تمر الأيام والسنوات، والحب يسري في الدماء مع براءة الأطفال، روح تحلق وترقص بين وجوه باسمة وجمال تراه في كل شيء حولها.
تمر الأيام والسنوات، بعض الملامح القبيحة ترفض رسائل الحب في عيون باسمة، لكنه لا يؤثر فيها، الجمال ما زال مسيطرًا، وكل شيء يستحق الحب.
تمر أيام أطول وسنوات عديدة، المجتمع تشوبه تغيرات غريبة غير مفهومة للقلوب المحبة بلا قيود، تسيطر أفكار جديدة بالية الأركان، تصبح الابتسامة متعددة الألوان، بل والأهداف والرسائل.
لا يعني بعضهم ما حل بالآخرين ما دام الكون يدور، فالبشر ما زالوا يستحقون الحب.
في مقال للكاتب أنيس منصور بعموده "مواقف" بجريدة الأهرام، تحدث عن أناس أنعم الله عليهم بطاقة حب تستوعب كل من تقابل، لديهم مشاعر فياضة يمكن أن يشاركوها مع من يحتاجها، ووضح أنهم يبتسمون في وجوه الآخرين عل أحدهم يحتاج لبعض الحب.
تمر الأيام والسنوات، يصبح الضحك من غير سبب وصمة وعار، وربما جريمة مخلة بالشرف، وفي أفضل الأحوال توصف بالخلل.
تمر الأيام والسنوات، لكن هذه المرة في حيرة كيف يصبح الحب تهمة والابتسامة جريمة أو جنون؟! يفضل البعض الابتعاد والتراجع لتغير ملامح الزمن أو المجتمع، وربما يقاوم أو يختار عدم المبالاة والاستمرار على ما هو عليه وليرفض الحاقدون.
تمر الأيام والسنوات، نهر الحب لا ينضب، نبتعد قليلا، تتوارى العيون قليلا، ثم تعود لترسل رسائل الحب لكل عين تصادفها.
كلنا يحتاج للحب، ومصادره عديدة وأحيانا معدومة، فليس من الضروري أن نحصل على الحب من مصادره المتوقعة، ربما يأتي من غريب لا تعرفه ولن تراه ثانية!!
تلك السيدة التي تقف ساهمة في الشرفة أمام الكوبري المزدحم بالسيارات في وقت الذروة، تصادفها عيون صافية ترسل لها ابتسامة حانية تنعش روحها لتعود إلى الداخل ببصيص طاقة إيجابية!!
وهذا الطفل الذي يجلس وحده في نهاية الأتوبيس المدرسي فيتلقى إشارة ضاحكة تحول ملله ووحدته إلى لعب!!
أما بائع البرتقال، الذي كست وجهه علامات الزمن مع لسعة من حرارة الشمس، يبادل الابتسامة بأخرى، وتنتعش روحه معها بالأمل والرغبة في معافرة الظروف.
الحب ليس رفاهية، وإنما من أساسيات الحياة، فلا تتردد لحظة في أن تهدي حبك للآخرين ولو بابتسامة بسيطة، ولا تنسى نصيحة نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم": (تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ).