يوم المرأة العالمي.. نساء غزة يتحدين الإبادة ويصنعن النصر

10-3-2024 | 10:36

لو أنصف العالم لجعل كل يوم في كل عام يومًا للمرأة الفلسطينية عامة ولنساء غزة خاصة؛ وكيف لا يفعل؟ وهن يواجهن يوميًا كل أسباب "الموت" بأشكاله الحقيقية والمعنوية من مغادرة للحياة أو العيش في أخطار تتزايد كل ساعة مع "همجية" الصهاينة وحلفائهم من الغرب المتواطئ في "الاستمتاع" السادي بمذابح الصهاينة ومجازرها في غزة..

في كل يوم تنهض نساء غزة "ليكنسن" آثار وحشية الصهاينة ليس في وقت اشتعال آلة القتل الصهيوني فقط؛ ولكن في كل ثواني وساعات وأيام وأشهر وأعوام الحصار المفروض على غزة منذ سنوات طوال؛ حيث كل شيء ممنوع؛ فيمنع السفر خارج غزة حتى لأسباب صحية أو للدراسة إلا بعد قوائم انتظار طويلة قد تصل لأشهر؛ فالجميع في غزة "رهائن" لدى الصهاينة تحت سمع وبصر العالم..

حتى الآن بلغت حصيلة وحشية الصهاينة منذ 7 أكتوبر 9 الآف شهيدة، و60 ألف سيدة حامل يعانين من سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية، و5 آلاف سيدة حامل تلد شهريًا بلا مساعدات طبية، ومنهن من تلد بدون مخدر ولا تجد التغذية في حدها الأدنى لها ولرضيعها بعد الولادة..

قبل 7 أكتوبر كان الكثير من الغذاء لا يتوافر، فضلا عن قلة فرص العمل وتحملت نساء غزة ذلك بصبر جميل وتعاونت مع الأزواج برضى بصدق، وتحاولن فعل الأفضل في حدود المتاح وينير قلوبهن قبل وجوههن كلمتا: الحمد لله.

تهتم نساء غزة دومًا بحسن تربية أطفالهن وتشجيعهم على التعليم؛ ولذا أصبحت غزة من أكثر مدن العالم العربي في التعليم، والأفضل في الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، فضلا عن حفظ القرآن الكريم، وشهدنا تحت القصف الصهيوني المتوحش النازي بعض الغزاويين يواصلون تحفيظ القرآن الكريم وآخرون يعلمون الأطفال..

كابدت نساء غزة وما زالت "أوجاع" البحث عن الأبناء تحت أنقاض البيوت ودفن الأحباء الواحد تلو الآخر، والكثيرات منهن تبقى وحيدة بعد استشهاد عائلتها كلها وتهدم بيتها وتعيش في خيام النازحين.

مع الاضطرار لتناول علف الحيوانات، وصنع خبز منه بطريقة شاقة جدًا والخبز على نار الحطب، والجديد معاناتها أن من نجا من الأطفال من الموت قصفًا يتعرض للاستشهاد بسبب سوء التغذية والجفاف..

ولا ننسى معاناة الكثير من النساء المعتقلات في غزة وكل فلسطين وما يتعرضن له من أشكال العنف..

تغادر نساء غزة وأطفالها ورجالها وكبار السن بيوتهم المدمرة بملابسهم فقط ويجبرهم الصهاينة على النزوح بحثًا عن مكان آمن في غزة ولا مكان آمن في غزة..

تشجع نساء غزة وفلسطين كلها أولادهن على الشهادة ورأينا نساء غزة يتحملن بصبر وشجاعة "وصمود" استشهاد الأب والأخ والزوج والابن، ويرددن "بشموخ" وثبات ويقين بالله وفداء للأقصى ويتحدين الصهاينة ويتوعدنهم بالمقاومة جيلا بعد جيل.
تستحق نساء غزة الاحتفال "اليومي" بهن لصمودهن ودفعهن ضرائب وتوابع الصمود الغالية من موت الأحباب والتعرض للإصابة والترويع الذي لم ينج منه أحد في غزة خاصة وفلسطين كلها، ومؤخرا القتل بالتجويع الذي لجأ إليه الصهاينة بعد فشلهم في إحراز أي نصر بعد تدمير ٨٠% من منازل غزة والبنية التحتية فيها وجعلها غير قابلة للسكن الآدمي، وموت أطفال رضع من الجفاف لعدم وجود لبن لدى الأمهات لعدم توافر الغذاء لهن، وبالطبع عدم وجود لبن صناعي للأطفال..

شاهدنا وسمعنا تألم الأمهات عند فقد أطفالهن وترافق ذلك دومًا مع كلمتي: الحمد لله، ومواصلة تحدي الصهاينة واليقين بالنصر ولو بعد حين والرضا بقضاء الله والفخر بالدفاع عن الأقصى..

تمشي نساء غزة عشرات الكيلومترات في النزوح، وتمشي مسافات طويلة لتجد مكانًا تستطيع فيه التكلم بالهاتف مع أهلها لعدم توافر شبكات الهاتف في غالبية الأماكن، وتقف بالساعات في الطوابير للفوز ببعض الماء النظيف، ولا توجد طوابير للخبز لعدم وجود الدقيق..

كثير من السيدات أصبحن أرامل وفقدن المعيل، وكذلك بعض البنات فقدن الأب والأم والأخوة، تحملت نساء غزة هدم بيوتهن مرات ومرات وضياع كل ما تم دفعه من مدخرات لسنوات حتى تم بناؤها فضلا عن محتويات البيوت، وبالطبع ذكريات لن يمكن تعويضها، وتحملت نساء الضفة الغربية والقدس هدم الصهاينة لبيوت بعض الشهداء والأسرى في محاولات فاشلة لقتل من يرفض الاحتلال ويقاومه..

بعض نساء غزة أقمن على أنقاض البيوت المهدمة ورفضن مغادرتها، وتحملت نساء غزة العيش في المخيمات والملاجئ والحياة بأقل إمكانات العيش والتضحية قبل ذلك بالنفس والأهل والمال في سبيل الاقتراب من صناعة النصر..

نساء عزة يشربن مياه مالحة ملوثة ويتجرعن الوجع هن يقدمن هذا الماء لأطفالهن وإلا البديل الموت عطشًا، نساء غزة "يتنفسن" الشموخ والعزة والكرامة ويهتفن بقوة: "بدناش هدنة بدون رجوع لبيوتنا، سنغادر مخيمات اللاجئين ونعود لبيوتنا وأهلنا في غزة "صامدين وسنظل صامدين حتى نموت"؛ قالتها مسنة غزاوية عاشت النكبة للمرة الثانية، وتمنت طفلة الصلاة في الأقصى وقالت "بعزة": "رغم قصف بيتنا وراح كل شيء، بس الحمد لله أخذنا كتبنا وبندرس وبنحفظ قرآن، وما في ماء ولا أكل ومن كتر الجوع والعطش بنعتبر أننا في رمضان".

قالت سيدة غزاوية أمام بيتها المهدم وبعد استشهاد معظم أسرتها: "إسرائيل أرادت أن نركع لها ولم ولن نركع إلا لله وحده"، وقالت أخرى: "نحمد الله أن أولادنا تعلمت مما صار القوة والشجاعة يضربنا الصهاينة فنصمد ونضربهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة