بين الماضي والحاضر

3-3-2024 | 14:40

دائمًا نقول إن الماضي أجمل وإنه هو الزمن الجميل بذكرياته مع النفس والأحباب نتذكره بذكرياته الجميلة والسيئة، وعندما نسترجع ذكرياتنا الجميله نشعر بالسعادة، ونستمد منها الإلهام والتحفيز، أما الذكريات السيئة في حياتنا فهي تساعدنا على التعلم من أخطاء الماضي.

الماضي يساعدنا على فهم من نحن ومن أين نأتي؛ فهو جزء لا يتجزأ من حياتنا، وبين الماضي والحاضر اختلفت الأجيال، وطمست هويتنا في ظل الانفتاح العالمي والثورة التكنولوجية الحديثة، وأدوات التواصل الاجتماعي التي غيرت الكثير والكثير من العادات والتقاليد والأخلاقيات.

لقد أصبح الاحترام والتقدير موضة قديمة التي تربى عليها الأجيال في الماضي من قيم ومبادئ التي غرست في الطفولة البريئة.

وبالرغم من أن هناك فروقًا جوهرية بين الماضي والحاضر؛ الماضي ببساطته والحاضر بتكنولوجيته.

ومع تقدم العصور والاختلاف  في الآراء بين جيل وآخر في الثقافة والمعتقدات، أصبحت هناك فجوة بين جيلين مختلفين، واعتقد الأبناء أن الآباء لا يفهمونهم ولا يحترمون آراءهم وعاداتهم وأفكارهم.

وتتداخل الأمور بين القديم والحديث، وتكثر الاتجاهات والصراعات حول تحقيق الأهداف ووسائل التغيير، ويجد الأبناء صراعًا بين قدراته على تحقيق أحلامه والوصول إلى أهدافه وقدرته على العطاء، في ظل القوى المضادة والعوائق التي تعوقه عن تحقيق أحلامه.

ولو رجعنا  بذاكرتنا إلى الوراء فسنرى أننا نحن أيضًا مررنا بنفس هذه الفجوه بيننا وبين آبائنا، ولكن طريقة التعبير والاسلوب مختلفة بين جيل وآخر.

ولكن من ثم فمن الطبيعي أن يشعر كل من الآباء والأبناء أن الطرف الآخر غير محق في طريقة تفكيره وتفاعله وتواصله؛ لأن كلا من الطرفين غير قادر على التكيف والتقاليد بنفس المعيار الأخلاقي والقيمي.

وستبقى المشكلة قائمة، فلابد أن يتفهم الآباء الأبناء ويحترموا خصوصيتهم وآراءهم ويبتعدوا عن الأساليب غير الإيجابية، ولا تكن قرارات الآباء ديكتاتورية على أبنائهم، ولكن بالحوار الهادف والإنصات لهم.

أما الأبناء فلابد أن نقول لهم لابد أن تأخذوا بعين الاعتبار أن نصائح الآباء هي خبرة سنوات العمر (لا تحقروا من آراء والديكم).

الإرادة القوية تجعلنا نبني جسورًا مشتركة، ومن خلالها يقدر كل طرف فينا الآخر، ويظل بيننا الحوار مفتوحًا.
 
أيها الآباء
ابتعدنا كثيرًا عن التربية الدينية والأخلاقية، فهي الأساس السليم في تنشئة الأبناء، ربوا أولادكم على طاعة الله ازرعوا فيهم مخافة الله وتقوى الله، وبذلك نكون قادرين على الاحتواء بالحب والاحضان، ونقتدي بالرسول "عليه الصلاة والسلام" في التربية فعندما ضعف ومرض ولم يستطع الوقوف لابنته السيدة فاطمة وتقبيلها، بكى لأنه كان يقبلها القبلات التي تحمل كل مضامين الحب؛ قبلة الجبين وقبلة الخد وقبلة اليد.

كن لهم الأمان والحنان بالحوار المفتوح، وعدم النقد وعدم التهكم والسخرية، وبهذا نستطيع أن نصل إلى أرض مشتركة نقف عليها بدون اختلاف.

* استشاري علم النفس والإرشاد الأسري والتربية الخاصة

كلمات البحث
الأكثر قراءة