالية الإنتاجية من اللحوم والألبان، والسلالات المصرية المعروفة بضعف إنتاجها.
انتخاب الطلوقة
حيث يتم عمل انتخاب للطلوقة قبل البدء فى عملية تجميع السائل المنوى عن طريق العائلة ثم النسب وهذا أفضل أنواع الانتخاب؛ للتعرف على تاريخ العائلة، ومن ثم معرفة الحالة المرضية ومدى استجابتها للمناخ المصرى.
ويحكم عملية التلقيح رغبة المربى، وكذلك الطبيب البيطرى الذى يحدد أفضل أنواع الطلائق المناسبة للحالة.
يتم إنتاج % 66 من السائل المنوى داخل مصر فى مراكز التلقيح الصناعى التابعة لوزارة الزراعة، بينما يتم استيراد % 34 من الخارج.
وبالتقصى يلاحظ تفوق السائل المنوى المستورد فى نسبة الخصوبة، وكذلك فى الإنتاجية سواءً فى اللحم أو الحليب.
وأكد الخولى أن نتائج المتابعة والتقصى من جانب المختصين، أظهرت بأنه قد حدث بالفعل تغير فى صفات الولادات من السلالات المحلية زيادة فى معدل تحويل تسمين الذكور المولودة " من 0,8 – 1 كجم لتصل إلى 1.2 كجم /يوم " وزيادة فى كميات الألبان من 7 - 5 كجم لبن /يوم، لتصل إلى 10 كجم لبن /يوم.
مميزات متعددة
وأشار أيضاً إلى العديد من مميزات التلقيح الاصطناعى، مثل توفير الوقت والجهد، حيث يقلل من الحاجة إلى الأبقار والجاموس الذكور فى المزرعة، مما يوفر الوقت والجهد المرتبط برعاية وتغذية الذكور والحفاظ على سلامتها.
كما يمكن استخدام التلقيح الاصطناعى لنقل صفات وراثية محددة من الذكور إلى الإناث، مما يساعد فى تحسين جودة الحيوانات المستقبلية، وكذلك صفات وراثية لها القدرة على مقاومة بعض المشكلات الصحية.
وبفضل التلقيح الاصطناعى ، يمكن تجنب نقل الأمراض الجنسية والتناسلية بين الحيوانات، يتم استخدام السائل المنوى المجهز بعناية والمتاح بشكل آمن ونظيف، مما يحد من انتقال الأمراض والعدوى.
أيضاً سهولة نقل السائل المنوى إلى أماكن تربية القطعان، مقارنة بنقل الحيوان فى حالة التلقيح الطبيعى.
يتم فحص الطلائق المعدة لتجميع السائل المنوى باستمرار صحياً باستمرار، وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من خلوها من الأمراض، التى تنتقل من خلال السائل المنوى للإناث، وهذا أمر مهم جداً يعلمه الأطباء البيطريون.
تحديات وعراقيل
وأضاف الخولى أنه من التحديات التى تحد من التوسع فى التلقيح الاصطناعى، هو أن % 80 من الثروة الحيوانية فى مصر فى يد صغار المربين، وهم فى حاجة للتوعية المستمرة بأهمية التلقيح الاصطناعى ومميزاته مقارنةً بالطبيعى.
أما بالنسبة للـ % 20 المتبقية فهى فى يد المستثمرين، وهم فى الواقع على دراية كاملة بأهمية هذا الأمر لتطوير القطعان.
ومن التحديات أيضاً ممارسة التلقيح الاصطناعى من خلال غير المؤهلين من غير الأطباء البيطريين، مما يؤدى إلى تغييب وعى صغار المربين عن الاستفادة من التطوير المستمر فى تخصصات الطب البيطرى والإنتاج الحيوانى، أيضاً من المعوقات تكلفة التلقيح الاصطناعى نسبياً، وذلك لأن نسبة الإخصاب تتراوح بين (% 15 فى الصيف إلى % 50 فى الشتاء)، مما يتطلب استعمال أكثر من قصيبة للأنثى الواحدة، بمعنى أنه يتطلب لعدد 100 بقرة نحو من 190 إلى 200 قصيبة فى موسم الشتاء (الذى يعتبر أعلى إخصاباً) ويتطلب لنفس العدد نحو من 300 إلى 350قصيبة فى الصيف، الذى يعتبر أقل فى الإخصاب.
