اليوم العالمي للمرأة.. تحديات وتحولات نحو المساواة

8-3-2024 | 07:18
اليوم العالمي للمرأة تحديات وتحولات نحو المساواةصورة أرشيفية
إيمان محمد عباس

في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة. إن يوم المرأة العالمي هو مناسبة مهمة تسلط الضوء على إنجازات المرأة في مجالات مختلفة وتعزيز المساواة بين الجنسين، ولكن قبل أن يصبح هذا اليوم عيدًا عالميًا، كانت هناك قصة طويلة وملهمة تكمن وراءه.

موضوعات مقترحة

تعود بداية يوم المرأة العالمي إلى عام 1908 في الولايات المتحدة الأمريكية، في ذلك العام، نظمت النساء العاملات في مصنع قماش في مدينة نيويورك احتجاجًا ضد ظروف العمل السيئة والأجور المنخفضة خلال الاحتجاج، احترق المصنع بشكل مروع ولقي العديد من النساء حتفهن، تلك الكارثة ألهمت النساء في الولايات المتحدة للنضال من أجل حقوقهن ومكانتهن في المجتمع.

في العام التالي، أقيمت مسيرة حاشدة في نيويورك للمطالبة بحقوق المرأة والمساواة، وفي أغسطس 1910، نظمت المؤتمر الدولي للنساء في كوبنهاغن، الدنمارك، حيث تمت الموافقة على فكرة إنشاء يوم دولي للمرأة، وفي 19 مارس 1911، احتفلت الدول الأوروبية باليوم الأول للمرأة.

منذ ذلك الحين، نما الاحتفال بيوم المرأة العالمي ليشمل العديد من الدول حول العالم، يتم تنظيم فعاليات وأحداث متنوعة لتكريم المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع، تتنوع هذه الفعاليات بين مناقشات وندوات حول قضايا المرأة، وتكريم النساء اللواتي حققن إنجازات ملموسة في مجالات مختلفة، وتوعية الجمهور بأهمية المساواة بين الجنسين.

قالت عبير سليمان باحثة في شئون المرأة، إن يوم المرأة العالمي يذكرنا بأن العمل لتحقيق المساواة بين الجنسين لا يزال مستمرًا، رغم التقدم الذي تحقق في العقود الماضية، إلا أن هناك تحديات مستمرة تواجهها النساء في مختلف أنحاء العالم، وبالتالي، يعد يوم المرأة العالمي فرصة للتأمل والتعهد بالعمل المستمر نحو تحقيق المساواة الكاملة والعدالة للمرأة في جميع جوانب الحياة.

وأضافت عبير سليمان، أن مصر تحتفل باليوم العالمي للمرأة كل عام، وهو مناسبة تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع وتعزيز حقوقها وتحقيق المساواة بين الجنسين. تمتلك المرأة المصرية تاريخًا غنيًا وإسهامات هامة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومع ذلك، لا تزال تواجه تحديات كبيرة في سعيها للتحرر وتحقيق حقوقها الكاملة.

تعتبر مصر أرضًا خصبة للنضال النسوي، حيث شهدت البلاد تقدمًا ملحوظًا في قضايا المساواة وحقوق المرأة على مر العقود الماضية، تم التركيز على تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، حيث تم انتخاب المرأة المصرية في البرلمان والحكومة، وتم تعيينها في مناصب رفيعة المستوى في القطاع العام والخاص، هذه الإنجازات تعكس إرادة المرأة المصرية في صنع التغيير وتحقيق المساواة.

ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات عديدة تواجه المرأة في مصر، تشمل هذه التحديات العنف الأسري والجنسي، وقلة الفرص الاقتصادية والتمييز في سوق العمل، وتحديات الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية المناسبة، وتظل التوقعات الاجتماعية التقليدية والتحيزات الثقافية تعتبر عائقًا أمام تحقيق المساواة الحقيقية وتمتين دور المرأة في المجتمع.

وأشارت عبير سليمان، إلى أنه يتطلب اليوم العالمي للمرأة في مصر التركيز على تعزيز الوعي والتوعية حول حقوق المرأة وتحقيق المساواة الجنسية، وينبغي على المجتمع والحكومة والمنظمات غير الحكومية العمل معًا لتوفير بيئة تشجع على المشاركة الفعالة للمرأة في جميع المجالات، ويجب تعزيز الوصول إلى التعليم والتدريب المهني للنساء، وتوفير فرص عمل عادلة ومتساوية، وتعزيز حقوق النساء في الميراث والزواج والطلاق والعنف الأسري، بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الوعي بأهمية تمكين المرأة في صنع القرار والمشاركة السياسية، وتشجيع ترشيح المرأة للمناصب القيادية والبرلمانية، كما ينبغي أن تعمل الحكومة على تشكيل سياسات وقوانين تعزز حقوق المرأة وتحميها من التمييز والعنف.

علاوة على ذلك، يجب تعزيز الوعي حول أهمية تغيير الثقافة والتوجهات الاجتماعية التي تعتبر النساء ضعيفات أو تقلل من قيمتهن في المجتمع، ويجب تعزيز مفهوم المساواة الجنسية في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام، وتشجيع النقاش العام حول قضايا المساواة وحقوق المرأة.

وأكدت، أنه يجب أن يكون اليوم العالمي للمرأة في مصر فرصة لإعادة التأكيد على التزامنا بتعزيز حقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، كما يجب أن يكون للمرأة المصرية الحق في العيش بكرامة وحرية، والمشاركة الفعالة في بناء المستقبل؛ وخلال التعاون والتحرك الجماعي، يمكننا تحقيق إرثٍ يعتز به المجتمع المصري ويعكس تقدمه في تحقيق المساواة والعدالة للمرأة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: