أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المبارك؛ وأجد أنه من المناسب أن أتحدث عن عبادة من أفضل العبادات تقربًا لله عز وجل؛ لاسيما أننا خٌلقنا لنعبده؛ وعلينا التقرب لله بتحري ما يرضيه والبعد عن ما يغضبه.
أبدأ اليوم بعبادة أعتقد أنها من أحب العبادات لله سبحانه وتعالى؛ إنها الرحمة؛ نعم الرحمة عبادة؛ مثلها مثل عبادات كثيرة كالصوم والصلاة؛ الرحمة أدخلت رجلا الجنة؛ لأنه رحم كلبًا ضعيفًا وجاهد لسقايته؛ وكذلك كانت سببًا في دخول امرأة النار لحبسها هرة.
فإذا كانت الرحمة بالحيوان أدخلت عبدًا من عباد الله الجنة؛ فما بالنا بالرحمة ببنى آدم؛ إننا في ظروف اقتصادية صعبة للغاية؛ ظروف تعصر بعديد من الناس؛ ونحن على أبواب أيام طيبة؛ أيام رحمة ومغفرة وعتق من النار.
عند قراءة كتاب الله؛ لابد من قراءة البسملة؛ وهي بسم الله الرحمن الرحيم؛ الرحمن اسم من أحب الأسماء لله؛ لذلك يحب أن يسمعها الله سبحانه وتعالى؛ فنحن نقولها كل لحظة في الصلوات وعند قراءة القرآن الكريم؛ وكما قولنا؛ الرحمة أحد أهم أبواب الجنة؛ والبعد عنها وتجنبها؛ أحد أهم أبواب النار والعياذ بالله.
الرحمة بالوالدين باب كبير من أبواب الجنة؛ ورضاهما أهم الطرق إليها؛ وكذلك الرحمة بالصغار والترفق بهم له أجر عظيم عند الله؛ الرحمة منهج من اتبع العمل به؛ تيسرت له الحياة؛ ودانت له المسرات؛ وأحاطت به الطيبات؛ وثقل ميزانه بالحسنات.
الرحمة بالفقراء؛ من أجمل الأعمال؛ فكلما استطعت التيسير عليهم؛ والتخفيف عنهم؛ ترحم بك الرحمن؛ فأخرجك من حلق الضيق لأوسع الطريق؛ وما أكثر سبل الرحمة بهؤلاء البسطاء؛ التبسم؛ مجرد التبسم في وجههم رحمة؛ والتجهم والغلظة في التعامل معهم تكبر وتعالٍ؛ ولن يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر.
خلقهم الله فقراء؛ وكان يمكن أن تكون أنت أيضًا فقيرًا؛ ولكنه امتحان لك؛ إذا رحمت الفقير؛ وترفقت به؛ كان ربك الرحمن أكثر رحمة بك.
ارحموا ضعف الناس؛ وقلة حيلتهم؛ وضيق ذات اليد؛ وكسرة نفوسهم؛ وإياكم وقهر الرجال؛ فإنه أقسى درجات المذلة؛ فإن جاءتك فرصة لتخرج رجلًا من محنة ترحمًا؛ فقد أوتيت أجرًا لا حدود له؛ فاقتنصها؛ فإنها فرصة عظيمة والعكس صحيح تمامًا.
وأخيرًا؛ فإن رحمة الإنسان بالحيوان؛ جعل الله أجرها الجنة؛ فما أجر رحمة الإنسان بالإنسان.
،،، والله من وراء القصد
[email protected]