عندما يصل الحصار والحرب على المدنيين والأطفال، هذا المدى الذي وصل إليه فى غزة، ينقلب الأمر على المعتدي، بل يصبح الحصار المفروض على الأبرياء، هو حصار على إسرائيل نفسها.
وهكذا يكتب في الصحف الإسرائيلية، أن العالم يجب أن يوقف هذه الحرب المجنونة على المدنيين والأطفال، غزة تعيش حالة من المجاعة الكاملة، في كل شيء، أكثر من 2 مليون فلسطيني بلا مأوى، غزة بلا ماء، بلا مستشفيات، الأوبئة لا تهدد غزة فقط، بل تهدد إسرائيل بأكملها، الأمراض لا تعرف حدودًا، والفيروسات تهزم الجيوش المدججة.
لم يصبح في غزة، أكثر من 11 مستشفى يعمل بلا أي أدوية، العالم كله يرى الأطفال، وهم يجرون عمليات بتر الأطراف بلا مخدر، وفي العراء، العالم كله يشهد الأمهات يجرين العمليات القيصرية في العراء دون تخدير.
استمعنا إلى فريق صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية “بيترويلش، وكريس فان، وبينك دورين، وجيف ميركلي، وإليزابيث وارن” شكرًا لهم، وقد رصدوا أمام العالم حالة غزة قبل شهر رمضان.
هم يطالبون المجتمع الدولى بإيصال المساعدات مباشرة إلى المستشفيات عن طريق الجو، ويرون جميعًا قبل أن تتفشى المجاعة، ويموت الناس في القرن الواحد والعشرين في الطرقات، من أجل رغيف عيش أو زجاجة ماء.
لكل صراع عسكري نهاية، وما يحدث في غزة يجب أن يكون له نهاية. إذن لماذا القتل والتشريد للمدنيين؟ لماذا اقتحام المستشفيات؟ لماذا منع الطعام والماء عن أهل غزة؟ إنهم في حاجة إلى الإغاثة الفورية، هذه الإغاثة يجب أن تشترك فيها أمريكا وأوروبا ودول الشرق الأوسط، وعلى إسرائيل أن تفتح كل المعابر قبل شهر رمضان، لا يمكن إخافة الغزاويين بضرب رفح أو تشريدهم.
يجب أن تتوقف الحرب فورًا، قبل أن تكون حرب الشعوب أو الأديان أو الكراهية، إسرائيل وأمريكا يفتحان أمام منطقة الشرق الأوسط حروبًا لا يعرفونها، هذا الشرق الحكيم، حافظ لأكثر من 70 عامًا على الصراع العربي - الفلسطيني، كصراع حقوق وسيادة وطنية، ولم يفتحه لحروب الأديان أو الكراهية، ما لا تدركه إسرائيل أنها بهذه الحرب، ترتكب الجريمة الكاملة والفادحة، لأنها تفتح أبواب جهنم.
تحسين الظروف الإنسانية فى غزة ليس مسئولية مصر وحدها، لكن مسئولية أمريكا والمجتمع الدولي، وحان الوقت لتسمع إسرائيل الأصوات العاقلة داخلها، الأصوات التي بزغت من المحكمة الدولية، وبدأت واضحة في الاتحاد الأوروبي، وظهرت في الاتحاد الإفريقي، أو حتى الصوت البارز الذي عبر عنه لولا دي سيلفا عن الأمريكتين، زعيم البرازيل، قال مثلما قال زعيم جنوب إفريقيا.
هناك إبادة ضد الشعب الفلسطينى، يرتكبها اليهود الإسرائيليون ضد العرب، حكمة جنوب إفريقيا التي كافحت مع مانديلا العنصرية البيضاء، التقت مع حكمة زعيم الفقراء من أمريكا اللاتينية، وها هي أوروبا التي عاشت في كنف إسرائيل، والداعم الأكبر لها، تخرج عليها تطالب بمنع الحرب على رفح.
لم يعد مطلبًا عربيًا فقط، بل مطلب عالمي، هكذا إسرائيل أصبحت المعتدية والمكشوفة أمام العالم كله.
حان الوقت لكي يقدم المجتمع الدولي، نتنياهو وزمرته إلى المحكمة الجنائية الدولية، ليحاكموا على مرأى من العالم، حتى تستقيم الأمور في هذه المنطقة من العالم.
نتنياهو لا يهدد الفلسطينيين أو العرب، بل يهدد العالم كله.
ليس هناك مجال لتضييع الوقت، خروج المنطقة وشعوبها عن السيطرة، أصبح قاب قوسين أو أدنى، نتنياهو لا يهدد الفلسطينيين فقط، بل يهدد كل الشرق الأوسط، هذا الصوت يجب أن تقوله أمريكا وهى تحت نيران الانتخابات، يجب أن يقوله بايدن ويتفق معه ترامب، لأن المتضرر الأول من هذا الخطر هو التعايش العالمي.
هذه الصرخة يجب أن يسمعها الجميع قبل حلول شهر رمضان المبارك.
إنقاذ غزة والفلسطينيين قضية عالمية، وليست شرق أوسطية أو عربية فقط، هذه نصيحة لهذا العالم المجنون قبل الانفلات.