بادئ ذي بدء قبل الحديث عن زيارات زعماء العرب لمصر، لابد أن نعيّ جيدًا أنه ليس هناك علاقات أو صداقات دائمة بين الدول إنما المصالح فقط هى التي تحكم العلاقات بين الدول، فمن يتمعن علاقات مصر الخارجية يلاحظ التغيير الجذري في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولعلاقات مصر الخارجية تأثير على دعم النمو الاقتصادي للدولة عن طريق تبادل العلاقات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية، لعودة الدور الريادي لمصر كما كانت من قبل واستعادة مكانتها في العالم، بخلاف تأثير العلاقات الخارجية على الشأن الداخلي لمصر واستمرار مصر في المشروعات القومية من قبلي لبحري في وقت عصيب شهده العالم عقب أحداث كوفيد 19.
فقبل الحديث عن زيارات رؤساء العالم الأخيرة لمصر كزيارة الرئيس التركي أردوغان والذي تعتبر زيارته الأولى من نوعها له كرئيس جمهورية لأنه سبق وقام بزيارة مصر عام ٢٠١٢ كرئيس وزراء، ورغم فترات الانقطاع بين البلدين خلال تلك الأعوام إلا أن العلاقة بين الشعبين لم تتأثر ولم يتأثر أيضًا الوضع الاقتصادي بين البلدين بل تضاعف، وأيضًا زيارة الرئيس البرازيلي لمصر تعكس عمق التعاون بين البلدين؛ وقبل التطرق لزيارة رؤساء العالم الماضية؛ نتطرق لزيارات سيادة الرئيس الخارجية، فعقب زيارة سيادة الرئيس لدولة الإمارات العربية الشقيق عام 2019، تم تدشين أبو ظبى لمحطة شعب الإمارات لتوليد الطاقة الشمسية في سيناء، وهى المشروعات التي سيكون لها تأثير كبير وواضح في البلاد، ومن الجدير بالذكر؛ أن دولة الإمارات من أهم الدول الداعمة للاقتصاد المصري من حيث الاقتصاد الأجنبي المباشر المقدر ب 6 مليارات دولار.
وخلال الفترة السابقة قام ملك البحرين بزيارة مصر زيارة ضيف مصر بشأن تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات، وخاصة في ضوء التحديات التي تواجه الدول العربية فكان لابد من بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، فكما شاهدنا تناولت الزيارة الحديث عن مختلف جوانب العلاقات بين البلدين ، وتم التطرق للعديد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أما عن زيارة الأمير محمد بن سليمان فأيضًا من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين، فمن الجانب الاقتصادي حثت الزيارة على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية وزيادة الاستثمارات المتبادلة، اما عن الجوانب الأخرى فتطرقت الزيارة إلى توحيد الرؤى حول القضايا المشتركة سواء بين البلدين أو المنطقة العربية، ومن الجدير بالذكر؛ أن المملكة العربية السعودية تعد أكبر شريك تجاري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، ولا يُخفى علينا أن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها بل تعد الزيارة هى الثانية، ويلعب عنصر التوقيت دورًا مهمًا لما لها من تأثيرات سياسية وأخرى اقتصادية على التكامل والدعم الاقتصادي بين البلدين في ظل الأزمة العالمية الحالية، وخاصة مع التغيرات الاقتصادية العالمية، للتنسيق بين الأطراف لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الذى يساهم في الحد من تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجال الاستثمار والطاقة، وكل ذلك يعكس عمق العلاقات التاريخية بين المملكة ومصر.
أما عن زيارة ملك الأردن لمصر فذلك لبحث تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الأخوية المتميزة، وسبل النهوض بمستويات التعاون المشترك بين البلدين في شتى المجلات وأيضًا لمناقشة العديد من القضايا العربية وتأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الدول العربية.
أما عن زيارة أمير قطر لمصر؛ فهي الزيارة الأولى من نوعها عقب فترة انقطاع طويلة، حيث تم النقاش حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما قضية الأزمة العالمية عقب الحرب الروسية الأوكرانية، ومن المتوقع أن تلك الزيارة لها أهمية من الجانب الاقتصادي حيث ستعود على مصر بمزيد من دعم الاستثمار وارتفاع معدل النمو الاقتصادي بين البلدين بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي العربي لمواجهة الأزمات المتعاقبة على مدار العامين الماضيين والتي بدأت بأزمة انتشار وباء كورونا مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية وما تلا ذلك من تداعيات أثرت سلباً على الاقتصاد العالمي؛ فزيارة العديد من رؤساء العالم لمصر يعكس عمق ونجاح السياسة الخارجية لمصر بفضل القيادة السياسية الحكيمة المتمثلة في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي.