يعتبر مدفع رمضان من أبرز التقاليد الشعبية في مصر؛ حيث يعلن بواسطته إفطار صائمي البلاد في شهر رمضان المبارك. يتم تفجير المدفع يوميًا عند غروب الشمس للإشارة إلى حلول وقت الإفطار. يمتد تاريخ مدفع رمضان في مصر لعقود عديدة، وترتبط به العديد من القصص والتقاليد التي تعكس الثقافة والروح الرمضانية في البلاد.
موضوعات مقترحة
ويعود تاريخ مدفع رمضان في مصر إلى العصور الإسلامية القديمة؛ حيث قامت الدولة المملوكية في القرن الثالث عشر بتقديم المدفع كوسيلة لإعلان وقت الإفطار في شهر رمضان ومنذ ذلك الحين، استمرت هذه التقاليد عبر العصور، حتى أصبح المدفع رمزًا حضاريًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشهر الكريم.
وفي رواية أخرى يحكى أن المدفع ارتبط اسمه بـ «الحاجة فاطمة»، ففي عام 859 هـ عندما توقف المدفع الذي أطلقه "خوش قدم" على سبيل التجربة عن الإطلاق، ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع لكنهم لم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعي الحاجة فاطمة ونقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، فأطلق الأهالي اسم الحاجة فاطمة على المدفع واستمر هذا حتى الآن.
ويتم تفجير المدفع في مواقع محددة، وتتنافس العديد من الجهات للحصول على شرف تنفيذ هذا العمل الحضاري التقليدي؛ حيث يقوم فريق من الخبراء بتحميل وإطلاق المدفع بدقة، وسط حشود كبيرة من الناس الذين ينتظرون بفارغ الصبر لسماع دويه.
ويترتب على تفجير المدفع في مصر تأثيرات اجتماعية وروحية كبيرة؛ حيث يعد صوت المدفع إشارة للمجتمع المسلم بأنه حان وقت الإفطار؛ مما يخلق جوًا من الفرحة والترقب لدى الصائمين، و يتجمع الناس في المساجد والمنازل والمقاهي للاستعداد للإفطار، وتنتشر روح التسامح والتآخي بين الناس في هذه اللحظة الفارقة.
وتعتبر تقاليد مدفع رمضان جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المصرية الشعبية، وتُعَد هذه التقاليد إرثًا يتم تمريره من جيل إلى جيل؛ حيث يتلقى الأطفال والشباب تعليمات حول كيفية تنفيذها والاحتفال بها، وتشكل هذه التقاليد رمزًا للتلاحم والانتماء الوطني في مصر.
ما هي قصة مدفع رمضان؟
يروي الدكتور أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ الإسلامي، أن هناك رواية عن ظهور مدفع الإفطار تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، وهكذا استمر مدفع الإفطار عنصرًا أساسيًا في حياة المصريين الرمضانية، حتى إنهم يستمعون إليه يوميًا عبر أثير الإذاعة المصرية والتليفزيون.
الدكتور أيمن فؤاد