حددت الشريعة الإسلامية حالات يجوز لها رخصة الإفطار في رمضان؛ ويرجع ذلك إلى مبدأ "رفع الحرج" الذي بُنيت عليه أحكام الإسلام. ويجب على من يضطر للإفطار قضاء ما أفطره بعد رمضان إذا زال العذر.
موضوعات مقترحة
وبهذا الصدد، يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، لـ"بوابة الأهرام": قد حدد القرآن الكريم رخصة الإفطار خلال شهر رمضان وأحكامها وشروطها؛ حيث استدل بقول الله تعالى: «فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
ما الفئات المصرح لها برخصة الإفطار في شهر رمضان؟
أضاف كريمة، أن الرخص المصرحة المرض ويحددها الطبيب المعالج للمريض وليس الفقهاء، والسفر فوق 85 كم في المرحلة الواحدة. أما الرخصة الثالثة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن الذين قرر أطباؤهم عدم احتمالهم الصيام وعليهم إخراج إطعام للمسكين كل يوم.
وتابع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن "المرض قد يكون عضويا أو نفسيا لديه اضطرابات"، لافتًا إلى أن هناك مشقة نفسية أو عضوية يسمح بالإفطار فيها.
وواصل: يجب على المريض والمسافر بعد شهر رمضان أن يقضي الأيام التي أفطرها"، منوهًا بأن الحامل والمرضعة بمثابة المريض؛ حيث ذهب أهل العلم إلى إباحة الفطر في رمضان للمرأة الحامل والمرضع، استدلالاً بأدلة كثيرة، منها ما جاء في السنّة النبويّة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن اللهَ وضع عن المسافرِ الصوم وشطرَ الصلاةِ، وعن الحاملِ أو المرضعِ الصومَ أو الصيامَ)، وللعلماء تفصيل في المسألة من حيث إذا كان خوف الحامل والمرضع من الصيام وقوع ضرر على أنفسهما وولديهما معاً، أم على أنفسهما فقط، أم على ولديهما فقط، وما يترتب على كل حالة كما سيأتي بيانه.
الدكتور أحمد كريمة