لا تقلقوا على أناس تمكنوا في كل مرة من تخطي أوجاعهم وآلامهم بمفردهم، لا تخشوا عليهم من تحديات سوف تقابلهم أو من مشكلات ستتعمد قطع الطريق عليهم، إنهم من امتلكوا القوة الفائقة وحدهم، قوتهم نبعت من إيمانهم؛ لذلك فجعلتهم قادرين على تحويل مصاعب حياتهم إلى إنجازات كبرى تحمل اسمهم، بصبرهم وبثباتهم أعلنوا قيام دولتهم الواعدة التي شيدوها من حطام أنفسهم.
لا تلوموهم حينما يتغيبون عنكم، لا تكونوا ضدهم إن تغيبوا عن مجالسكم؛ فالمشهد لم يعد يشبههم، إنهم ما زالوا يقدسون وحدتهم الاختيارية أو حتى تلك الإجبارية التي فرضتها ظروف الحياة عليهم، إنهم يتغيبون لتقديم فروض طاعتهم وولائهم لخالقهم، يمتنون لوحدتهم التي شكلت ملامحهم وأظهرت مواطن قوتهم، اتركوهم يثبتوا لأنفسهم بأنهم قادرون على تخطي كل الصعوبات التي مرت بهم للنجاة من تلك الفخاخ التي نصبت لهم من أجل الإيقاع بهم.
هؤلاء الأقوياء الذين نجحوا في تحويل طلاسم حياتهم إلى رموز أخرى، إلى أشكال ورسوم تعبر عنهم، إلى خطوط محسوسة تحدد لهم معالم طريقهم، إلى ألحان وغناء يطربهم، ينتشون به وهم في طريقهم لتحقيق ذواتهم، ضعوا ثقتكم فيهم واعلموا أنهم سيكونون بخير مهما حاولت الأفكار الهدامة من اعتراض طريقم أو فرض سيطرتها عليهم.
اطمئنوا على هؤلاء الذين تناولوا كل جرعاتهم من مصل التحدي، اطمئنوا على من بارزتهم الحياة بسهامها فردوا عليها بمثلها، بل وزادوا عليها، بعد أن فشلت مساعيها في تشتيتهم وتكبيل أيديهم، اهدأوا كثيرًا فهم من تكسرت على صخر عنادهم كل المخاطر، لا تخافوا على من وثقوا بربهم.
لاتنشغلوا على من تعمدوا السير بعكس الاتجاه واثقين كل الثقة من نجاحهم وصحة وجهات نظرهم، من صارعوا ظروف الحياة من مهدهم وحتى لحظتهم، إنهم أقوياء بعدد مرات تجاربهم، أقوياء بالتعلم الذي سابقوه وسابقهم، أقوياء بتحويل نتائج معادلتهم دومًا لصالحهم، أقوياء بصلابتهم وتمكنهم من مواجهة الأزمات وإدارتها، دعوهم، ولاتقلقوا بشأن أناس صنعوا أنفسهم بأنفسهم.
اعلموا أن القوي هو من تمكن من إدارة أزمته بمفرده، من تغلب على حيرته وقلقه بشجاعة نابعة من عناده وعدم استسلامه، القوي من حول مفردات حديثه إلى دعائم وأركان تسانده وتصنع مجده، القوي من تحكم بقوانين اللعبة التي يمسكها بين يديه، من تمكن منها وسيطر عليها فجعلها تعمل لصالحه، تدعمه وتؤازره.