في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالتغير المناخي والحفاظ على الموارد الطبيعية، أصبح تدوير المخلفات وإدارتها بشكل فعال أمرًا حاسمًا لتعزيز الاستدامة البيئية؛ حيث إن مخلفات القمامة واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها المجتمعات الحضرية، ولذا فإن وجود منظومة فعالة للتخلص من هذه المخلفات يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على البيئة والصحة العامة.
وفي وقت سابق، أعلن اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، عن تسلم محافظة المنوفية معدات المحطة الوسيطة الثابتة بمدينة تلا بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي ١٥ مليون جنيه، وذلك في إطار العقد الموقع بين وزارات التنمية المحلية والبيئة والتخطيط والهيئة العربية للتصنيع لتنفيذ مشروعات المرحلة الثانية للبنية التحتية لمنظومة المخلفات.
وبهذا الصدد، يقول الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن الحومة تسعى جاهدة لحل مشكلة القمامة ليشعر المواطن بتغير حقيقي في مستوي النظافة، والارتقاء بها وتنفيذ منظومة فعالة ومستدامة لإدارة المخلفات الصلبة بالتنسيق مع كافة الشركاء لإحداث نقلة حضارية في الشارع المصري خلال فترة قصيرة، مشيرًا إلى سعى الحكومة لوجود منظومة للمخلفات مستدامة ومنتظمة وعلى أعلى مستوى من الكفاءة والانضباط لا تقل عن المدن العالمية، مشددًا على ضرورة الدراسة العلمية لكل خطوات المنظومة والاستفادة من كافة الخبرات في هذا المجال.
ويوضح علام أن زيادة النمو السكاني في المدن، يزداد إنتاج المخلفات بشكل ملحوظ، مما يضع ضغطًا كبيرًا على منظومة التخلص من المخلفات، وأن هذا الأمر له تأثير البيئي السلبي، محذرًا من التخلص الغير فعال من المخلفات الذي يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، وإطلاق الغازات الضارة في الجو، مما يسبب تدهورًا في البيئة وتأثيرات صحية سلبية.
وأشار إلى، الحد من الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، كما أن تدوير المخلفات يساهم في استعادة الموارد القيمة منها مثل المعادن والبلاستيك والزجاج؛ مما يقلل من الحاجة إلى استخراج الموارد الجديدة ويحد من التجاوزات البيئية، كذلك الحد من الانبعاثات الضارة وتغير المناخ، لافتًا أن التخلص الصحيح من المخلفات يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، وبالتالي يساهم في الحد من تغير المناخ وتأثيراته السلبية.
وواصل أن منظومة تدوير المخلفات تساعد على توفير فرص عمل وتحسين الاقتصاد المحلي؛ حيث أن صناعة إدارة المخلفات وتدويرها تعزز الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل في قطاعات مختلفة مثل جمع وفرز وإعادة تدوير المواد.
ولفت أن منظومة إدارة المخلفات الصلبة هي إحدى أهم آليات تحقيق الأهداف التنموية المرتبطة بالبيئة في إطار الأهداف الأممية وكذا أهداف رؤية مصر ٢٠٣٠، مشيرا إلي أن هناك اهتمامًا متزايدًا من الحكومة بالتنمية البيئية، وتحويل تحدى المخلفات الصلبة إلى فرصة واعدة للاستثمار من خلال بناء منظومة جديدة لإدارتها بشكل متكامل، ترتكز على تحديث البنية الأساسية، وتطوير مصانع المعالجة والتدوير لتعظيم الاستفادة من هذه المخلفات، وتوفير آليات الاستدامة اللازمة لهذا المشروع القومي المهم.
الدكتور مجدي علام