ويسبب أيضاً ارتفاع التكلفة غلاء أسعار الترامس التى تستعمل لحفظ القصيبات، وكذلك عدم سهولة الحصول على النيتروجين السائل(،علماً بأن الانخفاض الحاد فى مستوى النيتروجين السائل داخل ترمس الحفظ يؤدى إلى تلف السائل المنوى، )وأيضاً من المعوقات أن عدد الأطباء البيطريين فى الوحدات البيطرية لا يكفى لتحقيق انتشار أوسع للتلقيح الاصطناعى.
وشدد الدكتور إبراهيم الخولى، على أنه يمكن مواجهة هذه التحديات باتباع الآتى :
- عمل ندوات إرشادية مستمرة لصغار المربين للتوعية بمميزات التلقيح الاصطناعى، وأن تطوير السلالات يتطلب أربعة أجيال على الأقل، وذلك من خلال تعاون مشترك بين مديريات الطب البيطرى والزراعة ومعاهد البحوث المختلفة.
- استيراد السائل المنوى)المجنس) للسلالات المتميزة إنتاجياً سواء فى الأبقار أو فى الجاموس مما يوفر بدوره ذكوراً لمراكز التلقيح الاصطناعى فى مصر وإناثاً للمزارع.
- الاستفادة القصوى من الجيل الأول للسلالات المستوردة من الخارج، عن طريق تفعيل أوسع لزراعة ونقل الأجنة وبرامج الإباضة الفائقة لهذه السلالات، مع استعمال قصيبات التلقيح الصناعى المجنسة، وخاصة أننا نمتلك موارد بشرية رائعة فى مصر تتمثل فى علماء التلقيح الاصطناعى ونقل الأجنة فى كليات الطب البيطرى والمعاهد البحثية فى مصر.
جدير بالذكر أن من فوائد التلقيح الاصطناعى أنه يتيح الفرصة لاختبار الطاقات الوراثية، التى تمتلكها الذكور فى أعمار مبكرة وباستخدام أعداد كبيرة من النسل فى قطعان وبيئات مختلفة، مما يؤدى إلى زيادة دقة الاختبار المذكور، ويصار من ثم إلى انتقاء الأفضل منها لتلقيح آلاف الإناث اصطناعياً (بدلاً من بضع عشرات فى حال التلقيح الطبيعى)، ويؤدى ذلك إلى نشر التحسين الوراثى فى آلاف المواليد بكفاية عالية وسرعة كبيرة وتكاليف معقولة.
كما يساعد التلقيح الاصطناعى على منع إصابة الإناث الملقحة بالأمراض التناسلية، وإنقاص احتمالات إصابة المربين جسدياً فى حال احتفاظهم بذكور لا يخلو بعضها من الشراسة، كما أنها مفيدة لجمع السوائل المنوية من ذكور ممتازة لا تستطيع إجراء التلقيح الطبيعى بسبب تقدمها فى السن أو لوجود عاهات جسدية فيها.
وقد أسهمت المكتشفات الهامة فى مجالات تمديد السوائل المنوية وتعبئتها وحفظها مجمدة فى قشات دقيقة فى توفير إمكانات ممتازة لحفظ ملايين الجرعات ونقلها، ويعنى هذا نقل مورثات ممتازة لتحسين النسل وراثياً إلى أى مكان فى العالم، وتم البدء مؤخراً فى استخدام طريقة جديدة لحفظ النطاف ضمن الجهاز التناسلى الأنثوى مدة أطول، وذلك بتعبئتها ضمن كبسولات تسمح بإطلاقها تدريجياً على مدى بضعة أيام.
كما وأن حفظ السوائل المنوية مجمدة لعشرات السنين فى «بنوك» خاصة بها هو طريقة مثلى لحفظ المادة الوراثية للمستقبل، وكذلك للمساعدة على حفظ التنوع الوراثى فى أى بلد.
مع العلم بأنه ومن ضمن أخطار التلقيح الاصطناعى أن استخدام سوائل منوية مجموعة من ذكور غير مختبرة وراثياً يؤدى إلى نشر مورثات رديئة على نطاق واسع، ويؤدى ذلك إلى خفض المستويات الإنتاجية فى القطعان أو إلى ظهور آثار مورثات ضارة أو مميتة فيها، كما أن التهاون فى تطبيق برامج صحية صارمة يمكن أن يؤدى إلى نشر أمراض تناسلية عديدة فى الإناث الملقحة اصطناعياً.