خارج النص.. صورة بألف كلمة

14-3-2024 | 11:36
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

صورة واحدة كان لها من المعانى الكثير.. صورة غيّرت من مفاهيم وعدّلت من أفكار ومهّدت لعلاقة جديدة بين جمهور الناديين الأهلى والزمالك.. صورة عبّرت عن المعنى الحقيقى للرياضة ووضعت حدًا للتعصب الأعمى الذى أخّر الرياضة المصرية لسنوات واستنزف كثيرًا من الطاقات دون جدوى.. صورة التقطت بعفوية شديدة لمجلس إدارة الأهلى والزمالك فى جلسة ودية جمعتهم قبل لقاء نهائى الكأس بأحد فنادق مدينة الرياض وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعى لتبرز الوجه الحقيقى والجميل للرياضة وللعلاقة بين المسئولين واللاعبين والجمهور وكيف لها أن تكون.. صورة مثّلت تبعات الزيارة التاريخية لمسئولى الأهلى ومجلس إدارته لمقر نادى الزمالك لتقديم التهنئة لمجلس الإدارة الجديد برئاسة حسين لبيب على الفوز بالانتخابات فى سابقة تاريخية فتحت آفاقًا جديدة للعلاقة بين الناديين بعد سنوات من التباعد والانفصال وهو الأمر الذى كان له آثاره العكسية فى علاقة جمهور الناديين ببعضهم سواء فى المدرجات أو على صفحات السوشيال ميديا.

مباراة نهائى كأس مصر بين قطبى الكرة المصرية بعيدًا عن الفنيات والأداء والمكسب والخسارة للفريقين، جاءت كعنوان جديد للكرة المصرية التى استفادت من اللقاء بشكل كبير علينا استثماره واستغلاله لسنوات مقبلة.. فالمباراة رغم فوز الأهلى بهدفين لإمام عاشور وأفشة فى وقت قاتل من المباراة منح الأهلى اللقب والكأس رغم أنه جاء على عكس سير المباراة التى كانت تميل لتفوق الزمالك، الذى ظهر واضحًا افتقاده لوجود رأس حربة يمكنه صناعة الفارق بترجمة السيطرة الميدانية لهدف يحسم النتيجة لمصلحته.. وهو الأمر الذى استفاد منه فريق الأهلى بخبرات لاعبيه فى مثل هذه المباريات.. إلا أن المباراة فنيًا لم ترقَ للمستوى الذى كنّا نتمناه ولم يقدم الفريقان الأداء المنتظر الذى يعبّر عما يملكه كل فريق من عدد من اللاعبين المفروض أنهم الأفضل فنيًا وتسويقيًا بين كل فرق الكرة المصرية..

لكن الحدث والتغطية والاهتمام الإعلامى والجماهيرى كان هو الأفضل ومنح الكرة المصرية الفرصة للتعبير عن نفسها أمام العالم الذى تابع اللقاء سواء من خلال المباراة أو الاستوديو التحليلى الذى ضم نخبة من نجوم كرة القدم العالم لاعبين قدامى ومدربين على رأسهم مورينيو والظاهرة رونالدو وتوتى نجم الكرة الإيطالية وحظيت صورهم وتحليلاتهم وآراؤهم وأيضًا تواجدهم باهتمام إعلامى وجماهيرى على مستوى العالم عربيًا وأوروبيًا.. وكان رد الفعل على الاهتمام والمتابعة حاضرًا من خلال رسائل التهنئة التى تلقاها النادى الأهلى من الأندية الإسبانية والإنجليزية ومن مختلف الجنسيات عقب فوزه بالمباراة وحصوله على الكأس الـ39 فى تاريخه بإنجاز تاريخى ومهم فى مسيرة النادى ومجموعة اللاعبين.

المباراة أعطت مسئولى الكرة المصرية والأندية آفاقًا جديدة فى كيفية التسويق لحدث مهم كان معتادًا إقامته بشكل سنوى.. مسئولو اتحاد الكرة عليهم البُعد عن التسويق النمطى الذى اعتادوا العمل به داخليًا وعليهم البحث عن طرق أخرى حديثة فى التسويق لتحقيق مزيد من الترويج للمسابقات المحلية وتحقيق مدخلات مادية للأندية تساعدها على شراء اللاعبين والصرف على الأجهزة الفنية.. وعلى اتحاد الكرة ومسئولى الرياضة العمل على استضافة مباريات لأندية كبيرة كالسوبر الإسبانى والإيطالى والإنجليزى وأيضًا لفرق عربية.. فالإمارات أعلنت عن استضافة السوبر السعودى..

نحن نملك الملاعب وعلى رأسها استاد العاصمة الإدارية العالمى الجديد الذى يجعلنا نفخر بوجوده ونطالب باستضافة كبرى البطولات وليس المباريات فقط وعلينا تشكيل إدارة تكون مهمتها العمل على استضافة إحدى مباريات السوبر الكبرى فى أوروبا وآسيا.. خاصة أننا نملك إلى جانب الملاعب المناخ المعتدل والآثار والشواطئ والمنتجعات العالمية التى يسعى إليها سياح العالم من كل مكان.. علينا من الآن أن نبدأ ونعمل ونشكّل اللجان ونبحث مواعيد أجندات الكرة فى العالم ومخاطبة الفرق والمنتخبات لأن ما سوف يصرف على مثل هذه المباريات سيحقق أضعافه من المكاسب المادية والترويج للسياحة المصرية ليس فقط فى كرة القدم وحدها ولكن فى كل اللعبات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة