الحرب يجب أن تنتهى الآن فى غزة، خصوصا عندما تصل إلى المربع الأخير، أصبح كل فريق على أرض المعركة فى غزة، وخان يونس، وأخيرا رفح، عليه أن يعيد حساباته، والنظر فى كل اتجاهات المعركة، بلا خوف أو تردد وبكل المقاتلين والأبطال.
4 أشهر كاملة كافية لإثبات قدرتكم على كل الأصعدة، لن يعض أحد أصابعه إلا الشعب والأطفال، المتحاربان، كل منهما له أهداف، يريد تحقيقها ولا ينظر إلى الخسائر الفادحة التى تقع، أو التى حدثت على الجانبين، إسرائيل تنزف، خسائر اقتصادية فادحة، وجنود يقتلون وأمريكا تعوضهم لكنهم يقتلون بفعل المقاومة.
نستطيع أن نقول إن المقاومة برغم الضربات الموجعة والخسائر الفادحة، والضحايا بالآلاف، قد دخلت تاريخا عريضا، لكن عندما ننظر إلى مكاسبها الإستراتيجية، فهى حركت القضية الفلسطينية، ووضعتها على أجندة العالم من جديد فى أعلى نقطة، وأصبحت قضية العالم، ليس فى منابر الأمم المتحدة، أو أوروبا، أو أمريكا، والشرق الأوسط، لكن على كل الأصعدة.
هذا لا يعنى أن الخسائر التى منى بها قطاع غزة قليلة بل فادحة، ومن وقع عليهم دفع هذا الثمن الفادح، حماس تستطيع أن تقول إنها منيت بخسائر كبيرة، لكن المعادلة واضحة بالنسبة لى أمامها، إنها تعرف أن مواجهة إسرائيل طويلة ومريرة ومن وراءها العالم كله، لن تحقق مكسبا وانتصارا فورياً بالضربة القاضية.
إن اقتحام رفح كارثة الكوارث على المنطقة، وعلى غزة، وتأثير حروب فى بضعة كيلو مترات، بها أكثر من نصف سكان غزة، ستكون مجزرة لا نظير لها، أعتقد أن العالم يستطيع أن يجبر إسرائيل على التوقف فى هذا المربع الخطير، وأنها أصبحت تدرك، أن الخطوة القادمة ستنقلها إلى أكثر المربعات دموية فى التاريخ، ولن تستطيع الحكومة اليمينية المتطرفة، أن تدفع هذا الثمن.
لا أحد فى المنطقة يريد أن يرى إسرائيل تعدم المقاتلين الفلسطينيين، ستكون ردة ضخمة يمنى بها الشعب الفلسطينى، ولذلك فإن اتخاذ قرار شبيه بقرار الرئيس عرفات من بيروت، أو عمان من قبل، حدث فى التاريخ الفلسطيني، لقد حافظنا على المقاومة حية في كل عواصم العالم العربى.
الهدف أن تبقى شعلة المقاومة حية فى الضمير الفلسطيني، ومقاتلو المقاومة حققوا بطولة عريضة للشعب الفلسطينى، بصمودهم، أمام آلة الحرب الأمريكية - الإسرائيلية، حتى الآن.
إذا تعلمت المقاومة من حرب غزة، سوف تسجل بأحرف من نور فى تاريخ المقاومة الوطنية لتحرير بلادها، لكنها إذا وقعت فريسة للمناورات الإقليمية ستكون قد سلمت أشرس وأقوى مقاومة فلسطينية للشيطان, وبالتالى فإن فرص بقائها لتلعب دورا فى قيام الدولة الفلسطينية، سيكون ضعيفا.
أتطلع من قلبى أن أرى قيادات فلسطينية قوية تدفع نحو الدولة العتيدة، وسوف يحصلون عليها.